فهل
تريده أن يوافقك على ذلك؟ أبداً.. فأنت وجهت له ضربة مباشرة إلى ذكائه
وحكمته وكبريائه واحترامه لذاته، وبذلك بثثت فيه الرغبة في إعادة الضربة
لك، ولن تجعله يحيد عن رأيه لأنك مسست شعوره.
فإن أخطأ شخص أليس من
الأفضل أن تبادر بالقول: حسنا إن لي رأيا آخر وربما أكون مخطئاً؟؟ فالتوقف
عن اتهام الناس سيعود علينا بنتائج جيدة.
لا تجادل لا يمكنك الظفر بنقاش، فأفضل طريقة للخروج من الجدل بنتائج طيبة هي أن
تتجنب الجدل؛ لأنك إن خسرتها ستخسرها، وان ربحتها ستخسرها أيضا؛ لأنك ستشعر
بالرضي ولكن الشخص الآخر ؟ لقد جرحت كبرياءه وجعلته يشعر بالنقص، وسيحتقر
فوزك وبذلك تكون قد خسرته، ولن تستطيع إرغامه على الاعتقاد بما هو ضد
إرادته... يمكن أن تكون على حق وتبقى كذلك في جدالك، لكنك إذا أردت أن تغير
تفكير الشخص الآخر فإنك ستفشل كما لو كنت مخطئا تماما.
تحدث بطريقة ودية دون غضب إذا كنت في قمة غضبك وأفرغت غيظك على الآخرين فإنك ستستريح، ولكن ماذا عن
الشخص الآخر؟ هل سيشاركك راحتك هذه؟ وهل لهجتك الحادة وأسلوبك العدائي يسهل
أمر مشاطرتك الرأي؟ وهل يكون هذا فن تحويل الأعداء إلى أصدقاء؟
إن
الناس لا يمكن إجبارهم على الاتفاق معي أو معك، ولكن يمكن قيادتهم لذلك إن
كنا في غاية اللطف والتودد معهم؛ وهذا ما يفعله رجال الأعمال من محاولة
التودد والتقرب من المضربين، والمحامين وما يستخدمونه من أسلوب التودد في
مرافعاتهم للتأثير على القضاة.
قال تعالى: (لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).. وقال: (وجادلهم بالتي هي أحسن)
وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"