وفي مداخلة مع
العربية عبر الهاتف حول هذا التراجع في العلاقات القطرية السورية، قال
الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني حسين عبدالعزيز، إن العلاقات شبه متوقفة
منذ أشهر ، رغم رغبة محاولة الطرفين في عدم الوصول لنقطة الصفر السياسي ،
موضحا أن ماجرى اليوم قد يكون مؤشرا لنقطة الصفر السياسي.
وأوضح عبدالعزيز أن قطر تريد أن تكون سباقة في إحداث تحول سياسي عربي تجاة
سوريا كما فعلت في ليبيا.
وأضاف أن الهجوم على السفارة القطرية أقل كثيرا مما تعرضت لها السفارتين
الأمريكية والفرنسية، وما قامت به قطر له دلالة سياسية أكبر من الهجوم على
السفارة، فهي تريد أن تكون سباقة في إحداث تحول عربي في العلاقة مع سوريا،
كما فعلت في الحالة الليبية.
ومن جانبه قال صالح السعيدي الكاتب الصحفي الكويتي، إنه يجب النظر للموقف
الذي اتخذته الدوحة اليوم من منظور الموقف القطري في الثورات العربية،
فالمعروف أن الإعلام القطري ساند تلك الثورات وجنت قطر مكاسب من هذه
المواقف، مشيرا إلى أن قطر كان لها علاقات مميزة مع النظام السوري، ولكنها
ضحت بالعلاقة مع سوريا حتى تستفيد من المكاسب التي حققتها بمساندة
الثورات.
وأوضح أن لقطر علاقات ولديها استشعار بالموقف الاوروبي من النظام السوري ,
والموقف الاوروبي هو أنه لارجعة عن اسقاط النظام السوري، ومن هذا المنظور
فالنظام آيل للسقوط .
واضاف أن القطريين مرتبطون بأوروبا في المواقف ويعرفون أن الرهان على
النظام السوري رهان خاسر .
الهدوء يعود إلى حمص
على الصعيد
الميداني على عاد الهدوء إلى مدينة حمص بعد أنباء عن اشتباكات عنيفة أسفرت
عن سقوط ثلاثين قتيلا في اليومين الاخيرين فيما دخل الجيش الى مدن عدة اخرى
بحسب ما اعلنته منظمات غير حكومية سورية.
وقد اختلفت الروايات حول ما جرى في حمص، حيث أكدت جهات ان القتلى سقطوا بعض
صدامات اهلية بين السكان المؤيدين وغير المؤيدين للنظام، فيما قالت جهات
اخرى إن القتلى سقطوا برصاص الأمن السوري، أما لجان التنسيق المحلية فنفت
بشكل قاطع كل ما تردد عن اشتباكات طائفية.
وفي الزبداني واصل الأمن السوري حملات الدهم والاعتقال، أما في البوكمال
فقد أغلقت القوات السورية المنفذ الحدودي مع العراق وواصلت حصارها للمدينة.
وكان الجيش السوري دخل أمس مدينتي الزبداني وحمص اللتين شهدتا تظاهرات
كبيرة مناهضة للنظام، فيما أورد الإعلام السوري أن الجيش يستعد لاقتحام
مدينة البوكمال في شرق البلاد.
وضمن باقي
التطورات الميدانية في سوريا استمرت المظاهرات في القابون وركن الدين في
دمشق ودوما القريبة، وكان البارز ما أعلنه ناشطون من أن قوات الأمن تحاصر
حي القابون بدمشق وتهدد باقتحامه.
وسُجلت أمس مظاهرة للمرة الأولى في مدينة شهبا, ذات الأغلبية الدرزية مع
توافد متظاهرين من قرى ومدن مجاورة في محافظة السويداء، فيما أفادت أنباء
بتدهور الوضع الإنساني في قطنا بسبب استمرار الهجمة عليها وحصارها لليوم
الخامس.
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، اليوم الاثنين، أنه
على الرئيس السوري بشار الأسد أن يجري إصلاحات في بلاده أو ينسحب من
السلطة، داعياً الى تشديد العقوبات بحقه.
وقال هيغ على هامش اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل إن "القرار يعود
الى الشعب السوري. لكن أعتقد أنه يجدر بالرئيس الأسد إجراء إصلاحات او
الانسحاب من السلطة"، وهو ما كان دعا اليه في 20 حزيران/يونيو.
وأضاف "سيأتي بالتأكيد وقت يجب فيه إقرار عقوبات جديدة"، مذكراً بأن
الاتحاد الأوروبي سبق أن أقر سلسلة عقوبات ضد النظام السوري.