يعكس عدم الاستقرار الذي شهدناه مؤخراً في أسواق الأسهم العالمية مدى ضعف التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا، وأماكن أخرى من العالم، الثقة تبلغ أدنى مستوياتها فيما الديون مرتفعة، وفي بعض الحالات يسير منحى الضرائب صعوداً، وفي الوقت الذي تزدهر أسواق السلع والخدمات في دول على غرار البرازيل والصين والهند، لا بد من اتخاذ بعض الخطوات لإعادة الثقة التي ستسهم في تعزيز الطلب حول العالم، وبمعنى آخر، نحن بحاجة ماسة إلى دعم اقتصادي سريع.
إنها لحظة بالغة الأهمية بالنسبة إلى أصحاب المشاريع والمبادرات، الذين يتحملون دوماً جزءاً كبيراً من الأعباء في إعادة تحريك عجلة الاقتصاديات المتعثرة، إنما هي لحظة مهمة للحكومات كذلك الأمر، نظراً إلى أنها وحدها قادرة على خوض المشاريع الضخمة حقاً.
إليكم أهم7 نصائح أسديها بشأن ما يتعين القيام به في غضون الأشهر الاثني عشر المقبلة، ومن يجب أن يتولى القيام به.
1. ضخ الأموال
ينبغي التأكد من أن المصارف تقرض الأموال التي تختزنها، وبشروط جذابة إلى الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، إذ يشكل ضخ الأموال في المنتجات والخدمات الجديدة الطريقة المثلى لتوفير المزيد من الوظائف والنمو، من المسؤول عن ذلك؟ السياسيون، لقد أنقذوا المصارف عبر عمليات تعويم مالي، وعليهم التأكد من أنها لا تحتفظ بمفتاح التعافي هذا لنفسها فقط.
2. البحث الحثيث عن المستثمرين
تشكل الاستثمارات الأجنبية المباشرة منشطاً للقطاعات الضعيفة في أي اقتصاد، وعليه، يتحتم على كل دولة إعادة النظر في محفزاتها الضريبية، وخصوصاً الدول التي تعاني من تدهور اقتصادي، تحتاج الشركات الضخمة المتعددة الجنسية إلى قوى عاملة تتمتع بمهارات وبيئة سياسية مستقرة، وبعد ضمان هذه الظروف، ستليها الاستثمارات وأنشطة التصنيع والوظائف، ابعثوا بالرسائل إلى رئيس دولتكم أو رئيس وزرائه.
3. تحسين البنى التحتية
بعد اندلاع الأزمة المالية في العام 2008، اقترح الرئيس الأمريكي أوباما التركيز على مشاريع بنى تحتية «تنتظر التنفيذ» من أجل توفير فرص العمل وتحريك عجلة الاقتصاد. من الضروري أن تطلق الولايات المتحدة مشاريع بأعداد وأحجام أكبر، وعلى الحكومات حول العالم أن تسير في الاتجاه ذاته، فالمشاريع تعود بفوائد جمة خلال فترة قصيرة، الطرق السريعة والسكك الحديدية لربط المدن بين بعضها، والقدرات الاستيعابية الإضافية على خطوط سكك الحديد والطرقات، والمطارات الخاضعة للتحسينات، والجسور الجديدة، ستشكل جميعها بنى تحتية آمنة وحديثة، ستتيح هذه المشاريع كافة للشركات الانتقال إلى مناطق ملائمة أكثر لاحتياجاتها، هل تسمع هذا النداء حكومات الاقتصادات المتعثرة؟
4. تبسيط الإجراءات
إن تقليص حجم الروتين الحكومي الذي تنطوي عليه إجراءات استخدام الموظفين الجدد وتأسيس الشركات الجديدة، هو أمر في غاية السهولة، لم تبق هذه الإجراءات طويلة ومكلفة في كل مكان تقريباً؟
5. تجاوز مرحلة الوقود الأحفوري
ترتفع تكاليف الوقود فيما أن إمدادات النفط والغاز الطبيعي غير مؤكدة، ويتعذر التعويل عليها في عالم يصبح غير مستقر يوماً بعد يوم، أما الاستثمار في الطاقة المتجددة فسيوفر الفرص للعمال ذوي المهارات وسيخفض التكاليف عموماً وسيضمن إمدادات الطاقة للأجيال القادمة، وبناءً على ذلك، يتعين على القطاعين العام والخاص العمل معاً في هذا الاتجاه.
6. اعتماد «المواهب بلا حدود»
كل الأسواق والقطاعات تقريباً أصبحت بحاجة إلى عمال يتمتعون بمهارات وروح مبادرات الأعمال، إلا أن أرباب العمل والمستخدمين غالباً ما يعانون من إجراءات بيروقراطية مطولة بغية الاستفادة من الخبرات المتوافرة في السوق العالمي. العالم بات ينعم بمعايير وفرص متكافئة الآن، وحركة قواه العاملة أصبحت متزايدة باستمرار، هل تستعدون للترحيب الحار بالوافدين؟
7. تلقين الناس الصناعات
لا تزال ألمانيا الدولة الأقوى في الاتحاد الأوروبي بفضل قدراتها التصنيعية والهندسية القوية للغاية، ما الذي يعيق الدول الأخرى من أن تحذو حذو النموذج الألماني؟ لقد نجحت الولايات المتحدة في الابتكار التكنولوجي، بيد أن تصاميم البرمجيات والأجهزة الحاسوبية تنتقل إلى «وادي سيليكون» جديد في الهند والصين، وأحياناً في البرازيل، الأنشطة التصنيعية أصبحت «الأفق الجديد» الجديد، ولا يسعنا أن نعتبرها من المسلمات بعد الآن.
المزاج
موضوع: 7 نصائح لإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد 
