نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16371 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: "عندما تفرق الرياضة ما تجمعه السياسة"! 23/11/2009, 4:49 pm | |
| بلا شك هي المرة الأولى ، التي تستقطب فيها مباراة كرة قدم صدارة اهتمامات الشارع العربي ومستواه الرسمي أيضاً، كما أنها السابقة التي لا سابق لها في احتلال أنباء مباراة رياضية مقدمة نشرات الأخبار الرئيسية لدى مختلف وسائل الاعلام بكافة أشكالها، الأمر الذي يؤكد أن ما جرى في ملعب نادي المريخ السوداني بين منتخبي مصر والجزائر، كان حدثاً أكبر من رياضي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
عمليات التجييش الإعلامي "المؤسفة" التي انزلقت إليها الصحف ومحطات التلفزة في البلدين لعبت دوراً كبيراً في التحريض وتأجيج مشاعر الكراهية والعداء بين شعبين شقيقين، بينهما الكثير من اواصر الاخوة والمحبة والدم، فجاءت النتائج كارثية بكل المقاييس. وتحول التنافس الرياضي إلى حرب عنصرية بغيضة, بل تدخلت الشعوب الأخرى في المعركة بتأييد هذه الدولة وكأننا على وشك حرب أهلية عربية.
لكأننا لم نكن نحتاج إلى أكثر من مباراة في كرة القدم لتسقط عنا آخر أوراق التوت، ولنتأكد أننا كأمّة غدونا بالفعل "ظاهرة صوتية" ، ننصرف عن معاركنا الحقيقية إلى معارك دونكيشوتية وهمية، وننشد من خلالها الأمجاد والبطولات.
ولكن أتساءل كما غيري ، ألا يمكن أن تمر المباراة في هدوء، مثلما مرت قبلها عشرات لا بل مئات المباريات؟ نعم يمكن ذلك، ولكنها الفتنة النائمة التي اشتعلت بين البلدين، لتغرس أنيابها في قطعة من الجسد العربي ، دون أن تجد من يطفئها، لا بل وجدت من يزيدها اشتعالا، إلى حد "الحرب"، وهى ليست مبالغة، فالحرب الإعلامية ما بين البلدين، والتي ازدادت اشتعالا، لتأكل في طريقها العلاقات السياسية بينهما، تمثل نموذجا حقيقياً للأوضاع بين أي دولتين على شفا الحرب....نحمد الله أن مصر والجزائر غير متجاورتين حدودياً!!
لقد كان الفشل الذريع الذي منيت به كل المحاولات التي بذلت، لاحتواء الموقف المتصاعد والمتأزم بين البلدين، بالفشل، وهو ما يعطي مؤشرات خطيرة تتجاوز بكثير التداعيات المباشرة للمباراة، التي تسببت في أزمة دبلوماسية عاصفة، يمكن اعتبارها أزمة نادرة في تاريخ العلاقات العربية العربية، التي لم تختبر من قبل هذا النوع من الخلافات، رغم كل ما بينها من خلافات سياسية، ألقت بظلالها على العلاقات الرياضية.
المتابع للصحافة ووسائل الإعلام الإسرائيلية يلحظ أنها الأولى دون سواها من لفت الأنظار إلى الأزمة بين البلدين، عندما أشارت إلى مدى الحشد السياسي بين الجانبين، الغريب أنها انتبهت مبكراً، إلى الأزمة المقبلة، فيما كان يشبه التحذير التحريضي على الفتنة، ولكن لم يلتفت أحد، واندفع الجميع في الطريق نحو "الحرب الفطبولية".
كم نشعر بالحزن وخيبة الأمل مما حدث، ونسأل الله أن لا تطور الأمور أكثر، كما نأسف لوسائل الاعلام التي أججت المشاعر وأثبتت فشلها في الاختبار المهني والأخلاقي، وتحولت الى ادوات تحريض منفلتة من كل عقال ، لا بل أنها ساهمت في إحداث جبال من الكراهية بين شعبين شقيقين.
العجيب أن الجماهير المصرية والجزائرية هبت مرة واحدة وزحفت نحو السودان، المفارقة تكمن هنا أنّ هذا الحشد الجماهيري يتزامن مع معركة القدس المصيرية، في وقت تغيب فيه ردود أفعال الشارع العربي تجاه ما يحدث لفلسطين وقضيتها .
