أي بدائل للسلطة الفلسطينية عن مبارك؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عاطف دغلس- نابلس
قال محللون سياسيون فلسطينيون إنه لا بديل للسلطة الفلسطينية عن مصر رغم
التغييرات الجارية فيها وسقوط نظام حسني مبارك الذي ظل حاضنا لها منذ
انطلاق عملية السلام أوائل تسعينيات القرن الماضي، في حين رأى آخرون
أنها قد تلجأ إلى السعودية لتكون حاضنة جديدة. ودعاها آخرون إلى حل نفسها
واعتبروا ذلك الحل الوحيد في ضوء الأحداث الجارية.
وقد استبعد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خليل شاهين أن تلجأ السلطة إلى
البحث عن بديل عن مصر، وقال إنه لا يمكن تجاهل الدور المصري بالمنطقة.
واعتبر أن التحولات التي تشهدها مصر ستؤثر إيجابا على القضية الفلسطينية،
خاصة أن القوى التي كانت في مواقع المعارضة وينتظر أن يكون لها تأثير في
الساحة المصرية معروفة بدعمها للشعب الفلسطيني ومناهضتها للمفاوضات وفق
الصيغة التي كانت تتم عليها، ورفضها لكامب ديفد وحصار غزة.
وأشار إلى أن ثورة مصر ستقود في نهاية المطاف إلى تحقيق دور أكبر لها على
المستوى الدولي والإقليمي وستخرجها مما يعرف بمحور الاعتدال العربي إلى
محور جديد سيكون له تأثيره "بخلق حالة من التوازنات والمواقف" الجديدة.
مناورة الانتخابات
وطالب شاهين السلطة الفلسطينية بـ"الالتفات" إلى القضية السياسية الأساسية
وبناء إستراتيجية شاملة قائمة على أساس الوحدة ومراعاة التطورات الحاصلة،
وذلك بدلا من "المناورة" عبر الدعوة إلى إجراء انتخابات محلية وتشريعية
ورئاسية.
من جهته قال سميح شبيب أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت إن السلطة حتى
هذه اللحظة لا تزال تعول على الدور المصري رغم حقيقة أن ثمة "متغيرات ذات
طبيعة إستراتيجية تحصل بالمنطقة".
وقال إنه بانهيار نظام مبارك انهار نظام الاعتدال العربي "الذي تعد السلطة
الجزء الأكثر بروزا فيه"، مشيرا إلى أن ملفات كورقة المصالحة المصرية ومعبر
رفح وقضية الجندي الأسير لدى فصائل المقاومة جلعاد شاليط، أصبحت من
الماضي، وإنه لا بد من بحث تلك الملفات من جديد.
وبحسب شبيب فإن مصر الجديدة لا يمكن أن تمارس ضغوطا كتلك التي مارسها نظام مبارك على السلطة لإجراء مفاوضات –مثلا- في ظل الاستيطان.
وحول إمكان أن تظل مصر بالنسبة للسلطة المتكأ العربي، قال شبيب إن هذا عائد
الآن لمصر، فالوضع الآن ينظر إليه من الجانب المصري وليس الفلسطيني،
"وعلينا أن نرى خيارات مصر".
بديل الحل
لكن عبد الستار قاسم المحلل السياسي الفلسطيني اختلف عن سابقيه بالقول إن
نظام مبارك لم يكن مساندا قطعا للقضية الفلسطينية، وإنه كان "سمسارا" لصالح
خدمة الصهيونية وإسرائيل وإنه نجح إلى حد كبير في ذلك.
وأكد قاسم أنه رغم كون السلطة ستحاول البحث عن بديل عن مصر "كالسعودية
مثلا" فإنها لن تجده، لأن "السعودية طالما كانت داعمة للسمسار المصري".
وقال إن بديل السلطة أن "تروح" بمعنى أن تحل نفسها، لأنه لم يعد لها داعم محلي أو خارجي.
ورأى أن ما سيجد على الفلسطينيين بعد رحيل النظام المصري السابق هو أن تعود
قضيتهم إلى مكانتها الحقيقية ببعدها القومي والعربي، وأن المقاومة ستكسب
تأييدا أكبر على الساحة الداخلية والخارجية.