نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16371 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: جرعة زائدة من الأنسولين حوّلت حياة أحمد إلى عذاب دائم 26/6/2011, 12:12 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الطبيب نام وترك جسم الصغير يمتص الانسولين طوال الليل "
نام سليما معافى واستيقظ في الصباح مشلولا، أبكما، معاقا ذهنيا وحركيا، مائة بالمائة، العمود الفقري تقوّس، ظهره أصبح محدودبا، الأرجل اعوجّت، الأيدي انشلّت، لا يستطيع النطق، ولا يرى جيدا، فكه الأسفل مشلول، لا يشرب ولا يأكل دون مساعدة شخص آخر، لعابه يسيل بشكل لا إرادي، أصابعه مشلولة، عظامه ومفاصله كلها إعوجت، لا يستطيع الوقوف بمفرده، لا يستطيع الذهاب للحمام أو المرحاض لوحده، بل يقضي حاجته في الحفاظات التي أنهكت لوحدها ميزانية والده...
لا شيء في جسمه طبيعي، فهو يسمع ويفهم فقط، لكنه لا يستطيع النطق...هكذا، تحوّل الطفل البريء "سعيد أحمد" البالغ من العمر 16 سنة، إلى معاق مائة بالمائة، بين ليلة وضحاها بسبب خطأ طبي في مصلحة الاستعجالات بمستشفى بارني. وقع ذلك ليلة 12 جانفي 2003، حسب ما تؤكده والدة الضحية سمية سعيد ووالده توفيق سعيد، اللذان جاء للشروق اليومي يحكيان لنا "مأساة ليلة سوداء" قضاها ابنهما في مستشفى بارني، قلبت حياتهما إلى جحيم وقضت على سعادتهما وسعادة ومستقبل فلذة كبدهما إلى الأبد. يقول والد الضحية أحمد "أصيب ابني بصدمة عندما شاهد خالاته يبكون بشدة أثناء تشييع جنازة شقيقهم المتوفي، وسببت له الصدمة ارتفاع نسبة السكر في الدم، أخذناه على إثرها إلى الطبيب وقمنا بتحاليل السكري، وأكد لنا الطبيب ذلك، وأعطانا الطبيب رسالة طلب منا أخذه إلى مستشفى بارني ليقوموا بتعديل نسبة السكر في دمه، عندما ذهبنا لمستشفى بارني لم يكن هناك سرير شاغر للتكفل بالصغير، فتم نقله لمصلحة الاستعجالات، حيث يوجد سرير شاغر، وقام الطبيب المداوم "بوستة" والممرضة المداومة "خضرة" بإعطاء الأنسولين للطفل والسيروم، لأن مريض السكري عندما يأخذ الأنسولين يجب أن يتغذى جسمه جيدا حتى لا تسبب له الأنسولين نوبات ومضاعفات خطيرة، ومن أجل ذلك يعطي الأطباء للمرضى المصابين بالسكري أثناء علاجهم الأنسولين مرفوقا بالسيروم "الجلوكوز" ليتغذى جسمهم، ولا يعطى لهم أبدا الأنسولين وحده. تركت ابني في كامل قواه العقلية والجسدية يمشي، ويتكلم.. تقول والدته "انصرفت مع زوجي تاركة ابني وفلذة كبدي في كامل قواه العقلية والجسدية، يمشي على قديمه، ويتكلم ويضحك، يأكل ويشرب بيديه، ولم يشكوا منذ ولادته من أي مرض، إلا أن التحاليل الطبية ألزمتنا بتحويله إلى مستشفى بارني لغرض وحيد، وهو تلقي العلاج ليتم تعديل نسبة السكر في الدم لا غير". وأكد والده أن الطبيب المداوم حقن الأنسولين وكيس السيروم في جسم الصغير، وذهب للنوم ناسيا مراقبة نسبة السكر في جسم الصغير، إذ يتوجب على الطبيب مراقبة نسبة السكر كل 15 دقيقة، ليتأكد من مستواها، وعندما يعتدل السكر في جسمه ينزع حقنة الأنسولين، لكن ما حدث أن الطبيب نام تاركا جسم الصغير يمتص الانسولين طوال الليل، والأخطر من ذلك أن كيس السيروم نفذ، وبقي جسم الصغير يمتص الانسولين لوحده دون سيروم، وهذا خطر، والأكثر خطورة أنه امتص جرعات مضاعفة من الأنسولين تفوق بكثير ما يمكن أن يتحمله جسمه الصغير. لم يستيقظ الطبيب والممرضة من النوم إلا عندما بدأ الطفل يتخبط ولم يستيقظ الطبيب والممرضة من نومها إلا عندما بدأ الصغير يتخبط في السرير، بسبب امتصاصه لجرعات مضاعفة من الأنسولين، ودون سيروم "جلوكوز" أدى ذلك إلى انخفاض حاد لمستوى السكر في الدم، وسقط الصغير على الأرض من شدة التخبط، وحدثت له تشنجات ومضاعفات حادة، وأصيب بجروح في الرأس، كسرت أسنانه...