قرر الوفد الفلسطيني المنتمي إلى أراضي 48 والذي منع من المشاركة في ملتقى الأسرى الفلسطينيين بالجزائر الأسبوع الماضي، رفع شكوى لجامعة الدول العربية، وكذا للرئيس الليبي معمر القذافي بصفته الرئيس الحالي للقمة العربية، يطالبونه فيها بالضغط على الرئيس بوتفليقة والعمل على وقف مقاطعة " بعض الجهات العربية لهم بحجة رفض التطبيع " .
وقال ناشطون فلسطينيون إنهم شكلوا وفدا يضم لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، سيتوجه بمذكرات رسمية إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، احتجاجا على إلغاء الجزائر دعوتها لفلسطيني 48 بسبب حملهم جوازات سفر إسرائيلية، والجزائر ترفض منذ استقلالها التأشير أو التعامل مع حاملي هذا الجواز. ووصف أعضاء من اللجنة موقف الجزائر بأسوأ الصفات، مثل انه "أنه موقف ينم عن قصر نظر، وقلة تقدير للأمور ورؤية متشنجة"، مبدين استغرابهم منه على غير ما تعودوه من باقي الدول العربية التي لا تجد حرجا حتى في استقبال مسؤولين إسرائيليين فضلا عن فلسطينيي 48 .
واشتكى الناشط في جمعية أصدقاء "المعتقل والسجين" قدري أبو واصل، الذي كان أحد الممنوعين من دخول الجزائر للمشاركة في مؤتمر الأسرى، حسب ما جاء في تصريحاته، مما أسماه "استمرار ظلم ذوي القربى"، مؤكدا أن ما يعقد الأمور أكثر أن "بعض الدول العربية التي توصد الأبواب أمامنا تفتحه أمام مسؤولين إسرائيليين" ومن المؤكد هنا أن كلامه ليس موجها للجزائر، لسبب بسيط، أن الجزائر وربما دونا عن باقي دول العالم لا تسمح لحامل جواز السفر الإسرائيلي بدخول البلد من منطلق مبدئي، يتعلق برفض ولوج كل مقدمات التطبيع مع هذا الكيان الغاصب.
من جهته، الناشط الفلسطيني، محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، حاول استهجان الموقف الجزائري الرسمي، مؤكدا أنه عومل وزملاؤه كأنهم يمثلون إسرائيل، مضيفا: "إننا ضحية قيام اسرائيل وممارساتها"، ولم يتوان في إبداء تفاجئه بإبطال الرئاسة الجزائرية الدعوة، بعدما "استعد هو وبقية الوفد للسفر"، محاولا تحويل هذا المنع الى قضية رأي عام لضرب مواقف الجزائر التي لا يستطيع أي طرف المزايدة على مواقفها تجاه الفلسطينيين، وعبر زيدان عن "آلامه" المزعومة جراء تعرض عرب 48 لما وصفه بكابوس آخر أشد مضاضة "يتمثل في عدم اكتشاف العالم العربي الرسمي بعد، لحقيقة من بقوا فوق ترابهم، فيتجاهلهم أو يتعامل معهم وكأنهم جزء من الحركة الصهيونية".
يذكر أن الجزائر ألغت الأسبوع الماضي زيارة وفد من فلسطينيي 48 كان سيشارك في ملتقى الأسرى الفلسطينيين الذي نظمته جبهة التحرير الوطني برعاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بسبب حملهم جوازات سفر إسرائيلية. ولم يتردد بلخادم لحظة في تفسير هذا المنع بقوله صراحة إن الجزائر لا يمكن لها أبدا أن تستقبل حملة جواز السفر الاسرائيلي، وعلى الإخوة الفلسطينيين أن يبحثوا على حلول أخرى إذا أرادوا زيارة الجزائر.
عبد الحميد سي عفيف : الجزائر لن تؤشر جوازات إسرائيلية وليست في حاجة الى دروس
نفى عبد الحميد سي عفيف رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن تكون هيئته قد قدمت دعوات لأعضاء الوفد المشتكي إلى الجامعة العربية، أو لأي شخص فلسطيني يحمل جواز سفر إسرائيلي، مضيفا أن موقف جبهة التحرير الوطني واللجنة المنظمة لن يخرج عن الموقف الرسمي للجزائر الذي يرفض التطبيع جملة وتفصيلا بل ويرفض كل مقدماته.
وحمّل سي عفيف في تصريح ردا على تصريحات أعضاء الوفد، رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال عبد العزيز السيد، الذي أرسل لأعضاء الوفد دعوات للمشاركة، مسؤولية ما حدث، مؤكدا أن اللجنة التحضيرية في الجزائر نبّهته مسبقا بعدم دعوة أي شخص حامل لجواز سفر إسرائيلي، ولا علاقة للجزائر بتبعات ما حصل، مضيفا أنهم أخبروا عبد العزيز السيد أن الجزائر تكن كل الود والاحترام لهؤلاء، لكن هذا لا يعني السماح لهم بدخول الوطن بوثائق إسرائيلية، لأن الجزائر ترفض التأشير على مثل هذه الوثائق، موضحا أنه تم إخطار عبد العزيز السيد بأنهم يستطيعون دخول الجزائر بأي وثيقة أخرى ومن أي دولة عدا وثائق الكيان الغاصب.
وقال سي عفيف إنها ليست المرة الأولى التي تمنع فيها الجزائر إعطاء تأشيرة لحاملي الوثيقة الإسرائيلية، بل وقع ذلك في عدة مرات مع شخصيات فلسطينية متعددة ومختلفة الانتماءات والتوجهات، وكلها تفهمت هذا الموقف المبدئي بل أثنت عليه، وهذا موقف الجزائر الرسمي ولا يقتصر على موقف اللجنة التحضيرية لمؤتمر الاسرى فحسب.
أما الرأي العام الجزائري فكله مؤِيد لموقف بلاده معتبرا بذلك أن التأشير على الجواز السفر الاسرائيلي يعني التسليم بأن اسرائيل دولة معترف بها في الجزائر و هذا ما لم و لن يكون