[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الاستعجال في إصدار الأحكام على الآخرين أمر ممقوت يعرض صاحبه للزلل
والخطأ والوقيعة في الآخرين، وهو مخالف أيضاً للمنهج الرباني الآمر بالتثبت
والتبين والتبصر، كما أنه بعيد عن منهج الإسلام في العفو عن المسيء وقبول
عذر المعتذر.
وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نماذج رائعة تؤكد ذلك منها:
ما روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال : “انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها
ظعينة معها كتاب فخذوه منها، فائتوني به”، فخرجنا حتى أتينا الروضة، فإذا
نحن بالظعينة، فقلنا : أخرجي الكتاب . قالت: ما معي كتاب. قلنا: لتخرجن
الكتاب أو لتلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه
وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم
ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما
هذا يا حاطب ؟” قال : لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ ملصقا من
قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم : قرابات يحمون
بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أصطنع
إليهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : صدق، فقال عمر : دعني يا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأضرب عنقه، فقال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل
بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. فالمخطئ قبل أن نعاتبه أو نحاسبه
لا بد أن نتفهم سبب الخطأ، ونلتمس له الأعذار وفي كل ذلك لا بد أن تحترم
مشاعره حتى لا يعاند ويصبح الخطأ خطأين.
سَامِحْ أَخَـاكَ إِذَا وَافَاكَ بِالْغَلَــطِ
وَاتْرُكْ هَوَى الْقَلْبِ لا يُدْهِيْكَ بِالشَّطَطِ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]