في زمن الخوف يخيم في مدينتي الليل
يختبىء الغيم خلف الأمنيات
وفجأة يخرج شيء ما
يشبه شكل الساحر
مخلوق غريب يسير عل الأرض
شيء أسود ينتصب على قدمين
هي
امرأة تنحدر مثل العميان
تسوقها قوة وهم ما
أو هي روح متشحة بالسواد
تمضي نحو الجهة الأخرى من الادراك
هي امرأة تخرج للنزهة تحت شمس سوداء
كأنها تريد ترويض العتمة
تريد استبدالها بالأفكار
من الليل لا تخشى عليها
هي مثل خفافيش الظلام
مثل جمر مختبىء تحت رماد
رأيتها هناك
تختبىء في زاوية
تهرب من الوضوح
تنتظر شموسا لا تأتي
وتبقى حبيسة رداء أسود
يمنع عنها دفق المشاعر
رائحة الطيب
رحلت عنها بعيدا
لم يعد هناك سوى خديجة أو نفيسة
أو سبيكة أو ربما نسيان
تنتظر صبرا لن ينفذ
وشعاعا لا يجرف شوقها للصباح
ما عادت رفيقتك جميلة
لها رأس أسود
وذراعان أسودان أو سوداوان
وأنف مغطى لا يتقن غير الانتظار
ولها حواس خمس
لكنها نسيت أن تتذوق السمع والشم والإبصار
صورتها مثل لون الخريف
والزبد يأكل روحها المعلقة على صدر الرداء
تحت القماش لها عينان باردتان
ويدان رسمتا خطا منكسرا لأحمر شفاه
وزهر ذابل
ينام فوق زنابق شتاء باهتة
وهكذا لم يبق للأنثى غير لون البرد
وملاءات سوداء
تتمايل خلف بؤس وغباء
سواد لا تخترقه شمس ولا قمر
يطارد نفسه حين يفقد الأشياء
ويغلق الأبواب في وجه الصبا
لون البرد
يترك المرآ ة عاقرا
تعكس أجسادا تتآكل في الضيق
لا تتذوق غير الموت
تواعد شموسا غافية في مكان ما
توقظها العتمة كل صباح
تداعبها
لا تنهض من سريرها
تخفض رأسها نحو الاسفلت
لا تنظر ناحية اليسار
حيث يسير شيطان الغواية
والشارع الملون يحتاج إلى ستارة أخرى
في زمن الخوف
يتثاءب الشعاع متعبا من لملمة الظلام
والمرأة شكل لا ينتمي لمجموعة الأشكال
شيء خارج عن دائرة التصنيف
كومة من شيء ما
تسير داخل الستارة
منطوية كجنين متعب
يسرق الصمت وجهه ليشرق مثل عادته
خلف العباءات السودا