قـالوا: أتـى رمضان ثم مضى
وتـكاد تـأتي ليـلةُ النَّـحْر
فعجـبتُ مـن أمري وأمـرِهمُ
رمضانُ يأتي دون أن أدري؟!
أنـا لـم أغِبْ يوماً عـن الدنيا
وكـذا - يقيناً- لم يَغِبْ فِكْري
عجباً! فكيف أتى؟ وكيف مضى؟
أم كيف مـرَّتْ فرحةُ الفطر؟!
أيـنَ المساجـد وهـي ضاحكة
مغمـورة بـالخير والبِـشْرِ؟
وكـأنها مِـنْ حسن مـا لبست
تـختال فـي تـاجٍ من الدُّرِّ
أيـن المـآذنُ فـي تـلألئـها
بـالنور والتـكبير إذْ يَسْري؟
أيـنَ التـراويحُ التي أهـوى
وأشـدُّ فـي ركعاتها أزْري؟
والاعـتـكـافُ وكـم له أهفو
متـجـرداً لله فـي العـشر؟
وسـألتُ نـفسي بعدمـا ذهبوا
أتـريْن تـفسيراً لما يَجري؟!
أيَـمُـرُّ هــذا كـلُّه وأنــا
لاهٍ فمـا شأنـي وما أمري؟!
وفهـمتُ منهـا أنها لمحتْ
طيفاً سريـعَ الخطو في السير
جـاز الديـارَ ومـا أقامَ بـها
إلا كخـفقـة ذلـكَ الطيـر
لَمَـحَ الشياطينَ التـي ظـهرتْ
فـي كـل أرضِ دونما سِتر
ورأى الفسـادَ وأهـلَه اجتمعوا
في البر أبصرهم وفي البحر
فأبـى الإقامة هـا هنـا ومضى
يشـكو كمـا تشكو من الضُّر