نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16373 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: صلاح الدين الأيوبي وجيل النهضة 31/1/2011, 10:11 am | |
| صلاح الدين الأيوبي وجيل النهضة
بقلم طارق بنهدا :: اجتازت أمتنا الإسلامية مراحل متعددة من الشموخ والازدهار، والسيادة والريادة، تخللتها فترات عصيبة من المقاومة والممانعة لأشد الفتن الداخلية والخارجية تنتهي بخروجها منتصرة، رافعة راية العزة والاستقرار الداخلي والتخلص من المعتدين والظالمين.
وإذا كان الوحي الإلهي في مراحل النهضة والعزة هو مدد الأمة ودستور كيانها ومنهج حياتها، فقد كان للرجال والنساء الأفذاذ الدور الكبير في التمثل بهذا الدستور الرباني وبث روح الحياة في المجتمع بما قدموه من تضحيات نفسية وروحية ومادية، فكانوا نبراسا وهاجا يضيء المجتمع بنور القيم الرفيعة والأخلاق الممتازة الحميدة وأعطوا مثالا رائعا للهمم العالية التي تلامس الثريا وترتفع فوق قمم الجبال.
ولأن تاريخ الأمة كبير وعتيد، فرجالاتها لا يكادون يُعدّون عدًّا، لاعتبار انتشارهم في الأمصار واختلاف جنسياتهم وتنوع مواطن تضحياتهم الذاتية وما قدموه من أعمال وإبداع ومواهب ساهمت في بناء "النهضة".
"صلاح الدين الأيوبي" أحد هؤلاء الرجال الأفذاذ الذي ارتبط اسمه بالقدس، ويا خير هذا الرابط البديع. فالقدس مركز الأمة وقلبها النابض، إذا اشتكت منه صخرة واحدة تداعت له سائر الأمة بالسهر والحمى.
نعم صلاح الدين الرجل الكردي الذي حرر القدس من أيدي التغول الصليبي .. حرر المجتمع المقدسي والشرقي من ذل الاستعمار والظلم والاستبعاد والغلو والتطرف، وأعطى للعالم نموذجا صارخا لمجتمع إسلامي حر متسامح، لمجتمع متكامل يقوده رجال ونساء ربانيون فاعلون ومساهمون بإيجابية في بناء نهضة أمتهم واستكمال إرث الأنبياء والمرسلين في توحيد الله وإعمار الأرض بما يرضيه تعالى.
وإذا كان اسم "صلاح الدين الأيوبي" ارتبط بالقدس، فإننا أحوج في هاته اللحظة بالذات أن نستلهم ذلك الرابط الذهبي من هاته الشخصية الفريدة، إنه رابط : "القدس – النهضة ".
فأمتنا تعيش مرحلة مهمة من مراحلها الحضارية التي سبقتها عن قريب مرحلة قاسية من الانحسار التاريخي والتراجع، مستشرفة بداية عصر لنهضتها وريادتها للعالم بأسره، ومن جهة أخرى يعيش القدس الشريف مرحلة عصيبة من احتلال وسيطرة الكيان الصهيوني ومحاولة تهويده وهدمه وطمس هويته وتشريد أهله وأهل من يبرحون أكنافه، وهو مهد الرسالات ومسرى الأنبياء ومبدأ معراج خير المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام. أمام هذا الوضع العصيب لحال أمتنا وتزايد الخطر على القدس الشريف، لازم على شباب رسالي مثلنا أن نستحضر رمزا غاليا ثمينا كصلاح الدين بما يحمله هذا الرمز من قوة روحية ترتبط بمعالي الأمور في نهضة أمتنا واسترجاع القدس من أيدي الغاصبين ولو بعد حين.
| |
|