بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المستغني عن كل ما سواه ، المفتقر إليه كل ما عداه . والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد آدم أجمعين .
أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو من الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن وصالح الأعمال . وأرجو من الله تعالى أن يجعلنا وإياكم خدامًا لهذه الدعوة المحمدية
فنشر الدعوة وتعليم الناس الدين ، هذا جهاد في سبيل الله تعالى إن أخلصنا النية ، هذا عمل الأنبياء .
فلذا نحن نتناصح فيما بيننا حبًا في الله ، ولا يتعالى بعضنا على بعض ،مخلصين النية لله تعالى .
أقول وبالله التوفيق :
إنه قد شاع على ألسنة كثير من الناس عبارات غير سليمة ، وهم لا يقصدون المعاني الحقيقية ، ولكن يقصدون ويفهمون منها معان أخرى ،
كقول : " لا قدّر الله " ولو انتبه المسلم لمعنى هذه الكلمة لما قالها .
هم يقصدون بها " أرجو أن لا يكون الله قد قدّر هذا الأمر" وهذا مفهومهم منها
ولكن معناها الحقيقي :" نفي تقدير الله لهذا الأمر " هذا في اللغة .
فعلى هذا ، ما أدراه أنّ الله لم يقدّر هذا الأمر ؟ هل اطلع على الغيب ؟
وإن كان هذا الأمر قد حصل ثم قال شخص هذه الكلمة ، ماذا يكون المعنى ؟
يكون نفيا لتقدير الله لهذا الأمر . وأن أحدا غير الله قدّر هذا . والعياذ بالله .
هو لايقصد هذا المعنى ، ولكن هذا هو المعنى الحقيقي لهذه الكلمة .
فليتنبه لذلك . ولنترك هذه الكلمة ، حتى لا يكون كلامنا فيه مخالفة للشرع
ولو عن غير قصد .
وهناك عبارة أخرى تقال وهي مخالفة للعقيدة الإسلامية وهي :
"لا حول لله " وعبارة " لا حول لله من أمر الله "
هذا الكلام معناه" نفي قدرة الله" والعياذ بالله، أي" وصف الله بالعجز" ولكن أغلب من يستعمل هذه الكلمات لا يفهمون هذا المعنى ولا يقصدونه . ولكن نحن نتكلم من حيث الأصل . فليتنبّه لذلك .
وأما القول الصحيح كما تعلمون ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) فمعناه :
"لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بعون الله"
فقد روى أبو يعلى بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال :
كنت ماشيًا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقلت :"لاحول ولا قوة إلا بالله "
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا غلام أتدري ما معناها " قلت:" الله ورسوله أعلم "قال : " لاحول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله ، هكذا أخبرني جبريل "
أي أنّ العبد لا يستطيع أن يبتعد عن المعصية إلا إذا عصمه الله منها ،
وأنه لا يستطيع أن يقوم بالطاعة إلا إذا أعانه الله عليها .
وقوله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هكذا أخبرني جبريل ) لأنه( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) . يعلمنا بهذا أن لا نسارع بالفتوى والتفسير بغير علم ، إنما علينا أن نتلقى العلم عن أهله قبل أن نتكلم .
والله أعلم وأحكم
وبارك الله فيكم ، ووفقكم لما يحب ويرضى . آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته