[rtl]نفحات قرآنية (2)[/rtl]
[rtl]﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران 102- 105].[/rtl]
[rtl]شعار المسلم - إذن - إسلام إلى الأبد، إسلام مع كل نفس يتردد. وشياطين الإنس تؤزهم شياطين الجن بالمرصاد لهذا الدين، يصدون عنه، ويوقفون مده، ويعكرون صفوه، ويكبتون أنفاسه، ويمكرون الليل والنهار. ويرتاعون يوم يرون صحوة عارضة تسري في الجسد المسجى فيسرعون إلى معاولهم يفصمون بها العرا، ويخنقون الأنفاس، ويحطمون الخلايا التي تفيض بالحياة، وتؤذن بالنمو.[/rtl]
[rtl]وأعداء الدين رغم ما بينهم من تنافر-يجمعهم إبليس على حد أدنى، هو كراهية الإسلام. كلما رأوا حيوية منذرة، وأحسوا أن بذرة الدين توشك أن تتفتق في جذر قلوب الرجال وتتحرك في الفطر الحية التي تنعش تحت ركام الرماد المحترق تتحين لحظة الإشعاع - كلما أحسوا ذلك أخذتهم الرجفة، وداروا يرصدون الثغرات، ويرسمون للاحتواء والإجهاض، بأساليب شتى منها:[/rtl]
[rtl]1. تعميق الخلافات بين المسلمين ولاسيما الشباب.[/rtl]
[rtl]2. تشويه الواجهة بإلصاق التهم وترويج الشائعات.[/rtl]
[rtl]3. دعم الجبهات المضادة التي يسوؤها انتشار المد الإسلامي.[/rtl]
[rtl]4. اصطناع العملاء وتزويدهم بإمكانيات التسلل، والتصنت، والقمع.[/rtl]
[rtl]5. التمكين للأقلام المأجورة كي تشكك، وتبلبل، وتطعن في المقدسات.[/rtl]
[rtl]6. مباركة كل منابر التنفيس، ودعم مراكز الدين الموجه، وإذكاء جذوة البدعة والدروشة والخرافة.[/rtl]
[rtl]7. مناصرة حركات الجمود التي تقوقع المسلم في دائرة ضيقة تكتم الأنفاس، وتشل القدرات، وتعوق عن الحركة، كذلك يمكر الأعداء ليسقط المسلمون ببلاهة في الشباك، ويستغرقوا في الخلافات، ويتقطعوا أمرهم بينهم زبرًا مع استبداد بالرأي وغلو، وغرور وسطحية، واستغراق في رؤى وردية مع نبو في الأسلوب،وجهل بالطريقة،وغفلة عن الحكمة، والموعظة الحسنة.[/rtl]
[rtl]إن شياطين الإنس والجن لن يدعوا المؤمن ينعم بأرواح الإسلام، أو يتحسن بالأشفية التي تشع من القرآن. والحق أن القوى السفلى لا تفتأ تصد، وتكيد حتى يتدابر المسلمون فلا يلتقي بعضهم ببعض، ولا تزال تموه وتخدع حتى يحيص المسلمون فيعموا عن مهاوي الشقاق، ويصموا عن هاتف الوحدة والوفاق.[/rtl]
[rtl]والوحدة والوفاق إن رفعا فوق أرضية من تقوى الله باتا قلاعًا تهب المنعة، وتتدارك المسلم الذي يمارس قدره، ويظل يغالب أعداء النور، ويخوض غمرات الفتن، ويمضي بالدين والدنيا إلى غايتهما وهو يرتل قول الحق[/rtl]
[rtl]﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾.[/rtl]
[rtl]والآية- للوهلة الأولى- تشعر بدفء الأخوة، وتوحي بجلال التآلف على منهج الله، في هدي قرآنه، وحمى عهوده، وذكر آلائه.[/rtl]
[rtl]كما توحي بأن نعمة الإخاء مقدمة على نعمة الإنقاذ بحكم كونها ذكرت قبلها وسبقتها في مقامات المن والتذكير[/rtl]
[rtl] ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾ [آل عمران: 103].[/rtl]
[rtl]وشريعة الحق بكل ما تحوي من هدى هي (حبل الله) تضوي شعاعاته في سماوات المؤمنين، وتنتشر منارات بينة،وتنتظم حصونًا منيعة تعصم،وتدرأ غوائل الأعداء.[/rtl]
[rtl]ومن هنا تعددت رؤى المفسرين لكلمة (حبل الله):[/rtl]
[rtl]1- أولت بالعهد استرشادًا بقول الله: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾[/rtl]
[rtl][آل عمران 112] بحبل أي بعهد وذمة.[/rtl]
[rtl]2- وأولت بالقرآن استئناسًا بما رواه مسلم في صحيحه عن يزيد بن حبان قال: انطلقت أنا وحصين بن سيره، وعمر بن مسلمة إلى زيد بن أرقم. فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يازيد خيرًا كثيرًا. رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،وسمعت حديثه، وغزوت معه،وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله، فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله فينا خطيبًا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله، وأثنى عليه ووعظ، وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله، ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي (ثلاثًا) فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل، وآل جعفر،وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.[/rtl]
[rtl]ويجدر بنا هنا أن نبادر فنرد على مستشرقين يتخذون من هذا الحديث مدخلًا للطعن في عدالة الإسلام والتشكيك في مبدأ المساواة في الإسلام. ويتهمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمحاباة وتمييز خاصته، وآله. والحق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث لم ينسب إلى أهل بيته فضلًا يميزهم عند الله أو يرفعهم على الناس. وهو - صلى الله عليه وسلم - لم يزن لهم بميزان يغاير ما يزن به لعامة المسلمين. كما أنه لم يوص لهم بدنيا زائدة ولا طلب لهم معاملة خاصة تميزهم على غيرهم. بل لم يزد على أن ذكرنا الله في أهل بيته. وذلك يقتضي ألا نحيف، وألا نحابي. أن نقيم الوزن بالقسط ولا نخسر الميزان. ولعله - صلى الله عليه وسلم - نظر بفراسة المؤمن فتصور ما سوف يحيق بأهل بيته، ولا سيما من نفوس نفست على بني هاشم شرف النبوة، وورمت أنوفها لما نالوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - من ذكر. فوق أن هذاالشرف الجديد قد يورث بنى هاشم شيئًا من الزهو والتعالي الذي يثير نوازع الغيرة والحسد في نفوس غيرهم. وقد يجمح ببني هاشم هذا الشعور فيرون أن ما غمر العرب من سيادة وشرف تراث محمد - صلى الله عليه وسلم -. وهم أولى الناس بتراث محمد . مما يثير أحقادًا دفينة أو يحرك غريزة تنازع البقاء. لكل هذه المعاني كان أهل البيت عرضة للكبت والقهر والظلم وأحوج للوصية.[/rtl]
[rtl]ومما يؤيد ما ذكرنا من أن المراد بالحبل هو القرآن ما رواه الترمذي والدارمي بسند فيه ضعف. (… كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه…).[/rtl]
[rtl]والتآويل كلها تمس الخيوط التي تجدل ذلك الحبل، وتنتهي بك إلى أن حبل الله هو دين الله بكل ما في الدين من خير يعم الآخرة والدنيا. والاعتصام معناه أن تأرز إليه وتلتصق به التصاقًا يقيك ويحتويك.[/rtl]
[rtl]وإبرازًا لخطورة قضية الوفاق، وتأكيدًا لأهمية الوحدة، أتبع ضمير الجماعة في ﴿ وَاعْتَصِمُوا ﴾[/rtl]
[rtl]بكلمة جميعًا، ثم أكد مفهوم الجملة الآمرة بجملة أخرى ناهية - ولا تفرقوا -[/rtl]
[rtl]لتبيين أن الاعتصام ينبغي أن يملأ حياة المسلمين وأن الذين التقوا في رحاب الله، وانتظموا في سلك الشريعة،[/rtl]
[rtl]وارتبطوا في هدي القرآن لا ينبغي أن ينفرط عقدهم أبدًا.[/rtl]
[rtl]والآيات بما تحمل من تأكيدات تثير كامن الفطنة، وتوقظ قوى الوعي والحذر، وتفرض على المؤمن أن يعرف سبيله ويتحسس مواقع الخطا حتى لا يقع موقعًا يوهي العرا، أو يقف موقفًا يزيل الألفة ويغري بالتنازع ويؤذن بالدمار[/rtl]
[rtl] ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينََ ﴾ [الأنفال: 46].[/rtl]
[rtl]والاختلاف في الفروع جهد طاقة، وتنوع فهوم، فهو لا يخرق قاعدة الائتلاف مالم يؤد إلى جمود، وتعصب، وانطواء أعمى في المذهب، وتناطح ينأى بالفرقاء عن التناصح.[/rtl]
[rtl] روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال - صلى الله عليه وسلم -:[/rtl]
