بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده
وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد
الذي تنزّه عن كيف وأين وعن شبيه وعن الاحتياج سبحانه وتعالى عما يصفون علوًّا كبيرًا
أما بعد إخواني الأكارم فهذا الموضوع هو في بيان بعض معاصي القلب
وقد بينّا فيما مضى بعض الواجبات القلبية.
أقول وبالله التوفيق : فمن المعاصي القلبية الرياء ، والعجب بطاعة الله ، والشك في الله ، والشك في أصول العقيدة ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، والتكبّر ، والحقد ، والحسد ، والمنّ بالصدقة ، وسؤ الظنّ بعباد الله ، والفرح بالمعصية ، والغدر ، والمكر ، وبغض الصحابة والآل ، والبخل بما أوجب الله ، والشُّحُّ ، والحِرص ،والاستهانة بما عظم الله والتصغير لما عظّم الله من طاعة أو معصية أو قرآن أو علم أو جنة أو نار ،
فمن معاصي القلب الرياء : وهو العمل بالطاعة بنية محمدة الناس أي ليمدحوه ، وهو من كبائر الذنوب ومحبط للثواب . وقد بيّنّا ذلك سابقًا .
العجب بطاعة الله : وهو شهود العبادة صادرةً من النفس غائبًا عن المنّة .
أي أن يشهد العبد عبادته و محاسن أعماله صادرة من نفسه غافلاً عن تذكر أنها نعمة أنعم الله بها عليه ، أي نسي منة الله عليه أي أنّ الله هو الذي تفضّل عليه بها فأقدره عليها وألهمه ، فيرى ذلك مزية له . فيُعجب بطاعته بحيث يرى تعظيم نفسه وينسى أنّ الله قّدّره على هذه الطاعات .
الشك في الله : أي الشك في وجوده ، أو قدرته على كل شيء ، أو وحدانيته ، أو حكمته وعدله ، أو علمه ، أو غير ذلك من صفاته سبحانه وتعالى . وهذا من الكفر .
قال تعالى : { أفي الله شكّ } وقال تعالى : { إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابوا}أي لم يشكوا . وقال عليه الصلاة والسلام:( أفضل الأعمال إيمان لا شكّ فيه )رواه البخاري .
وكذلك الشك في أصول العقيدة ، كمن شكّ بنبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،
أو شكّ بالجنة والنار ، أو شك بالعذاب والثواب ، أو شك بالبعث بعد الموت أي شك بيوم القيامة ،
وهذا كله كفر .
هذا بخلاف ما لو وسوس له الشيطان بأشياء كفرية وهو لا يرضاها بل ينكرها ، فهذا لا يكفر بل يثاب على إنكارها وطرده للوسوسة .
إن شاء الله سنكمل الموضوع فيما بعد وذلك حتى لا نطيل عليكم
والله أعلم وأحكم
وأسأل الله أن يوفقكم وإيّانا لما يحب ويرضى