سيف الإسلام لـ''رويترز'': أنا في صحة جيدة .. ولم أتصل بالجنائية الدولية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بعد شهر من مقتل العقيد الليبي معمر
القذافي ونجله المعتصم، جاء الدور، أمس، على سيف الإسلام الذي ألقي عليه
القبض بالقرب من بلدة أوباري جنوب ليبيا مع ثلاثة مرافقين، لينقل بعدها إلى
مدينة الزنتان على متن طائرة كان في انتظارها مئات الليبيين كانوا يريدون
الوصول إليه. فيما خرج الليبيون في العديد من المدن للاحتفال باعتقال آخر
الرؤوس الكبيرة في نظام القذافي.
قال قائد ''عمليات الثوار في
الزنتان''، بشير الطيب، إن رجاله ''اعتقلوا سيف الإسلام مع ثلاثة من
مساعديه في منطقة أوباري''، وأوضح أن سرية خالد بن الوليد التابعة لكتيبة
أبي بكر الصديق هي من نفذت عملية الاعتقال، صباح أمس.
وأشارت تقارير
إعلامية إلى أن ثوار الزنتان رصدوا سيف الإسلام لثلاثة أيام قبل أن يعتقلوه
مع ثلاثة مرافقين له، بينهم أحد أبناء عبد الله السنوسي. وحسب موسى
الكوني، عضو المجلس الانتقالي في تصريحه لقناة ''الجزيرة''، فإن مرافقيه
كانوا يحاولون تهريبه إلى النيجر، موضحا أن سيف الإسلام ومن معه لم يبدوا
أي مقاومة خلال اعتقالهم.
وحسب قناة الزنتان فإن سيف الإسلام قد عرض
على الثوار الذين اعتقلوه وبالضبط على قائد سرية خالد بن الوليد، عجمي
العتيري، مبلغ ملياري دولار مقابل الإفراج عنه.
وأظهرت الصور الأولى
التي بثتها وسائل إعلامية ليبية، سيف الإسلام مُلقى على سرير ويبدو في صحة
جيدة مع وجود ضمادات حول ثلاثة أصابع من يده اليمنى، وقال بخصوصها لمراسلة
وكالة رويترز التي كانت على نفس الطائرة التي نقلته إلى الزنتان، إنه أصيب
منذ شهر في غارة للحلف الأطلسي. وكانت أخبار قد تحدثت عن إصابة سيف الإسلام
في يده في نفس اليوم الذي قتل فيه والده وأخوه المعتصم. كما أكد سيف
الإسلام لرويترز أنه في صحة جيدة، ونفى أن يكون قد أجرى أي اتصال مع
المحكمة الجنائية الدولية، مكذبا بذلك تصريحات سابقة لرئيس المحكمة مورينو
أوكامبو.
وبعد نقل سيف الإسلام إلى الزنتان، أين ظهر وهو يرتدي عباءة
ويضع عمامة على رأسه، ذكرت تقارير إعلامية أن رئيس الحكومة الانتقالية، عبد
الرحيم الكيب، انتقل إلى المدينة لمقابلة سيف الإسلام وللنظر في إمكانية
نقله إلى طرابلس.
وباعتقال سيف الإسلام تُطوى نهائيا صفحة آل القذافي،
بعد أن نجحت الثورة الليبية في الإطاحة بالعقيد بعد 42 سنة من الحكم،
وانتهى به الأمر مقتولا إلى جانب ولده المعتصم وخميس وسيف العرب، في حين
يوجد الساعدي في النيجر كلاجئ سياسي، أما باقي عائلته، وهم زوجته صفية
وأبناؤه عائشة ومحمد وحنبعل، فيوجدون كلاجئين في الجزائر.
الجزائر: رضا شنوف نائب مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة إبراهيم دباشي لـ''الخبر''''من مصلحة الشعب الليبي توفير محاكمة عادلة لسيف الإسلام'' أكد
نائب مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم دباشي، في حوار مع ''الخبر''
على أن الرهان الحقيقي الذي يواجه الثوار لا يكمن فقط في توفير شروط
محاكمة عادلة لسيف الإسلام القذافي، بقدر ما تكمن في تأمين وضمان سلامته من
الجماهير التي أبدت الرغبة في الانتقام فور سماع خبر اعتقاله.