[rtl] ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله عليكم، ويسخط لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)).[/rtl]
[rtl]ومقام الاعتصام مقام رفيع. والقلوب- وإن سمت فوق الأهواء- لا تبلغ هذا المستوى إلا بتوفيق من الله ودعم منه.[/rtl]
[rtl]والله سبحانه يمتن بهذا الدعم ويذكر بنعمة الإخوة والتأليف[/rtl]
[rtl] ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103].[/rtl]
[rtl]والقرآن حين يأسو نوازع الفردية، ويعالج دواعي التنازع المختزنة في عنصر الطين، يستعين بصورتين: صورة تنتزع من ماضيهم القريب، من أمسهم الجاهلي يوم كانوا فرقًا، لكل فريق هواه، وحمية الجاهلية، فتداركهم الله بالإسلام حتى تحابوا والتقوا على كلمة سواء نظمتهم في عقد واحد، وأنقذتهم من مخاطر مودية ، فقد كانوا على شفا حفرة من النار، يتأرجحون حول شفيرها متعلقين بحبال الشرك. والله يعرض الصورة ويخرج الخطر الداهم في تمثيل تجب له القلوب[/rtl]
[rtl] ﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ﴾ والبعد عن رحاب الله وتخبطهم بين آلهة شتى أورثا شقاقًا وتدابرًا وتنافرًا وتناحرًا كالأوس والخزرج مثلًا، طال بينهم الشقاق، وكثرت الوقائع حتى استنقذوا بالإسلام وتآخوا.[/rtl]
[rtl]وصدق الله: ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 62- 63].[/rtl]
[rtl]والقلب مكمن المشاعر، ومناط الأهواء، ومستقر الخير، ومستودع الشر.[/rtl]
[rtl]لذا اختص بالذكر ((فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ))[/rtl]
[rtl]((وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ)).[/rtl]
[rtl]ونعمة التأليف بهتت يهود، ووقعت وقع الصاعقة على نفوس لا تبني إلا فوق الأشلاء، ولا تعيش إلا على الدماء. فلا غرو إذا احتالوا ومكروا رجاء أن يوقدوا من جديد نار العداوة بين المسلمين فتنقطع الأواصر ويدب الخلاف ويحل الدمار: مر رجل من يهود بمحافل الأوس والخزرج فساءه تلاقيهم، وتآلفهم فدس رجلًا يذكرهم ما كان بينهم من حروب يوم بعاث.[/rtl]
[rtl] ففعل ولم يزل ذلك دأبه حتى ورمت الأنوف واستلت السيوف، وتواعدوا إلى الحرة.[/rtl]
[rtl] وبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاهم وجعل يسكنهم ويقول: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟[/rtl]
[rtl] وتلا عليهم قوله سبحانه:[/rtl]
[rtl]﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103][/rtl]
[rtl] فندموا، وثابوا إلى رشدهم وتعانقوا، وطاش سهم اليهود.[/rtl]
[rtl]ونعمة التأليف تلك يمتن بها رسول الله على الأنصار يوم قسم غنائم حنين: أخرج البخاري عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله يوم حنين قسم في الناس المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي. كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمن. قال: لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديًا لسلكت وادي الأنصار وشعبها.الأنصار شعار ودثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض.[/rtl]
[rtl]بمثل ذلك التصوير القرآني البليغ، وبمثل هذه المواقف النبوية الحكيمة يربي المسلمون على الوفاق ويحدون إلى معارج الهدى والعزة والخير.﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].[/rtl]
[rtl]وصورة أخرى تنتزع من التاريخ وتلابس من حولهم من أصحاب الديانات[/rtl]
[rtl]﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾ [آل عمران 105][/rtl]
[rtl] فبمن تعرض الآية ومن المعنيون المتوعدون؟[/rtl] |