[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقد منّ الله على عباده المؤمنين بمواسم الخيرات، يغتنمون فيها فرصة تجديد
عهدهم مع ربهم وفيها تضاعف الحسنات وتمحى السيئات وترفع الدرجات. ومن أعظم
هذه المواسم شهر رمضان الكريم الذي فرضه الله جل وعلى على عباده، رغّبهم
فيه لتهذيب نفوسهم وتوطيدها بالتقوى وخشية الله تعالى وتعويدها على الخير
والطاعة والصبر والإخلاص.
إنّ من نعمه تعالى تبليغنا هذا الشهر
الكريم وهذا التبليغ من البركات التي تكون في هذا الشهر، وعليه فإن في هذا
الشهر الكريم من البركات التي سبقت هذا الجيل، ومنها ما لحق بها، ومن ضمن
هذه البركات السابقة
واللاحقة ما يأتي:
نزول القرآن الكريم: وهذا من
البركات السابقة التي حصلت في شهر رمضان، حيث قال الله تعالى: {شهر رمضان
الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}.
نصر
المسلمين في غزوة بدر: ومن بركات هذا الشهر انتصار المسلمين في غزوة بدر،
وهو نصر لجميع المسلمين المؤمنين بالله تعالى وبما جاء في القرآن والسنّة
النّبويّة.
فتح مكة المكرمة: وهذا من البركات التي أنعمها تعالى على
عباده، حيث إن هذا الفتح هو نعمة من الله تعالى على هذه الأمّة إلى يوم
القيامة. فبعد أن كانت بلاد كفر وظهرت فيها عبادة الأوثان والإشراك بالله
في
العبادة، أصبحت بلاد التوحيد الحق.
والأمر العظيم في هذا الفتح هو
الصلح الذي عرف بصلح الحديبية فبعد أن نقضت قريش بنود هذا الصلح وأعلنت
حلفاءها على حلفاء النبي، خرج عليه الصلاة والسلام ودخل مكة مظفّراً
منصوراً وكان ذلك في
العشرين من شهر رمضان.
ليلة القدر: ومن بركات هذا
الشهر الكريم السابقة واللاحقة ليلة القدر وهي خير من ألف شهر كما قال
تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر تنزّل الملائكة والروح فيها}. ومن بركة
هذه الليلة أن الله يغفر فيها الذنوب، حيث قال عليه الصّلاة والسّلام: ''من
قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه''. وليلة القدر
تنتقل في الوتر من العشر الأواخر، فيمكن أن تكون في واحدة من ليالي السبع
الأواخر من الثالث والعشرين حتى ليلة الثلاثين ولكن الوتر من هذه الليالي
العشرة أوكد من أشفاعها وليلة السابع والعشرين أوكد من
غيرها.
تصفيد
الشياطين: وهذا من بركات هذا الشهر على عباد الله والتي لم تزل مستمرة،
وعليه تجد المؤمن في رمضان يزداد حباً ورغبة في الطاعة والتوبة والخشوع عكس
غير رمضان.
فتح أبواب الجنان وغلق أبواب النيران: ومن بركات هذا الشهر
أن تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النّار، ويقال: يا باغي الخير
أقْبِل ويا باغي الشر أقْصِر، وهذا من الترغيب في الخير.
تزيين الجنّة
بالعباد الصالحين: ومن بركات هذا الشهر أيضاً أن الله عز وجل يزين جنّته
كلّ ليلة لمَن أراد أن يدخلها وذلك بالقيام بطاعة الله والإخلاص له في
العبادة
.