الهديّ النّبويّ يوم العيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عيد الفطر من صوم رمضان، وهو مرتّب على إكمال صيام رمضان الّذي فيه ليلة
القدر الّتي هي خير من ألف شهر، وهو يوم الجوائز لِمَن صام رمضان فصان
الصّيام، وقام فيه فأحسن القيام، وأخلص لله تعالى في أعماله.
والعيد يوم يحمل السُّرور والفرحَ مع ذِكر الله تعالى فيهِ، وفيه
الاستمتاع بالمُباح لأنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، كان يرى الأحباش
يلعبون يوم العيد وعائشة تنظر من شقّ الباب إليهم وهُم يلعبون. ودخَل أبو
بكر، رضي الله عنه، على رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وعنده جاريتان
تغنيان بغناءِ (بعاث)، وهذه معركة كانتْ بينَ الأوسِ والخزرجِ حصل بينهما
قتال عظيم من الطائفتينِ، فكانتِ الجاريتانِ تغنيان بغناء هذه المعركة،
فزبرهما أبو بكر، فقال عليه الصّلاة والسّلام: ''دعهما يا أبا بكرٍ، فإنّ
هذا يوم عيد''.
وللعيد أحكام وآداب، وهي:
صلاة العيدين سُنّة مؤكّدة، ووقتها بارتفاع الشّمس عن الأفق قَيْد
رُمحٍ، ويمتد وقتها للزّوال فلا تُصلّى بعده لفوات وقتها، وهي ركعتان
يُكبّر المصلّي في الركعة الأولى ست تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام فيكون
التّكبير سبعاً، ثمّ يُكبّر في الركعة الثانية خمساً غير تكبيرة القيام،
ولا يرفع يديه إلاّ في تكبيرة الإحرام، ومحل التّكبير قبل القراءة.
يستحب التّكبير في ليلة العيد من غروب الشّمس آخر يوم من رمضان إلى حضور
الإمام للصّلاة. روى ابن عمر، رضي الله عنهما: ''كان يغدو إلى المُصلّى
يوم الفطر إذا طلعت الشّمس فيُكبِّر حتّى يأتي المُصلّى ثمّ يكبّر بالمصلّى
حتّى إذا جلس الإمام ترك التّكبير''. كما يُشرَع الإكثار من ذِكرِ الله،
قال الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى
مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. وينبغي أن يرفع الإنسان صوته
بهذا الذِّكر في الأسواق والمساجد والبيوت، ولا ترفع النِّساء أصواتهن
بذلك.
الاغتسال يوم العيدِ، فقد كان ابن عمر، رضي الله عنهما، يستحب الاغتسال للعيدِ، وقد ذكرَ رفعَه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
التجمُّل والتزيّن يوم العيد، يلبس الرجل أحسن ثيابه، أمّا النّساء، فلا
تلبس الثياب الجميلة عند خروجها إلى مصلّى العيد؛ لقول النّبيّ صلّى الله
عليه وسلّم: ''وليخرجن تَفِلات''، أي في ثياب عادية ليست ثياب تبرج، ويحرم
عليها أن تخرج متطيّبة متبرّجة. الأكل والشرب قبل الخروج للعيد، ففي الحديث
عن أنس، رضي اللَّه عنه، قال: ''كان النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لا
يغدو يوم الفطر حتّى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً'' رواه أحمد والبخاري.
إتيان مُصلَّى العيد ماشياً، ففي الحديث عن ابن عمر قال: ''كان رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم يخرج إلى العيد ماشياً ويرجع ماشياً'' رواه ابن
ماجه.
مخالفة الطريق في الذهاب والعودة. ففي الحديث عن جابر رضي اللَّه عنه
قال: ''كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا كان يوم عيد خالف الطريق''
رواه البخاري.
خروج جموع المسلمين للعيد حتّى النِّساء، روي عن أمّ عطية رضي اللَّه
عنها أنّها قالت: ''أمرنا رسول الله صلّى اللَّه عليه وسلّم أن تخرجهن في
الفطر والأضحى العواتق والحُيَّض وذوات الخدور، فأمّا الحُيَّض فيعتزلن
الصّلاة'' وفي لفظ: ''المُصلّى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلتُ: يا رسول
اللَّه، إحدانا لا يكون لها جلباب. قال: لتلبسها أختها من جلبابها'' رواه
الجماعة.
والسُنَّة لِمَن أتَى المُصلَّى ألاّ يُصلّي، ويجلِس يُكبِّر حتّى يخرُج
الإمام. فعن ابن عباس، رضي اللَّه عنهما، قال: ''خرج النّبيّ صلّى اللَّه
عليه وسلّم يوم عيد فصلَّى ركعتين لم يُصل قبلهما ولا بعدهما'' رواه
الجماعة. وعن ابن عمر رضي الله عنهما: ''أنّه خرج يوم عيد فلَم يُصل قبلها
ولا بعدها وذكر أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فعله'' رواه أحمد
والترمذي وصحّحه.