تفسير الأحلام بين العلم والخرافة
د.صبري محمد خليل/ استاذ الفلسفة بجامعه الخرطوم يمكن
تعريف الأحلام منهجيا بأنها نشاط أو فاعليه معرفيه محاوله حل مشكله
وجدانيها لشعور بمشكله شعور سلبي أو بحل المشكلة شعور ايجابي.
هذا النشاط يجى كمحصله لشكل معين من أشكال علاقة التأثير المتبادل بين
النشاط العقلي (الوعي) وجهازه المادي (المخ) في مرحله سكون الجهاز العصبي
(لا توقفه الكامل ) والتي تتميز بانخفاض الاستجابة للمؤثرات الخارجية
،فالإنسان لا يفلت من قوانين الطبيعة الكلية وهو جزء منها فلا يستطيع أن
ينفصل منها عن الظروف التي تحيط به أو أن لا يتأثر بها أو يتوقف عن التأثير
فيها.
كما يتميز هذا النشاط من جهة وسائل المعرفة بانخفاض فاعليه الإحساس ، مع استمرار التفكير المجرد بأشكاله المختلفة
التصور التذكر الإدراك
ويمكن التعبير عن غاية هذا النشاط منهجيا
ايجابيا بمحاوله حل
مشكله يتناقض فيها واقع الإنسان مع أرادته ، وسلبيا بمحاوله تحرره من حاجته
كما يعرفها من ذاته، فهو تعبير عن مشكله أو حل أو عمل. ولما كان العقل
كجهاز لحل المشاكل أو تفسير الوجود يتصف بالاتساق، فالحل الذي يتحقق بالعمل
ينهي بها تناقض، وينشا تناقض جديد كخطوه إلى الإمام وهكذا فان هذا النشاط
المعرفي للعقل في النوم يبدأ من ذات النقطة التي انتهى إليها العقل في حاله
اليقظة،من ناحية التناول لا الزمان. اى انه يبدأ من أخر مشكلة حاول العقل
حلها دون أن يصل إلى حل نهائي لها ، أو واقع حاول تفسيره دون أن يصل إلى
تفسير صحيح له
وتتنوع الأحلام طبقا لمضمون المشاكل التي يعير عنها الحلم أو لحظات حل
المشكلة(المشكلة،الحل،العمل) أو وسيله المعرفة الاساسيه التي تستخدم في
الحلم
تذكر ،تخيل، إدراك تحليل، تركيب
أو المؤثر الذى أحدث الحلم
أما الرؤية الصادقة فهي نوع من أنواع الأحلام
لقول صلى الله عليه وسلم الرؤيا ثلاثة : بشرى من الله ، وتحزين من الشيطان ، والذي يحدث به الإنسان نفسه فيراه في منامه وبالتالي ويمكن تعريفها
بذات تعريف الحلم، غير أن وجه الاختلاف بينها وبين باقي أنواع الأحلام أنها
حلم يتصف بالصدق ، اى يتضمن معرفه صحيحة بالمشكلة التي يواجهها الإنسان أو
الحل الصحيح لهذه المشكلة أو أسلوب العمل الصحيح اللازم لتنفيذ هذا الحل
في الواقع
ومصدر الرؤية هي الخبرة
المعرفية المتراكمة ، فهي معرفه ذاتية لابد لها من معيار موضوعي لها للأخذ
بها كوسيلة للمعرفة ، هو اتساقها مع وسائل المعرفة الأخرى وهى الوحي في
إدراكها لما هو تكليفي والحواس في إدراكها لما هو تكويني
بناءا على التعريف المنهجي للأحلام السابق ذكره، فان غاية تفسير الأحلام منهجيا من ناحية ايجابية
محاوله تحديد المشكله أو الحل أو العمل التي يعبر عنها الحلم، ومن ناحية سلبية تحديد الحاجة التي يعبر عنها الحلم
ووجوديا تحديد الواقع الذي يعبر الحلم عن محاوله تفسيرهولتحقيق هذه الغاية لابد من ملاحظه الاتى
أولا: التمييز بين الأنماط المختلفة للأحلام، اى التمييز بين الأحلام التي تعبر
عن المشكلة التي يواجهها الإنسان أو الحاجة التي يسعى إلى إشباعها أو
الواقع الذي يسعى تفسيره ، والأحلام التي لا تعبر ذلك..
ثانيا: التمييز بين الرموز ذات الدلالة
الواحدة المشتركة التي تعبر عن وحده البشر كنوع ،أو وحده الأفراد الذين
ينتمون إلى مصدر حضاري واحد، والرموز ذات الدلالات المتعددة التي تعبر عن
تميز كل شخص عن الأخر.
ثالثا: ولما كان العقل في الحلم يبدأ من ذات
النقطة التي انتهى إليها في حاله اليقظة من ناحية التناول لا الناحية
الزمانيه، فانه لابد من مراعاة البعد الذاتي المتمثل في معرفه الشخص الحالم
بالمشكلة أو الحاجة أو الواقع الذي انتهى العقل إلى محاوله معرفته أو
تفسيره في حاله اليقظة.
رابعا: أن الطابع النظري لتفسير الأحلام لا
يعنى انه منفصل الجانب العملي في حياه الإنسان، فهو يمهد للعمل على حل
المشكله أو إشباع الحاجة أو تغيير الواقع الذي يعبر عنه الحلم الذي تم
تفسيره
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ
وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