جرى
الحديث، فور اعتقال سيف الإسلام القذافي، عن عدم توفر ليبيا في الوقت
الراهن على ظروف مواتية لمحاكمة عادلة، هل تعتقدون أنه سيخضع لمحاكمة في
المحكمة الدولية؟ أعتقد أن ليبيا تتوفر على الإمكانيات
التي تسمح بإجراء محاكمة عادلة للمعتقل، لكن الإشكال الذي نواجهه اليوم هو
تأمين سلامة سيف الإسلام القذافي من الجماهير التي تسعى للانتقام منه فور
سماع خبر اعتقاله. وكلنا أمل أن يتمكن ثوار ليبيا من تأمين سلامته وتمكينه
من بلوغ مرحلة المحاكمة في ظروف عادية.
نفهم من هذا الكلام تخوفكم من إمكانية تكرار سيناريو مقتل القذافي الأب؟ لا
نرغب في تكرار ذلك السيناريو، لأنه يضر بصورة ليبيا، تجري حاليا ترتيبات
على أعلى مستوى في السلطة الليبية من أجل تأمين سلامة سيف الإسلام، مع
العلم أن الجماهير الليبية تطالب بالانتقام، مع أنه من مصلحة الشعب الليبي
وصول المعتقل للمحكمة سالما، في اعتقادي أنه من مصلحة الشعب الليبي ألا
يصيب سيف الإسلام أي مكروه، لأننا نرغب في سماع الكثير من التفاصيل
والمعلومات التي بحوزته.
بالعودة للحديث عن المحاكمة، لا يمكن تجاهل غياب منظومة قضائية على غرار المتعارف عليها عبر العالم؟سيقوم
وفد عالي المستوى من المحكمة الجنائية الدولية بزيارة ليبيا في الأيام
القليلة القادمة من أجل التنسيق والعمل على ترتيب محاكمة عادلة، مع العلم
أنه لدينا في ليبيا منظومة قضائية، ما لا نملكه هو محاكم مختصة في الجرائم
ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وهو ما سيتم التشاور والاتفاق بخصوصه مع
المحكمة الدولية الجنائية، عموما قد تكون محاكمة محلية بالتنسيق والإشراف
من المحكمة الدولية.
حاورته: سامية بلقاضي مدعي الجنائية الدولية يصر على ضمان تسليمه بشكل آمنأوكامبو وعبد الجليل وبلحاج.. ''طوق النجاة'' السري لسيف الإسلام القذافي يقول
المقرّبون من سيف الإسلام القذافي، آخر أبناء العقيد المقتول معمر
القذافي، الذي اعتقل أمس، إنه يتميز بقوة كبيرة في نسج شبكة العلاقات سواء
داخل ليبيا أو خارجها، وربما تكون شبكة العلاقات هذه فعلا، هي التي أنقذته
من مصير مشابه لوالده وأخويه خميس ومعتصم، اللذين كانا يفضلان العمل في
الظل، بينما اختار هو ''مواجهة'' العالم منذ سنوات على أساس أنه الرئيس
القادم.
وبخصوص شبكة العلاقات القوية التي شكلها سيف الإسلام القذافي،
في داخل ليبيا وخارجها، يبرز في هذا الإطار اسم مدعي عام الجنائية الدولية
شخصيا، لويس مورينو أوكامبو، الذي قال في إحدى ''سقطات'' لسانه في تصريح
صحفي قبل أيام إنه على معرفة قديمة بنجل القذافي سيف الإسلام منذ سنوات،
حيث كان على اتصال به لدى اشتغاله على ملف الرئيس السوداني عمر البشير.
وكان أوكامبو عندما يتحدث عن سيف الإسلام يكتفي بذكر اسمه الأول فقط، أي
''سيف''، للدلالة على قربه منه. و''الصداقة'' التي تجمع سيف الإسلام
بمورينو أوكامبو لا أحد يعرف إلى أين تصل حدودها في ظل التهم الكبيرة التي
ألصقت لنجل القذافي من قبل الجنائية الدولية، ولكن هذه الصداقة على الأقل
تفعل فعلتها لحد الآن من خلال ترتيب تسليم آمن لسيف الإسلام. فمنذ أيام لم
يكف مدعي المحكمة الجنائية على التأكيد بأن ''توقيف سيف ليس سوى مسألة
وقت''، وهو ما حدث فعلا.
و''صداقة'' سيف مع أوكامبو المفترضة هي التي
دفعت أوكامبو لأن يستثني سيف الإسلام القذافي من تهم اغتصاب جماعي لليبيات
غداة اندلاع الأحداث في فيفري الماضي بليبيا، دون استثناء رئيس المخابرات
عبد الله السنوسي، الذي يكون ربما هرب فعلا إلى النيجر.
