بدأت أجهزة المخابرات الغربية التعاون مع ليبيا بعد أن تخلى القذافي عن
برنامجه لبناء أسلحة غير تقليدية في عام 2004. لكن محللين يقولون إن تعاونه
مع المخابرات الأمريكية والبريطانية ربما كان أكثر شمولاً مما كان يعتقد
في السابق.
وعمق العلاقات قد يثير غضب مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي الذين كان
الكثيرون منهم من المعارضين للقذافي لفترة طويلة وأصبحوا الآن مسؤولين عن
رسم مسار جديد لعلاقات ليبيا الخارجية.
وعرض بوكيرت لـ"رويترز" صوراً لعدة وثائق على جهاز الكمبيوتر الخاص به
وصوراً لرسائل قال إنها من المخابرات المركزية الأمريكية لكوسا وموقعة باسم
ستيف.
وعرض أيضا صوراً قال إنها رسائل من المخابرات البريطانية تزود فيها المخابرات الليبية بمعلومات عن معارضين ليبيين في بريطانيا.
وقال بوكيرت إن بواعث قلقنا هي أنه عندما تم تسليم هؤلاء الأشخاص للأمن
الليبي تعرضوا للتعذيب وكانت المخابرات المركزية الأمريكية تعرف ما سيحدث
عندما سلموا أشخاصاً مثل عبدالحكيم إلى أيدي أجهزة الأمن الليبية.
وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم المخابرات المركزية الأمريكية جانيفر
يانجبلود دون التعليق على زعم أو وثيقة محددة "ليست مفاجئة أن تكون
المخابرات المركزية الأمريكية تعمل مع حكومات أجنبية للمساعدة في حماية
بلدنا من الإرهاب وغيرها من التهديدات المميتة. هذا بالضبط ما يتعين علينا
عمله".
وقال مسؤول أمريكي تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه "هناك الكثير من الدول
مستعدة لأخذ الإرهابيين الراغبين في قتل الأمريكيين من الشوارع. ولا يعني
هذا تجاهل أمريكا لحقوق الإنسان في هذا الشأن".
وأضاف المسؤول "لنضع في اعتبارنا السياق هنا. بحلول 2004 نجحت الولايات
المتحدة في إقناع الحكومة الليبية بالتخلي عن برنامجها الذي كان يهدف
لحيازة أسلحة نووية والمساعدة في وقف الإرهابيين الذين كانوا يستهدفون
الأمريكيين داخل الولايات المتحدة وخارجها".
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية لرويترز "إن بريطانيا لن تعلق على أمور تتعلق بالمخابرات".
وأظهرت وثائق أحدث عهداً أنه بعد اندلاع الحرب قبل ستة أشهر أجرت ليبيا
اتصالات مع جماعة متمردة سابقة في إقليم بلاد بنط الانفصالي بالصومال هي
جبهة الخلاص الصومالية، وطلبت منها إرسال عشرة آلاف مقاتل إلى طرابلس
للمساعدة في الدفاع عن القذافي.