هذه قلوب الصالحين
* صاحب إحساس وقلب حي تلومه نفسه, ويتألم عندما يفعل
معصية صغيرة أم كبيرة, وكأنها جبل قد أثقله حتى يتوب توبة نصوحاً.
* تلومه نفسه ويتألم عندما يفوته الخير والطاعة واجبة أم مستحبة.
وكما قال تعالى:
﴿ {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} ﴾
[ سورة القيامة: 2].
وقال الحسن البصري: "إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه, ما أردت بكلمتي,
ما أردت بأَكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ وإن الفاجر يمضي قدماً ما يعاتب نفسه".
* وعندما تصيبه مصيبة يعلم أنها بسبب أفعاله متذكراً قوله تعالى:
﴿ {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} ﴾
[سورة الشورى: 30].
فهل أنت أخي ممن يلوم نفسه ويحاسبها فيكون من هؤلاء الصالحين؟
إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التقـى *** وأبصر بعد الموت من قد تزودا
نـدمـت على أن لا تكـون كمثلـه *** وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
وهذه قلوب الغافلين
- يأكلون الحرام ويسيرون في أموال الربا.
- تفوتهم الصلاة أو بعض الركعات, إن لم يخرجوها عن الأوقات.
-ينظرون إلى المحرمات في الأسواق والطرقات والشاشات.
- يطلقون ألسنتهم وآذانهم للآثام.
- بعيدون في هيئتهم ولباسهم عن أهل الإسلام.
- يذهب اليوم واليومان فأكثر ولم يفتحوا كتاب رب الأرض والسموات.
- بل قال بعضهم: لم أفتح المصحف سنة كاملة إلا في رمضان.
- يرضون أو يتغافلون عما في بيوتهم وأهليهم من منكرات.
- يغيب عن إحساسهم أهمية أداء الأمانات.
وعندما يكون عند احدهم شيء من هذه الأخطاء لا يحس بالضيق ولا يأبه بذلك,
وكان شيئاً لم يكن, كأنه ممن قال الله فيه:
﴿ {بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} ﴾
[سورة القيامة: 5].
فهل أنت من هؤلاء؟
قال ابن مسعود: إنكم لتعملون أعمالاً كنا نعدها على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
روي أن ابن المنكدر بكى, فقيل: ما يبكيك؟
فقال: أخاف أن أكون أذنبت ذنباً حسبته هيناً وهو عند الله عظيم.
أخي: ما أجمل أن يعترف المقصر بتقصيره, فبداية الدواء معرفة الداء.
أنا العبد الذي كســب الـذنـوبــا *** وغـرتـه الأمـانـي أن يتــوبــــا
أنا العبد الذي أضحــى حـزينـــاً *** علـى زلـــة قـلـقــــاً كـئـيبــــا
أنا العبد المسيء عصيت سـراً *** فمالي الآن لا أبــدي النحيبـا
أنا العبد المخـلــف عـن أنـــاسٍ *** حووا من كل معروفٍ نصيبــــا
أنا المقطوع فارحمني وصلنـي *** ويسر منك لي فرجــاً قريبــــا
حديث
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عُوداً عوداً, فأي قلبٍ أشربها نكتت فيه نكتت سوداء,
وأي قلبٍ أنكرها نُكتت فيه نُكتة بيضاء,حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا, لا تضره فتنة ما دامت
السموات والأرض, والآخر أسود مربداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً, ولا ينكر منكراً, إلا ما أشرب من هواه »
[رواه مسلم].
أسباب عدم تأنيب الضمير (الغفلة)
1- قلة المحبة لله.
2- ضعف تعظيم الله والخوف منه.
3- نسيان أضرار المعصية.
4- ضعف المحاسبة للنفس وقلة تذكر الآخرة.
5- عدم الاهتمام بضعف أو زيادة الإيمان.
لكن إن ذكر المسلم نفسه بأنه يحب الله قولاً وفعلاً, وعظم الله في قلبه, وحاسب نفسه,
وعمل للآخرة؛ حينها: يزيد الإيمان فيحيا القلب حياة الطيبين الصالحين, فيتألم لفوات الخيرات,
ويندم لفعل المنكرات,ويتذكر عند وقوع النكبات أنها بعلم الحكيم الغفار.
وفي الختام
أخي: إن كنت عرفت السبب الذي جعل أولئك الصالحين يعيشون بذلك الإحساس
والشعور والقلب الحي؛ وإلا فعُد واقرأ هذه الكلمات, إن أردت الفائدة والنجاة.
خل الذنوب صغيرهــا *** وكـبـيـرهـــا ذاك الــتقـــــى
واصنع كمــاشٍ فــوق *** أرض الشوك يحذر ما يــرى
لا تحقــرن صغيـــــــرةً *** إن الجبـــال مـن الـحـصـى
أسأل الله أن يغفر لنا ما سلف وكان, وأن يجعلنا ممن إذا ذُكر تذكر, وإذا أذنب استغفر.
وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً.
منقووووول
ولكنه راق لي