أما في الداخل
الليبي، فالجميع يكاد يعرف تلك العلاقة المميزة بين سيف الإسلام ومصطفى عبد
الجليل، والجميع في ليبيا عشية انفجار الأوضاع كان يردد أن ''هؤلاء الذين
فجّروا الفتنة هم أصدقاء سيف الإسلام، الذين جلبهم لنا من الخارج''. أما
وقد سقط النظام وقتل القذافي بطريقة بشعة، فلا يحتاج أحد لمعرفة شعور سيف
الإسلام الآن اتجاه ''قتلة'' والده.
والشعور بالانتقام من طرف سيف
الإسلام، ربما يقابله شعور بـضرورة حمايته من مصير مشابه لوالده أو إخوته،
من منطلق ''رد الجميل''، خصوصا من طرف مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس
الانتقالي، وعبد الحكيم بلحاج، القائد العسكري للعاصمة طرابلس. فهذان
الرجلان بالأساس استفادا من حماية سيف الإسلام القذافي لهما، لأن مصطفى عبد
الجليل لم يكن سوى قاض في مدينة البيضاء، قبل أن يتم ترشيحه لاحقا لمنصب
وزير العدل. وعبد الحكيم بلحاج الذي ضاع في جبال أفغانستان وعاش سنوات في
سجون ليبيا لم يجد سوى سيف الإسلام ليوفر له مخرجا في إطار ما عرف
بـ''المراجعات الفكرية لعناصر الجماعة الليبية المقاتلة''، والتي انتهت
بإعلان عناصرها التوبة عن محاربة النظام الليبي، قبل أن يفرج عنهم سيف
الإسلام شهر مارس الماضي، أي بعد شهر من تفجّر الأوضاع في البلد.
الجزائر: رمضان بلعمريأراد تأسيس ''الجماهيرية الثانية'' فانتهى معتقلا في ''الجماهيرية الأولى'' إلقاء
القبض على سيف الإسلام، أغلق نهائيا كتاب ''آل القذافي'' في ليبيا، وشاءت
الأقدار أن يكون بطل آخر فصل في هذه التراجيديا، هو سيف الإسلام الذي أراد
تأسيس الجماهيرية الثانية فكانت نهايته كمعتقل في سجون المجلس الانتقالي.
في
جنوب ليبيا انتهت مسيرة من وُلد في حصن بباب العزيزية يوم 25 جوان 1972،
ورشح أن يكون خليفة لوالده بعد أن استطاع فرض نفسه كوجه قادر على عصرنة
ليبيا بعد حرب ضروس في كواليس نظام القذافي، حرب واجهه فيها بعض أشقائه
الذين كانوا يطمعون بدورهم في اعتلاء عرش العقيد، من بينهم المعتصم الذي
مات رفقة والده. أول ظهور لسيف الإسلام على الساحة الدولية، كان سنة 2000،
حين قامت مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية والتنمية التي كان يرأسها، بدفع
فدية 25 مليون دولار التي كانت تطالب بها مجموعة ''أبو سياف'' في الفيليبين
لتحرير 6 رهائن غربيين. الحادثة استغلها النظام الليبي عبر مؤسسة القذافي
وسيف الإسلام ليعود إلى الواجهة بعد أن كان على هامش المجموعة الدولية بسبب
اتهام القذافي ونظامه بتمويل وتنفيذ ما وصف بأعمال إرهابية من قبل الدول
الغربية. مهمة صنع وجه جديد للنظام أوكلت إذن لسيف الإسلام، الابن البكر
للزعيم الليبي من زواجه الثاني مع صفية، التي توجد حاليا في الجزائر. ولهذا
وعكس إخوته، اختار سيف الإسلام مسارا يقود لأن يمنحه حتما المؤهلات للطمع
في خلافة أبيه، فبعد تحصله على شهادة مهندس في ليبيا سنة 1995، لذا كان
يلقب في ليبيا بـ''المهندس''، تنقل إلى النمسا أين تحصل على شهادة في
العلوم الاقتصادية والتسيير. وقاد سيف الإسلام عدة مشاريع هامة لإعادة
ليبيا للواجهة، فكان وراء المفاوضات لتعويض ضحايا قضيتي تفجير طائرة في
سماء لوكربي، والطائر الفرنسية في النيجر. في تلك السنوات لم يتردد سيف
الإسلام في انتقاد نظام والده، مؤكدا ضرورة الذهاب نحو نظام أكثر
ديمقراطية، ما دفع بالدول الغربية إلى النظر إليه كمحاور جاد وهام للأوساط
