نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16373 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: ما يحدث في سوريا فوضى مخيفة والنظام لا يملك عصا سحرية 24/4/2011, 2:41 pm | |
| ما يحدث في سوريا فوضى مخيفة والنظام لا يملك عصا سحرية يتحدث مفتي سوريا العام الشيخ أحمد بدر الدين حسّون في اتصال هاتفي مع الشروق، عن تطورات الوضع في سوريا، وحقيقة ما يحدث، وكذا عن حملة البيانات والبيانات المضادة لعلماء سوريا والشيخ القرضاوي مؤخرا..
- فضيلة الشيخ،
أنت مفتي سوريا وابنها، ومن قلب الأحداث التي تشهدها هذه الأخيرة، ما الذي يحدث بالضبط؟
- مهمة العلماء أن يكونوا جسرا للتواصل بين الحاكم الذي يطالبونه
بالعدل، وبين المحكوم الذي يحاولون أن يوجهوه بالحكمة وللحكمة، فالذي يحدث في سوريا فوضى مخيفة يريدها أعداء الأمة حتى يصطدم أبناؤها بعضهم بعضا، وحتى تتلاشى أخوتهم وترابطهم وتضعف.. ما حدث في تونس ومصر وما يحدث الآن في ليبيا واليمن، له أسباب داخلية تتمثل في الحرية والعدل والكرامة، وأخرى خارجية، ثم إن إصلاح الأنظمة لا يأتي بسفك الدماء، لماذا ندعو إلى تغيير الأنظمة بدل السعي إلى إصلاحها، أبناءنا من القادة.. سمعت أن في ليبيا 40 ألف جريح، والله إننا سنسأل جميعا أمام المولى عز وجل يوم القيامة، من أجل كل قطرة دم سقطت، يجب أن ندعوإلى الإصلاح دون سفك دماء أبنائنا، وأقول للذين يعلنون الجهاد، إن الجهاد لا يكون إلا ضد العدو، ومن قال لا إله إلا الله حصّن دمه، والله إن لقتل نفس أخطر من هدم المساجد، وقد نظر ابن عمر يوما إلى الكعبة وقال: "ما أعظمك وما أعظم حرمتك عند الله، ولكن حرمة المؤمن أعظم منك"، فلينظروا إلى العراق وأفغانستان، وإلى الصومال، لقد نسينا نحن رسالتنا الإصلاحية، بالله عليكم لا تدَعوا العدو يضحك منا وانظروا على أوروبا كيف قضت على نزاعاتها وحدودها وتوحدت..
-
- علي ذكر قتل
النفس وهدم المساجد، وهذا فعلا ما جرى بالضبط في مسجد العمري بدرعا، قتل الجرحى ممن احتموا بالمسجد وانتهاك حرمته؟
- ما حدث في محافظة درعا كلها أحداث بدأت بين أبناء الشعب الواحد وكان
فيه شهداء من أبناء الجهتين، من أبناء الأمن المركزي وأبناء الشعب، وسارعنا إلى احتوائها، حيث أمر الحاكم بمعاقبة كل المتسببين، وأقول وأكرر ما قلته سابقا يجب قطع كل يد امتدت لتسفك الدماء، من الجانبين، وكائنا من كانت، يجب أن تحاسب، وأرجو أن نكون قد تجاوزنا الأزمة، كما أننا ندعو لعدم التنازل على الحق لكن دائما دون سفك الدماء.
-
- يعني هل ترى
فضيلة الشيخ أن الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس الأسد، ستنهي الأزمة التي أدخلت سوريا في دوامة؟
- لا أقطع الأمل من أحد، والتوفيق بيد المولى عز وجل، وهو من يمن علينا
بهذه النعمة.. وكنا التقينا مع علماء الشام وكبار دعاتها ووزير الأوقاف والرئيس بشار الأسد، لمدة ثلاث ساعات ونصف منذ حوالي 60 يوما، أي قبل أن تشتعل الأحداث، وكان يتحدث الرئيس الأسد على الإصلاحات والتصحيح الذي يجب أن يكون، وأوصلنا له رسالة الجماهير، وقال لنا أعينوني على الإصلاحات، كما أخبرنا أنه أعلن عن2011 سنة للإصلاحات، وهناك إصلاحات بدأت وأخرى في الطريق..
-
- لكن الشيخ
القرضاوي في بيانه الأخير وعدد من العلماء شككوا في إصلاحات الرئيس الأسد التي أعلن عنها، وقال بعضهم كيف ننتظر إصلاحا من جهاز مفسد؟
- الشيخ يوسف القرضاوي حبيب على قلبي وأسأل الله له العافية، لكن كنت
أتمنى أن يزورنا هؤلاء الدعاة والعلماء الذين يتكلمون عن أحداث سوريا، رجوت أن يكونوا دعاة إصلاح لا دعاة تصادم بين الحاكم والمحكوم، ويتحدثون على الإصلاح وليس الفتنة، أما أن يتنعموا في بلدانهم ونساؤنا ورجالنا يبكون ما فقدوا فهذا يؤلمني كثيرا، وما يحزنني أيضا أن يتخذ الناس في العالم مرجعيتهم ونحن كمسلمين ضيّعنا مرجعيتنا، بل أصبح مراجعنا هم من يؤلبون الشعوب.. أرضى أن أكون خادما لهذه المرجعيات من أجل أن نتعاون جميعا ومن أجل حقوق الشعوب، وليس الفتنة، وأرجو أن تراجع هذه المرجعيات أنفسها يوما بعد يوم، قبل أن تفقد مكانتها وثقة الشعوب العربية فيها،..أما عن الإصلاحات فأتساءل هل هناك عصا سحرية يغيّر بها النظام أخطاء 30 إلى 40 سنة الماضية، كما أنه لا أستطيع لا أنا ولا الشيخ القرضاوي أن نجلس في كراسينا ونحكم على القادة، ونقيّم هذا أو ذاك، أو نقول إن هذا قادر على الإصلاح وذاك غير قادر، إن التوفيق بيد الله يوفق الشعوب للخير وينصب عليهم خيّرا أو شريرا..
-
- تكلمت أيضا عن
يد خارجية تستهدف أمن سوريا، لكن شرارة الأحداث الأولى كانت بسبب حادثة تعذيب الأطفال، فأي أثر لليد الأجنبية، وهل تتهم جهة معينة كالقاعدة مثلا؟
- أولا من سجن أو قتل من أطفال وأبناء درعا هم أطفالنا وأبناؤنا، وأنا
اجتمعت بعائلات الضحايا من الجانبين وكان الكل يبكي واضع دماؤهم في رقبة كل من حرض على قتلهم مهما كان هذا الشخص أو الجهة، بما في ذلك الإعلام خاصة التلفزيونات والإذاعات وأقول للمسؤولين عليها خافوا الله عز وجل ولا تزوّروا ليسفك الدماء لأنكم مسؤولون أمام الله يوم القيامة.. ثم إن من اعتدى على الاطفال هو في السجن وسيحاسب، وثانيا لا أتّهم قوى معينة ولا أستطيع تخصيصها غير أني أنسبها لعدو يستهدف أمن واستقرار سوريا، والأمة الإسلامية جمعاء.
| |
|