نور الهدى
المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16145
تاريخ التسجيل : 02/10/2009
العمر : 41
 |  موضوع: ما هي تأثيرات التحولات في المنطقة على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟ 27/2/2011, 9:28 pm | |
| ا هي تأثيرات التحولات في المنطقة على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟ حل مرحلي انتقالي يفرض على الفلسطينيين ولاعبون جدد في المعادلة2011-02-27
القدس/
المنــار/ سؤال يشغل الدوائر المعنية في الساحة الفلسطينية وفي اسرائيل،
وأيضا في الولايات المتحدة، وهناك تيارات متضاربة وآراء مختلفة ونظريات
وسيناريوهات متشابكة متعددة، حول تأثير ما يشهده العالم العربي من احداث
حول مستقبل العلاقة بين اسرائيل والجانب الفلسطيني.
منذ
بدء التطورات والاحداث المتسارعة بشكل غير مسبوق في منطقة الشرق الاوسط،
حاول البعض تجاهل البحث والغوص واعطاء الاجابات الشافية لهذا السؤال
المطروح... تحت ادعاء ضرورة التريث قليلا وعدم استباق الاحداث وانتظار ما
تحمله الايام.
لكن،
الهزات التي ضربت الساحة العربية تتم بتسارع غريب وملفت، ويجعل هناك ضرورة
لطرح السؤال الذي اشرنا اليه، والعمل على توقع الاجابات المعتدلة له،
والذي يسرع في طرح هذا السؤال داخل الدوائر المعنية في فلسطين واسرائيل
وامريكا وحتى في اوروبا كان التطور الذي شهدته مصر.
ومراجعة
لمواقف واجابات البعض في الدوائر الامريكية حول هذا التساؤل يكشف لنا
حقيقة ملفتة وهي وجود تضارب واختلاف في المواقف والرؤى المستقبلية للصراع
الفلسطيني الاسرائيلي، ومن بين هذه التيارات المؤثرة داخل الادارة
الامريكية ، هو التيار الذي يتحدث عن أهمية مشاركة اوروبا او المشاركة معها
للخروج بطرح عملي مقبول على الجانبين يسمح باستئناف المفاوضات بينهما مهما
كان شكلها مباشرة أو غير مباشرة كما تطرح الرباعية الدولية.
لكن،
هذا الموقف ليس الوحيد أمام دائرة صنع القرار الامريكي، فبعض المستشارين
للرئيس اوباما يفضلون ترك هذا الصراع جانبا في المرحلة الحالية مع الانتظار
وعدم التسرع والالتفات بصورة اكبر الى ما سيحدث في الساحة العربية، وهذا
التيار ايضا يعتقد بان التحولات المستقبلية في الساحة العربية سوف تدعم
الولايات المتحدة وجهودها الهادفة للتوصل الى حل للصراع الفلسطيني
الاسرائيلي، ويعتقد اصحاب هذا التيار ان حل الصراع يمكن ان يكون حلا
انتقاليا مرحليا يفرض على الجانب الفلسطيني الذي سيكون كما يرى هؤلاء معلقا
في الهواء بانتظار حبل نجاة او منطاد يهبط به على ارض الواقع الجديد الذي
ترسمه الاضطرابات والاحداث في الساحة العربية، وهذا الموقف ليس بعيدا عن
موقف القيادة السياسية في اسرائيل، الذي استمع اليه كبار المسؤولين في
الادارة الامريكية عبر اتصالات وزيادات قاموا بها الى اسرائيل، ولقاءات
جمعتهم مع مسؤولين اسرائيليين داخل الولايات المتحدة نفسها، أي أن هناك
توافقا بين اصحاب هذا التيار واسرائيل بالتريث وعدم التسرع ومراقبة
التحولات التي تشهدها المنطقة وعدم الخروج بطروحات واقتراحات متسرعة لحل
الصراع مع الفلسطينيين قد نكتشف سريعا بانها اقتراحات سرابية لم تعد تلائم
الواقع الجديد، وأن هناك فرصة كبيرة نهاية العام الجاري لفرض اتفاق معقول
على الجانب الفلسطيني يسمح بادارة الصراع وضبط الامور ومنع خروجها عن
السيطرة لسنوات قادمة.
الا
ان اصحاب الرأي الاول يعتقدون بأن هناك ضرورة ومصلحة للولايات المتحدة
واسرائيل في طرح نوع من انواع الحلول تسمح باستئناف المفاوضات بين الطرفين
الاسرائيلي والفلسطيني برعاية اوروبية امريكية وبدعم دولي اممي من اجل
التوصل الى حلول معقولة، واصحاب هذا التيار لا يتحدثون عن حلول دائمة خاصة
في ظل ما تعاني منه الساحة الفلسطينية بشكل خاص والساحة العربية بشكل عام
من فوضى وانقسامات واضطرابات واعمال عنف.
فالمرحلة
الحالية استنادا الى التيارين المذكورين لا تسمح بالحلول الدائمة وفتح
الملفات الشائكة والصعبة في المفاوضات بين الجانبين كالقدس واللاجئين
وقضايا اخرى.
أصحاب
التيار الاول الذي يؤمن بالشراكة مع الاوروبيين والتنسيق معهم وعدم الغوص
في هذا المستنقع منفردين يعتقدون بأن القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية لن
تترددا اليوم في التعامل مع أي طرح معقول يمنع حرج الطرفين على الصعيد
الداخلي.
على
أي حال ليس هناك حتى الآن قرار امريكي حاسم واضح حول مستقبل التدخل
الامريكي في عملية السلام في المنطقة بعد الاضطرابات التي شهدتها الساحات
العربية، لكن، المؤكد ان العديد من العناصر التي كانت تنشط في المرحلة
الماضية لدعم عملية السلام قد اختفت، والبعض الاخر آخذ دوره في التراجع في
المرحلة المقبلة وهذا يعني أن هناك لاعبين جدد سيدخلون في هذه المعادلة،
وأن على الولايات المتحدة حسب المصادر الامريكية الترحيب بهم، هذه العناصر
بعضها دولي والبعض الآخر اقليمي كانت حتى فترة قريبة عناصر غير مرغوب
بتدخلها، لكنها، الان باتت عناصر قادرة على الرغم من التحفظ الامريكي على
تقديم ما تستطيع من جهد ومساندة لعملية السلام في حال تم توفير الدور
المناسب لها، والعائد المعقول الذي يمكن من خلاله تحقيق المكاسب وتقديم
المساندة من خلال الضغط على بعض الجهات المشاغبة في المنطقة.
| |
|
