[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 2011/5/9
عوض
الرجوب-الخليل يثير إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية
(حماس) خالد مشعل استعداد حركته لمنح المفاوضات فرصة جديدة -قدرتها مصادر
بعام واحد- تساؤلات عن دوافع مثل هذا "العرض السياسي"
وعن مستقبل خيار المقاومة التي تتبناه حماس.
وبينما
رجح محللون تحدثوا للجزيرة نت أن تسود المرحلة المقبلة حالة اللامفاوضات،
يرى آخرون أن حماس بموافقتها على المفاوضات استجابت لرغبات عربية ولن تسقط
خيار المقاومة، في حين يرى فريق ثالث أنها تسير على خطى منافستها حركة
التحرير الوطني (فتح).
وكان خالد مشعل أبدى خلال حفل توقيع المصالحة
الفلسطينية بالقاهرة الأربعاء الماضي استعداد حركته للتوافق فلسطينيا
وبرعاية عربية, وإعطاء فرصة إضافية للمفاوضات يتوافق الفلسطينيون على كيفية
إدارتها.
مرحلة انتظار
ورأى المحلل المختص بشؤون الحركات
الإسلامية, ومدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان إياد البرغوثي, أن
الجديد ليس موقف حماس فقط، بل الوضع العربي برمته, خاصة المصري منه.
وقال
للجزيرة نت إن الفلسطينيين أمام مرحلة انتقالية لا يعرف أحد ما يحدث فيها،
مضيفا أن الفلسطينيين والإسرائيليين جميعهم ينتظرون أيضا ما سيحدث في مصر،
وما إذا كانت المفاوضات ستتوقف أو تستأنف بشكلها القديم أم بشكل جديد.
وأضاف أن المقاومة
المسلحة التي تريدها حماس، والمفاوضات التي تريدها فتح، لم يحققا آمال
الفلسطينيين، وهو ما فرض عليهما توافقا بشأن الوسيلتين حتى تتضح معالم
المتغيرات الجديدة.
وقال بهذا السياق إنه لا مواعيد بالسياسة, ولا
يمكن لسنة أو أكثر أن تنهي ملف الصراع, مضيفا أنه بعد انتهاء مهلة السنة
يمكن البحث عن شكل آخر للتأجيل.
على كل الخطوط
لكن المحلل
السياسي ومدير مكتب الجيل للصحافة مصطفى الصواف اعتبر أن مشعل يحاول مسايرة
الخطاب الموجه للاتحاد الأوروبي وأميركا، مع الحفاظ على إستراتيجية
المقاومة.
وقال الصواف "حماس تريد السير في كل الخطوط, فهي لا تمانع
من المشاركة في مقاومة مدنية من جهة، ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال اعتداء
الاحتلال على قطاع غزة أو على أي من قياداتها وعناصرها من جهة أخرى".
وأضاف
أن هناك إصرارا من قبل البعض لمنح الرئيس محمود عباس فرصة (للتفاوض) رغم
اقتناع كل الفلسطينيين بأن إسرائيل لا تريد السلام, قائلا إن نتيجة مفاوضات
جديدة محتملة "ستكون صفرا كبيرا، ومضيعة للوقت".
وخلص إلى أن حماس
لم تتخل بعدُ عن أي من ثوابتها، كما لم تتخل عن المقاومة كإستراتيجية
للتحرير، وإن كان لدى البعض قناعة بأنه يمكن أن تؤجل لفترة ما.
على خطى فتح
من
جهته, اعتبر رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة حافظ البرغوثي أن "حماس
أضاعت وقتا ودما كثيرين خلال السنوات القليلة الماضية، كالذي أضاعته فتح
خلال أكثر من ثلاثين سنة".
وتابع "فتح وصلت إلى حل الدولتين بعد عقود من الكفاح والنضال المسلح، وكان على حماس أن تقرأ مسيرة فتح".
ووفق
قوله, فإن فتح لم تقبل بكثير من الحلول إلا بسبب المتغيرات الدولية حولها
مثل حصارها في تونس وخروجها من لبنان "والآن هناك خروج حمساوي من سوريا،
وحصار متوقع، وفقدان للحلفاء، فهي وصلت إلى نفس الاستنتاجات".
ورأى
أن حماس اصطدمت بنفس الحائط الذي اصطدمت به فتح، معربا عن اعتقاده بأن
"حماس تراهن على مدة سنة انتظارا لمستجدات الوضع العربي، للمناورة وليس
للتفاوض".
وبالنسبة إلى البرغوثي, بات الحل العسكري أو المقاومة في
وضع أصعب على الفلسطينيين بسبب الانكفاء العربي، مشيرا إلى أن كل شعب
بالمنطقة يريد أن يحل مشاكله, وهو غير مستعد للتضحية من أجل الفلسطينيين.