فوزي الجمل قوصادي نشيط
عدد المساهمات : 191 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 62
| موضوع: الإيمان بالأنبياء 16/9/2009, 10:43 am | |
| بسم الله الر حمن الرحيم الحمد لله الكريم ذي الإكرام والمنة والإنعام والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه الأنبياء أما بعد : فإنّ الله تعالى قد بعث الأنبياء مبشّرين ومنذرين ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور فكان أولهم آدم وآخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين ، والأنبياء كلهم كانوا على دين الإسلام ، لم يأت أحد منهم بغير الإسلام ، فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده ، قال تعالى : { إنّ الدين عند الله الإسلام } وقال تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} وقال تعالى:{ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذين أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (الأنبياء إخوة لعَلاَِت دينهم واحد وأمهاتهم شتى ) ( رواه البخاريّ ) أي أنّ الأنبياء دينهم واحد وهو الإسلام ، وأمهاتهم شتى أي شرائعهم مختلفة فقد شبّه النبي ّ الأنبياء بالإخوة الذين هم من أب واحد وأمهاتهم مختلفات . فالله تعالى يُنزل الشريعة المناسبة لهؤلاء القوم والشريعة المناسبة لهؤلاء القوم . لأنّ الله تعالى هو أدرى بمصالح العباد من أنفسهم . ولكن بعقيدة واحدة ، وهي عقيدة التوحيد ، فالأنبياء كلهم دعوا الناس إلى توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به شيئاً ،وأنّ من آمن ومات على ذلك لا بدّ أن يدخل الجنة ، وأنّ من أطاع الله له ثواب. وكلهم حذروا الناس من الكفر ، ومن معصية الله ، ومن العذاب في جهنّم . ولم يدعُ أحد منهم إلى غير هذه العقيدة . الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قسمان : منهم مَن هو رسول، ومنهم مَن ليس رسولا.
- فالنبيّ الرسول: هو مَن أوحي إليه بشرع جديد وأوحي إليه بتبليغه . وهو أفضل من النبيّ الذي ليس رسولا . - النبيّ الذي ليس رسولا: هو من أوحي إليه بشرع الرسول الذي كان قبله وأوحي إليه ليبلغه . الأنبياء الكرام ، الله تعالى خصّهم بصفات حسنة لا بدّ منها لكلّ نبيّ . ويجب أن نعتقدها في حقهم ، ولا يجوز أن نصفهم بمقابله ولا بأية صفة ذميمة ، فصفاتهم هي : الصدق الأمانة والفطانة والعفة والشجاعة والتبليغ ( أي تبليغ الدعوة من غير تقصير) ويستحيل في حقهم الكذب والخيانة والرذالة والسفاهة وبلادة الذهن والجبن والتقصير في الدعوة . وتجب لهم العصمة من الكفر ومن كبائر الذنوب وصغائر الخسّة ، ( أي التي فيها خسة ودناءة) ، وتجب لهم العصمة من الأمراض المنفرة . ( أي كما ينسبون لسيدنا أيوب أنّ الدود خرج من لحمه فهذا كذب وافتراء ) وبعض الناس يقولون بأنّ يوسف عليه السلام قد همّ بارتكاب الفاحشة مع امرأة العزيز، وكيف ذلك وهو نبيّ معصوم ؟ الصحيح أنّ سيدنا يوسف قد همّ بدفعها عنه وضربها . قال تعالى : { ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه } أي أنّ امرأة العزيز همّت بارتكاب الفاحشة وغلّقت الأبواب ودعته لذلك ، ولكنه امتنع وهمّ بدفعها وضربها ، { لولا أن رأى برهان ربه } أي أنّ الله تعالى أوحى له أن لا يضربها ولا يدفعها حتى لا يكون ذلك حجة لها عند قومها ، أي حتى لا تقول هو ضربني ليرغمني على ذلك . فامتنع عن الضرب وركض نحو الباب فلحقت به وقدت قميصه من الخلف . في اللغة العربية يقال" همّ فلان بفلان" : أي همّ بضربه . ويقال هممت بفلان : أي كدت أضربه . وبعض الناس يقولون بأنّ سيدنا إبراهيم عليه السلام ظنّ القمر ربه ، والشمس والكوكب كذلك ، وكيف هذا وهو نبيّ رسول معصوم . والله تعالى قال : { ولقد ءاتينا إبراهيم رشده من قبل } . ولكنّ الصحيح أنّ سيدنا إبراهيم كان يقيم الحجة على قومه لأنهم كانوا يعبدون الشمس والقمر والكواكب والأصنام . فقال لهم : { هذا ربي ؟ } أي على سبيل الاستفهام الإنكاريّ . أي لينكر عليهم ذلك . { فلمّا أفل قال إنّي لا أحب الآفلين } أي أنّ هذا يأفل ويعود وينتقل من مكان إلى مكان و من حال إلى حال فلا يكون إلهًا ، وهو محتاج لمن خصّه بهذه الأشياء وهو الله . والدليل العقليّ أنّ الله عصم الأنبياء من هذه الأشياء أنه لو فعلوها ثمّ نهوا الناس عنها لقالوا لهم أنتم بالأمس كنتم تفعلون هذا فكيف تحلّون لأنفسكم وتحرّمون على الناس ؟ فتكون حجتهم ضعيفة ، والله تعالى حكيم، لذلك عصمهم . وبعض الناس يفترون على سيدنا موسى فيتّهمونه بالتقصير في الدعوة . يقولون إنه لقي مرة فلاحّا يصلي صلاة فاسدة فعلمه كيفية الصلاة ، ثم ذهب . بعد ذلك نسي الفلاح كيفية الصلاة الصحيحة ، فلحق بسيدنا موسى فوجده يمشي على الماء فلحقه ومشى على الماء وهو ينادي سيدنا موسى ويقول نسيت كيفية الصلاة ، علمني كيفية الصلاة ، فالتفت إليه سيدنا موسى ، فوجده يمشي على الماء ، فقال له : ( ابق على ما أنت عليه ) أي ابق على الغلط ، وهذا لا يليق بنبيّ ، وتعليم الناس الدين وظيفة الأنبياء . نحن لا يليق بنا أن نقصر في هذا فكيف بالأنبياء ؟ وبعض الناس يزعمون أنّ سيدنا داود افتتن بزوجة قائد الجيش فأرسله إلى المعركة ليقتل فيأخذ زوجته . والعياذ بالله . وهناك قصص كثيرة ، تنسب للأنبياء ، وهي مفتراة ، ولا تليق بهم ، هي من الإسرائيليات . فيجب الحذر والتحذير منها حتى لا يقع الناس بها . وأما بالنسبة لعدد الأنبياء ،قال الله تعالى : { منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص } وقد ورد حديث :{ سئل النبيّ عن عدد الأنبياء فقال مائة وأربع وعشرون ألفًا ، قيل كم الرسل منهم ، قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر. قيل أآدم نبيّ مرسل؟ قال: نعم } (أخرجه ابن حبّان) وقال بعض العلماءكالإمام النسفي: ( الأفضل أن لا نحدد عدد الأنبياء لكي لا نزيد من ليس منهم أو ننفص من هو منهم ). والذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم خمسة وعشرون . وهم: آدم إدريس نوح هود صالح لوط إبراهيم إسماعيل إسحاق يعقوب يوسف يونس داود سليمان أيوب شعيب موسى هارون ذوالكفل إلياس إليسع زكريا يحيى عيسى محمد ، صلى الله عليهم وسلم. قال تعالى : { لا نفرق بين أحد من رسله }أي لانؤمن ببعض ونكفر ببعض بل نؤمن بهم جميعاً . فمن كذب نبياً أونقصه بقصد تحقيره أو استهزأ به فقد كفر . فعليه أن يتوب فوراً وذلك بالنطق بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام والتبرّؤ من الكفر الذي صدر منه ، ويجب عليه الندم على ما صدر منه ، والعزم على أن لا يعود لمثله مهما حصل له .
والله أعلم وأحكم أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبّ ويرضى وأن يجمعنا وإياكم في الجنّة آمين | |
|
القرش مدير المنتدى
عدد المساهمات : 11377 تاريخ التسجيل : 21/03/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: الإيمان بالأنبياء 19/9/2009, 1:19 am | |
| آمين يارب العالمين من أركان الإيمان لا نفرق بين أحد من رسله ألف شكر لك خالي ع المقال الرائع وع السلسلة المميزة | |
|
فوزي الجمل قوصادي نشيط
عدد المساهمات : 191 تاريخ التسجيل : 31/08/2009 العمر : 62
| موضوع: رد: الإيمان بالأنبياء 19/9/2009, 10:49 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمدوآله وصحبه فال الله تعالى : { لا نفرق بين أحد من رسله } أي لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، بل نؤمن بهم جميعًا . هذا هو المعنى . أما من حيث التفضيل بعضهم أفضل من بعض ، فالنبيّ الرسول هو أفضل عند الله من النبيّ الذي ليس رسولاً . ثمّ الرسل بعضهم أفضل من بعض ، أولو العزم أفضل من غيرهم ، وهم محمد وإبراهيم وعيسى وموسى ونوح . وأفضلهم على الإطلاق سيدنا محمد. عليهم الصلاة والسلام أجمعين
| |
|