قال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''عجِبْتُ للمسلم إذا أصابته
مصيبة احتسب وصبر وإذا أصابه خير حمد الله وشكر إن المسلم يؤجر في كل شيء
حتّى في اللقمة يرفعها إلى فيه'' حديث صحيح.
فقوله عليه الصّلاة
والسّلام ''عجبت للمسلم إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر'' أي من شأنه ذلك أو
المراد المسلم الكامل. ''وإذا أصابه خير حمد اللّه وشكره'' على ما منحه
''إن المسلم يؤجر في كل شيء'' يصيبه أو يفعله ''حتى في اللقمة يرفعها إلى
فيه'' ليأكلها، أي إن قصد بها التقوى على أداء العبادة.
قال الغزالي: لو
كشف الحجاب، لرأى العبد المصائب من أجل النعم، فقد تكون العين الّتي هي
أعزّ الأشياء سببًا لهلاك الإنسان في بعض الأحوال، بل العقل الّذي هو أعزّ
الأمور قد يكون سببًا لهلاكه، فالملحدة غدًا يتمنون لو كانوا مجانين ولم
يتصرفوا بعقولهم في دين اللّه.