للأسف ما جرى يعبر عن أزمات وطنية حقيقية تلتف على رقاب الشعوب, وتكاد تعمي أبصارها عن القضايا المصيرية والأهم للشعوب العربية. وأصبحت المباريات بالنسبة للشارع العربي وكأنها مساحة واسعة لتفريغ شحنات الاحتقان الاجتماعي والسياسي والنفسي الهائلة، والأدهى أنها تكون مدعومة برعاية رسمية من أعلى المستويات.
لا اريد أن أتساءل في هذه السطور عن ماهية الأسباب ولا عن وجاهة الدوافع التي كادت أن تحول مباراة رياضية إلى موقعة شبه حربية لا ينقصها الا الرصاص الحي وراجمات الصواريخ وتحليق طائرات البي 52!ولكن ألا يحق لنا ان نتساءل على هامش ما حدث ونقول أن ألم تخرج البلدان العربية الأكبر والأقوى وهي مصر والجزائر والعراق من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي عمليا والذي ادى الى ما نحن فيه الان من حالة التفكك والضعف والانهاك والارباك التي تعيشها مجتمعاتنا العربية اليوم؟!
كنا دائماً نردد عبارة أن الرياضة تجمع ما تفرقه السياسة، إلا أنها أصبحت تفرق ما تجمعه السياسة برموش الأعين ووجع الفؤاد . لماذا فقدنا البوصلة؟ ولم تعد شعوبنا تفهم في شيء حتى الرياضة، وكيف لنا ان نصدق اننا أصبحنا قريبين من التضامن العربي والوحدة والتكامل الاقتصادي وتشبيك المصالح؟
أعتذر للقارئ عن هذا التعبير ولكن : طز بكل المباريات وطز بكأس العالم إذا كنا سنملؤه بدماء اشقائنا وعلى حساب كرامة عروبتنا....ما أحقر وأحط معاركنا الوهمية في وقت نكون به أشد الحاجة للتماسك والوحدة ولفت الانظار لقضايانا وأزماتنا الكارثية التي لا نزال نعاني منها الأمرّين...وما أرخص تلك الدماء التي تراق إعلاء لراية عمياء هي من بقايا الجاهلية الأولى! منقول والكاتب مصري فعلاكاتب مميز | |
|
salyram قوصادي برونزي
عدد المساهمات : 563 تاريخ التسجيل : 12/10/2009 العمر : 38
| موضوع: رد: "عندما تفرق الرياضة ما تجمعه السياسة"! 23/11/2009, 5:16 pm | |
| مشكوووووووووووووووووووره على النقل فعلا أعتذر للقارئ عن هذا التعبير ولكن : طز بكل المباريات وطز بكأس العالم إذا كنا سنملؤه بدماء اشقائنا وعلى حساب كرامة عروبتنا....ما أحقر وأحط معاركنا الوهمية في وقت نكون به أشد الحاجة للتماسك والوحدة ولفت الانظار لقضايانا وأزماتنا الكارثية التي لا نزال نعاني منها الأمرّين...وما أرخص تلك الدماء التي تراق إعلاء لراية عمياء هي من بقايا الجاهلية الأولى! ولكن هاد الكلام المزبوط سوري لاني بأيد هيك كلام | |
|
نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16371 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: رد: "عندما تفرق الرياضة ما تجمعه السياسة"! 23/11/2009, 5:24 pm | |
| وانا ايضا بايد هدا الكلام واشكرك اختي سالي علي مرورك تحياتي | |
|
القرش مدير المنتدى
عدد المساهمات : 11377 تاريخ التسجيل : 21/03/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: "عندما تفرق الرياضة ما تجمعه السياسة"! 25/11/2009, 11:24 am | |
| ألف شكر لك ناريمان على المقال الحلو كلنا نعمل جاهدين على أن نقرب ونجمع ما تشتت تم نقل الموضوع لقسم الحوار والمناقشات | |
|
نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16371 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: رد: "عندما تفرق الرياضة ما تجمعه السياسة"! 25/11/2009, 11:50 am | |
| | |
|