عندما عدنا في اليوم الموالي فوجدنا فلذة كبدنا في غيبوبة، مكبل اليدين والرجلين، حتى لا يتخبط، مجروحا في رأسه، كما عثر والده على قطعة من أسنانه المكسورة داخل فمه، في البداية لم نتعرف عليه، سمعنا عناصر الطاقم الطبي يتساءلون فيما بينهم، لقد جاء أهله ماذا سنقول لهم، كيف سنقابلهم، لم نعرف أن الأمر يتعلق بابننا، وعندما دخلنا للغرفة لم نتعرف عليه، اعتقدنا أن ولدا آخر ينام مكان ولدنا لأن جسمه كله تغيّر واعوجّ...لكن الطبيب أكد لنا أنه ابننا. وتقول والدة الطفل والبكاء يخنق صوتها "بقي ابني في غيبوبة لمدة 30 يوما، 18 يوما منها قضاها في الإنعاش، وعندما أفاق بقي معاقا إعاقة كاملة...حاولنا الاستفسار داخل المستشفى، فبدأت رئيسة المصلحة الدكتورة براح تبكي وطلبت منا "السماح"، وقالت لنا سنتكفل بإرساله للخارج من أجل العلاج... لكننا اضطررنا لإيداع شكوى بسبب تمادي الفريق الطبي في تهاونه، وبدل أن يصلحوا ما فعلوه ويحاولوا معالجة ابننا قام أحد الأطباء بشتمنا، عندها تراجعت الدكتورة براح عن أخذ ابننا للعلاج في الخارج، وقالت لنا "بما أنكم اشتكيتم بنا للعدالة إذا اذهبوا للمحكمة تعطيكم حقكم وتعالج لكم ابنكم". وعند دخول الدكتور حملاوي محمد الطاهر رئيس مصلحة طب الأطفال من عطلته تفاجأ بالكارثة التي حصلت وذهب ضحيتها طفل بريء، فاستقبلنا واعترف لنا أن ابننا تعرض "لخطأ طبي..."وطأطأ رأسه لي، وقال أنا أمامك، إضربني، وافعل بي ما تشاء، أنت على حق، الخطأ خطؤنا نحن نعترف أن ابنك ذهب ضحية خطأ طبي.... تقول سمية والدة الضحية "أعطوني رسالة في مستشفى بارني دون أن يعطونا الملف الطبي، وحوّلوني أنا وابني إلى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في رياضة المعاقين باسطاوالي في أزير"..."هناك تفاجأ الطبيب حمودة بعدم وجود أي ملف طبي مرفق بالطفل...استغرب الطبيب وقال لي كيف يرسلونه إلي ويرمونه عندي في هذه الحالة دون أن يرسلوا معه ملفه الطبي، ثم كتب لي رسالة يطلب منهم فيها الملف الطبي للطفل، أخذتها لمستشفى بارني، لكنهم استغرقوا شهرين في تحضير ملف طبي وهمي ليس فيه أي أوراق طبية أو ختم أو إمضاء بل كتب الطبيب تقريرا يدويا لا يتضمن طلب مني نقله لمركز اسطاوالي...وإلى يومنا هذا بعد مرور تسع سنوات مازال ابني لا يملك ملفا طبيا، وكلما أخذناه لإجراء التحاليل الطبية أو السكانير يطلبون منا ملفه الطبي الذي لم نستطع الحصول عليه من مستشفى بارني، حيث قاموا بإخفاءه عمدا لإخفاء الجريمة، في حين تم تحويل الطبيب المتسبب في المأساة "بوستة" إلى مستشفى بني مسوس، كما تم توقيف الممرضة "خضرة". وقال والدا الطفل "بعد جري طويل مع الأطباء والمحاكم والمحامين وأطباء الخبرة الشرعية والمستشفيات، حكمت لنا المحكمة بتعويض قدره 100 مليون بعد أن أثبت تقرير الطبيب الشرعي وجود خطأ طبي ارتكب على الطفل تسبب في هبوط حاد في نسبة السكر في جسم الطفل مما أدى إلى شلله ...لكن دون أن تستدعي الفريق الطبي المتسبب في الجريمة...فماذا ستفعل لنا 100 مليون، هل تعيد لابني صحته وعافيته، هل تضمن له مستقبله الضائع، هل تعوضنا عن أخته التي تركتها رضيعة لا يتجاوز عمرها الشهرين وانشغلت عنها بالجري في المستشفيات، هل تعينني على التكفل به طوال حياتي، أنا لن أعيش له إلى الأبد، فهل تضمن له من يتكفل به بعد وفاتي، وهو الذي أصبح عمره 16 سنة، كبر وكبر المرض معه، بل لا تكفي حتى لشراء الحفاظات له، ولن تعوّضنا حتى عن المصاريف التي أنفقناها عليه منذ 2003 لنقله من طبيب إلى طبيب ومن مستشفى إلى مستشفى هل تكفينا للتكفل به، في انتظار ما ستحكم به محكمة الإستئناف.
| |
|
القرش مدير المنتدى
عدد المساهمات : 11377 تاريخ التسجيل : 21/03/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: جرعة زائدة من الأنسولين حوّلت حياة أحمد إلى عذاب دائم 15/7/2011, 7:42 pm | |
| تم نقل الموضوع لقسم القصص والروايات | |
|