الاقتصادية والسياسية في العالم. في أوت 2007 خطا سيف الإسلام القذافي خطوة
هامة في هذا الشأن، حين ألقى خطابا أمام الشباب، كشف فيه الخطوط العريضة
لمشروعه الإصلاحي، مشيرا إلى أن هناك في نفس الوقت خطوط حمراء لا يجوز
تجاوزها، هي ''الشريعة الإسلامية وأمن واستقرار ليبيا والوحدة الترابية
ومعمر القذافي''. فجاء ما صار يعرف بالربيع العربي، وقال بعض المحللين إن
سيف الإسلام في بداية الاحتجاجات ظهر للجميع بوجهه الحقيقي حينما توعد في
كلمة متلفزة الليبيين بحمّام دم، رغم أنه أعاد الحديث عن مشروعه الإصلاحي،
في تلك الكلمة سواء من محتوى كلامه أو طريقة جلوسه أمام الكاميرا، بدا سيف
الإسلام وكأنه ''عرّاب عصابة'' يتوعد ويهدد وليس الرجل الذي وعد بليبيا
جديدة... لتكون النهاية في جنوب ليبيا معتقلا في أيادي المجلس الانتقالي
ومطلوبا من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
الجزائر: فاروق غديرالحكومة الليبية تعتبر محاكمة سيف الإسلام مسألة سيادة شكلت
مسألة محاكمة سيف الإسلام القذافي محور جدل قانوني فور تأكيد خبر اعتقاله
على لسان المكلف بالعدل في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، محمد علاقي،
الذي أكد أن القضاء الليبي أحق بمحاكمة سيف الإسلام، على اعتبار أن جرائمه
تمت في ليبيا وفي حق الليبيين، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن العدالة الليبية
''استعادت دورها''، ما يعني أنها قادرة على إدارة محاكمة عادلة وحيادية.
من
جهته أعلن لويس مورينو أوكامبو مدعي المحكمة الجنائية الدولية أمس، أنه
سيذهب إلى ليبيا في غضون أسبوع لمناقشة الخطوات التي ستعقب اعتقال سيف
الإسلام وقال للصحفيين: ''أنا ذاهب إلى ليبيا لمناقشة كيف سنعالج هذه
المسألة.. سيف الإسلام سيمثل أمام العدالة.. أين وكيف؟.. ذلك هو ما
سنناقشه''.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في جوان الماضي
مذكرة توقيف في حق سيف الإسلام بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، ليصبح
محل بحث من طرف الشرطة الدولية ''الأنتربول''. والحال أن محاكمة باتت تشكل
معضلة قانونية قبل وبعد اعتقاله لأكثر من سبب، أولها التشكيك في قدرة
القضاء الليبي على توفير شروط محاكمة عادلة له، خاصة بعد الظروف التي قتل
فيها العقيد الليبي على أيدي الثوار من جهة، وبالنظر لعدم توفر ليبيا، التي
ما تزال تعيش حالة من الفوضى، على نظام قضائي معروف المعالم، من جهة
ثانية.
بهذا الخصوص لم يستبعد محمد علاقي أن تدخل بلاده في مشاورات مع
المحكمة الجنائية الدولية من أجل ضمان توفير شروط محاكمة عادلة لكل من سيف
الإسلام ومرافقيه، في تأكيد على أنه لن يكون هناك أي ''عمل انتقامي''، ففي
الوقت الذي ترى فيه السلطة الليبية الجديدة أن محاكمة سيف الإسلام بمثابة
التحدي وتأكيد على سيادتها من خلال إرساء دعائم دولة القانون وفي محاولة
للتخلص من الصورة السلبية التي خلفها مقتل معمر القذافي.
ويبدو أن الحل
المقترح للخروج من هذه المعضلة القانونية جاء على لسان المدعي العام
للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، الذي صرح أنه بالنظر لغياب
شروط محاكمة عادلة في الوقت الراهن في ليبيا، فإن المحكمة الجنائية قد
تشرف على محاكمة محلية لسيف الإسلام، في تلميح لما يمكن أن يكون إرسال قضاة
بصفة مراقبين لتفادي أي تجاوز.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]