نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16373 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: تعظيم الله عز وجل... تأملات ووقفات للشيخ صالح المغامسي حفظه الل 8/12/2010, 12:08 pm | |
| =21][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][center]
[size=21]في سورة البقرة يقول تعالى { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } الرهبة هي الخوف القريب من الخشية المتعلق به تعظيم الله وهي الدين كله لذا نعت الله بها الأصفياء قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) والخشية من الله تظهر بحق حال القدرة إما القدرة على الإفساد أو القدرة على نيل الشهوات ونقصد بالإفساد الشيء المتعدى : أحداً من الناس له زوجة منقطعة لا عصبة لها يحمونها إما أنها غريبة عنه وطناً أو قبيلةً فيجد في نفسه القدرة عليها فربما دعته نفسه ذات يوم إن يرفع يده عليها من غير سبب إنما منعه خشيته من الله , فكلما قصر الإنسان بيده عن من يقدر عليه ممن تحت يده أجلالاً لله لله كان أقرب لأن يأمن يوم الوعيد و كلما استطالت يد أحد على من يقدر عليه لأنه لم يقع بين عينيه إلا قدرته وتناهى وتناسى عن علمه قدرة الله عز وجل كان أقرب أن ينتقم الله عز وجل منه ,, والمقصود أن تعلم أن الله قادر وأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. وحتى يصل الإنسان إلى مقام الخشية عليه أن يعرف الله حق المعرفة
في سورة هود (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ)
وهذا من أعظم الدلائل على قدرة الله وعلى أن قلوب العباد من كل أمة بيد الله , ذلك أنه لا يُعقل أن سفينة واحدة تحمل ما كان أصله التنافر , فأن الغابة مليئة بالدواب التي يأكل بعضها البعض , وكان نوح يحمل الذكر في يد والأنثى في يد ويضعها بالسفينة حتى تراكمت جميعاً من كل زوجين أثنين ,
من الذى جعلها لا تأتلف على سعة الأرض وكبرها . وجعلها تأتلف على ضيق السفينة وصغرها ؟
في سورة النمل قال تعالى (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ..)
هذا طائر هدهد غلبت عليه الفطرة التي فطر الله خلقه عليه وهي معرفة الله ,, فتعجب من هذا الصنيع بأن أحداً يرزقه الله ويسجد لغير الله ويخلقه الله و يعبد غير الله ,, ولا أحد يرزق ولا يخلق إلا الله,, ولما أراد أن يبين عظمة ربه ذكر أخراج الخبء ما ذكر خلق السموات والأرض فكل أحد يعرف الله بالطريقة التي مّكنه الله منها .. وهذا مثالاً من الناس : لو إنساناً ذهب برفقة أهله في رحلة برية ثم لما وصل وأستقر به الحال فتح لهم متاع السيارة وقال لهم أخرجوا أغراضكم , الطاعن بالسن يأخذ (المركى ) التكاية لأنه يحتاجها .. الابن يأخذ شيء يلعب به ,, من يحب القهوة والشاي يأخذ القهوة والشاي ..
وهذا الهدهد لما جاء يعرف بربه هو يعرف أن الله يطعمه الحَب فلما أراد أن يعرف ربه عرفه بالطريقة التي يعرف الله بها ثم أنكر عليهم وأخبر سليمان .. قال تعالي في سورة القصص(ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير . فسقى لهما ثم تولّى إلى الظل فقال ربّ ِ إني لما أنزلت من خير فقير )ابن عباس والعلماء من بعده "هداه وأيّ هداية"لم يكن يملك موسى يوم أن خرج من أرض مصر إلى أرض مدين إلا حسن ظنه بربه ..فحسن ظنه بربه أورثه برحمة الله مقام النبوة و الرسالة والتكليم ,,ثم ورد ماء مدين وجد جماعة من الرعاة تأخذ الغنم إلى البئر و وجد امرأتين تدفعان وتمنعان الغنم عن البئر فتعجب ! ولم يشغله حاله عن حالهما ,, فتوجه إليهما بالسؤال قبل أن يعينهما حتى يستبين على أيّ أمر يعينهما .لأن حالهما يدعو إلى الغرابة ,, فأجاباه : لا نسقى حتى يصدر الرعاة خوفاً من الزحام ونحن نساء و أضافا وأبونا شيخاً كبير لقطع العلائق على الشيطان فسقى لهما ,,والدين قائم على أمرين : -توحيد الله الحق - والإحسان إلى الخلق .وهذا خرج من أرض مصر إلي مدين له سبع أيام في الطريق حتى كاد يلتصق بطنه بظهره من الجوع فلم يشغله حاله بأنه غريب عن البلدة على أن يعين الفتاتين ، ففرغ من السقيا أسند ظهر إلى ظل شجرة فلما أحسن إلى الخلق تأمل في إحسان الخالق وأخذ يدعوه بعد أن قدم السبب فلما قدم السبب فعلاً وهو الإحسان إلى الخلققدم السبب قولا ً ولجأ إلى ربه وناداه وهذا من قمم التوسل , قالوا ما كاد ينزل يديه إلا بإحدى الفتاتين عند رأسه تخبره على استحياء أنه أبوها يدعوه .. في سورة النمل يقول تعالى(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )هنا لا يمكن أن نصنع مثل ما صنع بعض الناس ونقول من أتي بعرش بلقيس من اليمن إلى الشام قبل أن يرتد الطرف ؟هل هو من الجن أم منالأنس ,مناليهود أم النصارى , لأنه لو كان ذلك ذا بال لذكره الله فى القرآن وأخبر عنه , وليس هذا المقصود من الآية ! المقصود من الآية :بأنه أذا كانت قدرة رجلاً أنسياً أو جنياً أم أياً من المخلوقين حملت عرش بلقيس في أقل من طرفة عين ليقف بين يديّ سليمانفكيف بقدرة الله جل جلالة ؟ وهذا الذي أراد الله أن يفقه العبد : قدرة ربه عز وجل .حينها أذا رفع العبد يده أستشعر هذا المعنى فعرف أنه يدعو عظيماً فلا يمكن أن يستحقر مسألته أو أن ييأس أن الله لا يجيبه لأنه وقر في قلبه عظمة الله وقدرته وجلاله , لهذا جلّ القرآن أن لم يكن كله مقصوده الأعظم أظهار عظمة الله لأنك لا يمكن أن تقبل أن تعبد إلا عظيماً , ولا يكفى أن تعلم أن الله عظيم فقط , بل يجب أن تعلم أنه لا أحد عظيماً أمام الله أياً كانوعليك أن تعلم أنه لا يمكن أن يخشع القلب أو تذرف العين أو تُوجد جوارح إلا على قدر علمها بالله وحظ كل إنسان من هذا على قدر حظ علمه بعظمة الله , ونقص هذا فيه نقصاً عن علمه بالله تبارك وتعالى .لكن من زادت معرفته بالله عُظم يقينه وتوكله ووجّـله و خوفه ورجاءه وكل أعمال القلوب تعظم فيهلعلمه بربه تبارك وتعالى وهذا السبيل الأعظم إليه هو تدبر القرآن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] . | |
|
القرش مدير المنتدى
عدد المساهمات : 11377 تاريخ التسجيل : 21/03/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: تعظيم الله عز وجل... تأملات ووقفات للشيخ صالح المغامسي حفظه الل 8/12/2010, 5:21 pm | |
| بارك الله فيكي
سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم | |
|