منتديات قوصاد
أهلا وسهلا بك في منتديات قوصاد ، نتمنى لك قضاء أجمل الأوقات في جنبات المنتدى ، كما يشرفنا أن تسجل معنا وأن تكون عضوا في كوكبة المتميزين
منتديات قوصاد
أهلا وسهلا بك في منتديات قوصاد ، نتمنى لك قضاء أجمل الأوقات في جنبات المنتدى ، كما يشرفنا أن تسجل معنا وأن تكون عضوا في كوكبة المتميزين
منتديات قوصاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات قوصاد

حينما تفكر ... حتما ستبدع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حرُّ الصيف والعبادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور الهدى
المشرفة العامة
المشرفة العامة
نور الهدى


عدد المساهمات : 16305
تاريخ التسجيل : 02/10/2009
العمر : 41

حرُّ الصيف والعبادة Empty
مُساهمةموضوع: حرُّ الصيف والعبادة   حرُّ الصيف والعبادة Empty4/6/2011, 1:16 pm

إنّنا مقبلون على موسم من مواسم العام وفصل من فصول السنة، ألا وهو فصل
الصيف وموسم الحرّ، وهذا الموسم يُعرف ويتميّز عن غيره من المواسم بغير هذه
المعالم والصفات عند بعض النّاس، فهو موسم العطلة للدارسين والأبناء،
وفترةُ الإجازة للعمال والأجراء، كما أنّه فرصة للتّنزّه والمشي في البلاد،
والتواصل والتزاور بين الأقارب والأحباب، هذه أهم معالم هذا الفصل عند
كثـير من الناس من أهل المدن والحواضر.
إلاّ أنّ موسم الصيف الّذي
يتعامل معه النّاس بمعاملات شتّى مليء بالدروس والعظات، والفوائد الّتي
تخفى على كثـير من النّاس، فمن النّاس من لا يرى في الصيف إلاّ الآفات
والمنغّصات. فقد رُوي عن بعض الظرفاء أنه كتب إلى صديق له: أشكو إليك صيفًا
لا يطيب معه عيش، ولا ينفع به ثـلج ولا خيش. وكتب آخر: لا مرحبًا بالصيف
من ضيف، فهو عونٌ على الحيات والعقارب، وأم الذباب والخنافس، وظئر البق
الّذي هو آفة الخلق. وكتب آخر: كيف لي بالحركة وقد قوى سُلطان الحرّ،
وفُرّش بساط الجمر، لاسيما وفيه الهاجرة الّتي هي كالتنور المسجور.
وكما
أنّ للصيف أعداء مُبغضون، فإن له أحبابًا مادحون، فقد قيل في الصيف إنه
خفيف المؤونة، جليل المعونة، كثـير النفع قليل الضرّ، وهو أم الحَبّ
والرياحين ونبات البساتين، وراحة الفقراء والمساكين، وستر الضعفاء
والمتخملين، وفيه العون على عبادة ربّ العالمين، وطبعه طبع الشباب الّذي هو
باكورة الحياة، كما أن الشتاء طبعه طبع الهرم الّذي هو باكورة العدم.
وإذا
كان لزمان الصيف خاملون، فإن لفصل الصيف نُشطاء عاملون، فهو زمان يستبشر
له عمار البوادي والأرياف، وينشط له أهل الرعي والحصاد، فقد قيل: مَنْ لم
يَغلُ دماغه صائفًا، لم تغلُ قدوره شاتيًا.
فسبحان الّذي سخّر للخلق هذه
الفصول، لتظهر حكمة الله عزّ وجلّ في خلقه ويحصل للنّاس كل مُراد ومأمول،
وسبحان الّذي يقلّب الليل والنهار ليتذكّر أولو الألباب والأبصار، فإن في
اختلاف أحوال الدنيا من شتاءٍ تكثـر فيه الأمطار، وربيعٍ تُلقّح فيه
الأزهار، وصيفٍ ينضج فيه الحب والثـمار، وخريفٍ تُحطّ فيه أوراق الأشجار،
كل ذلك يدلّ على علم وحكمة ورحمة الواحد القهار.
ومع ذلك كلّه، فإن
كثـيرًا من النّاس لا يزيدهم تعاقب الليل والنهار وتتابع الشهور والأعوام
إلاّ بُعدًا وإعراضًا عن الله سبحانه، غرَّهم الإمهال، وخدعهم التسويف
والأمل، فاستنكفوا الاعتبار والتأمل، والتذكر والتفكّر. وما زاد من هذه
الغفلة، ما أوجده الله للنّاس على أيديهم من وسائلَ مُخترعة لتحقيق السعادة
والراحة الدنيوية، فقد تغلّب الإنسان على الحرّ والقرّ بالمُكيّفات، وغير
ذلك من الصعاب بالتقَنيات، وصار الإنسان يَسبح في اكتشاف المُخترعات ممّا
جعله يغفل عن التسبيح لربّ البريات، وصدق الله تعالى إذ قال: {يَعْلَمُونَ
ظَاهِرًا مّنَ الْحياةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}
الروم .7
إن تقلّب الفصول والمواسم له حكم جليلة، فالله عزّ وجلّ الّذي
بيده مقاليد كلّ شيء لم يكن ليخلق شيئًا عبثًـا، فما في الدنيا من نعيم
وراحة، فإنه يدل على كرم الخالق سبحانه وفضله وإحسانه ورفقه بعباده، وما في
الدنيا من نقمة وشدة ومشقة، فإنّما يدل على شدّة بأسه وبطشه وقدرته عزّ
وجلّ.
ومن الحكم الجليلة من تداول الفصول التأكيد على صَنعة الخالق عزّ
وجلَّ، ويدل ذلك أيضًا على صفاته الحميدة، فلو كان الخلق بيد غير الله
تعالى، لكان الحرّ أو القرّ على الدوام، فلا يُطيق الناس ذلك، ولو كان
الخلق والتدبير بيد غير الله تعالى، لما انتظم موسم الشتاء أو الصيف، ولا
الربيع أو الخريف، لكن رحمة الله بعباده اقتضت أن يحصل التداول ليكون
النظام. قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ
اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ
يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ
اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ
إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا
تُبْصِرُونَ، وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ} القصص 71 ـ .73
فطوبَى لمَن تفكّر في خلق الله، وتأمّل في
صُنع الله، فعلم قدرة الله وعِلمه وحكمته ورحمته، فازداد بالله إيمانا، وله
عبادة وقربانًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حرُّ الصيف والعبادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مشاركة النّبيّ في مفاهيم الحياة والعبادة
» يوميات الجزائري 100% في الصيف
» ضرورة التّرويح عن النّفس في الصيف
» النخلة يتأخر حصادها لشهر الصيف حتى يتكون الرّطب
»  اذا اردت ختم القران فأنظر أأنت في الصيف ام الشتاء للشيخ صالح المغامسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قوصاد :: المنتديات الإسلامية :: قوصاد المواضيع الدينية-
انتقل الى:  
عداد الزوار
زوار المنتدى منذ يوم الجمعة 17-12-2010

free counters
" جميع المواضيع والردود فى المنتدى لاتعبر عن رأي الإدارة بل تعبر عن رأى كاتبها فقط "