بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الـبَـرِّ الـتـواب الغـفـور الشـكور الوهـاب .
ثم الصلاة والسلام على ختام الأنبياء وسيد ولد آدم اجمعين .
أما بعد فإنا سنكمل بإذن الله تعالى ما بدأناه من بيان معاصي القلب وهذا هو الدرس الثالث من هذه السلسلة .
أقول وبالله التوفيق :
إن من معاصي القلب الحقد :وهو من كبائر الذنوب ، وهو إضمار العداوة بالعزم على إيقاع الضرر بمسلم ، وإذا عمل بمقتضاه ولم يكرهه كان معصية أخرى ، لأن الرضى بالمعصية معصية ، والرضى بالكفر كفر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يُزحزح عن النار ويُدخلَ الجنة فلتأته منيتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت الناس بما يُحب ان يُؤتى إليه ) رواه مسلم والبيهقي .
ومن معاصي القلب أيضًا الحسد : وهو كراهية النعمة للمسلم واستثقالها إن لم يكرهه وعمل بمقتضاه . وهو من الكبائر . قال تعالى : { من شرّ حاسد إذا حسد }
ومن معاصي القلب المنّ بالصدقة : وهو أيضًا من الكبائر ويحبط ثواب الصدقة .
وهو أن يعدد نعمته على آخذها كأن يقول له ألم أفعل لك كذا وكذا ألم أعطك كذا وكذا ليكسر قلبه .
قال تعالى : { يـأيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى . كالذي ينفق ماله رئاءالناس } سورة البقرة .
ومن معاصي القلب أيضًا : سوء الظن بعباد الله ، قال الله تعالى : { يـأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم }سورة الحجرات . وقال عليه الصلاة والسلام : ( إياكم واظن فإن الظن أكذب الحديث ) رواه البخاري ومسلم .
ومن معاصي القلب ايضًا بغض الصحابة والآل والصالحين : فبغض أي واحد من الصحابة هو كفر ، وأما الآل فهم أقارب النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون وأحفاده وأزواجه أمهات المؤمنين .فقد مدحهم الله تعالى بقوله : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا }
والله تعالى أعلم وأحكم
أسأل الله تعالى التوفيق في الدنيا والآخرة للجميع