نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16305 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: "بن علي" يتسلل ليلا لأداء العمرة... وشؤمه يغرق "جدة" بالطوفان! 18/1/2011, 12:34 pm | |
| لايزال حديث السعوديين في مجالسهم ومنتدياتهم، وهمسهم ساعات البوح، يدور حول الضيف الثقيل الذي حل بغتة بديارهم، من دون أن يتوقع ذلك إنس من البشر أو جان، لشدة بون نقاط التلاقي بين بلاد تضم الحرمين وتحكم بالشريعة، ورئيس يجاهر بالنقيض.
- وتتنوع تلك الأحاديث بحسب المجلس المنعقد، فإن كان إسلامياً تضمن تصفية
الحسابات والشماتة، وسخرية دفعت إسلامياً مثل الشيخ ناصر العمر إلى السؤال عما إذا كانت حرم الرئيس جاءت مع الرئيس، أم ذهبت إلى وجهة أخرى من غير محرم!
- وإذا كان الجمع من مثقفين أو ليبراليين، تساءل المتحدثون فيه عما إذا
كان بقية الرؤساء التقطوا الدرس، واعتبروا بسكتة نظام بن علي القلبية، فكل يغني على ليلاه كما تقول العرب، وليسوا يعنون ليلى الرئيس المخلوع، بطبيعة الحال.
- لكن أكثر التعليقات خبثاً، هو ذلك الذي ألمحت إليه صحيفة "الحياة" أمس
في طبعتها السعودية، عندما وضعت على صدر صفحتها الثامنة، خبراً عن انضمام الرئيس المخلوع إلى مسؤولين خُلعوا فسكنوا جدة، ولكن المثير أن خبر الرئيس لم يستغرق سوى "عشر الصفحة"، فيما أفردت الجريدة ما تبقى من المساحة لصور مدينة "جدة" وقد غرقت بمياه الأمطار، في مشهد قريب من "كوارث الفيضانات"، ثم تضيف في عنوان آخر "الغرق يشغل جدة عن الاهتمام بضيفها"، كأنها تريد أن تقول بلسان مهذب "شؤم بن علي يغرق جدة بالطوفان".
- كما أن الصحيفة من جهة أخرى، ربما أرادت بما كتبت أن تقول للمفسدين ممن
أساءوا إدارة الأموال في "بلديات جدة"، إن مصيركم، سيكون حتماً ذات يوم كمصير بن علي، وسيقرأ كل القصة على طريقته، إلا أنها حتماً لا بد أن تستوقف الذين يبحثون عما بين السطور.
- لماذا العمرة الآن؟!
- أما الأحاديث الجانبية التي تحاول أن تقتنص أي شيء عن الضيف المخلوع،
فتوصلت إلى أن بن علي يبدو أنه في الطريق من تونس إلى السعودية، أنّبه ضميره على كل أوزاره في الحكم، فقرر في اليوم التالي أن يغادر جدة إلى الحرم الشريف ليؤدي مناسك العمرة، تكفيراً لما اقترف، أو ربما ابتهالاً إلى الله بأن يسلّم بقية عائلته ورفاقه من بطش ثوار بلاده الذين أبطلوا سحره الأمني فجأة من دون أن يتوقع ذلك أحد.
- ومن دون أن تؤكد ذلك مصادر سياسية أو دينية، قيل إن الرئيس أدى مناسك
العمرة في وقت متأخر من ليل السبت الماضي، محاطاً بحراسة مشددة، وتكتم إعلامي شديد، ربما لأن السلطات السعودية لا تريد أن تعطي لأي من تحركاته زخماً إعلامياً، يُفهم منه غير الذي أرادت من توفير ملجأ آمن له.
- إلا أن هذه النقطة وإن كانت نبأ يتردد من دون أن تؤكده جهات رسمية، إلا
أن المنتديات والمجالس، حاولت أن تربطه ببكاء عبد الله الصغير وخطبة بن علي الأخيرة، التي أعلن فيها فهمه للتونسيين، ولكن بعد فوات الأوان.
- وعلى هذا الصعيد، قال الإعلامي والمسؤول السعودي السابق جمال خاشقجي
لـ"الشروق" في اتصال هاتفي معه "أنا كمواطن سعودي أتمنى أن لا يحل بن علي المطرود من شعبه على أرضي، ولكن بعد التأمل وجدت أن صانع القرار الذي استضافه كانت له حكمة واضحة، وهي عزل الرئيس عن محيط تونس التي ربما لو كان قريباً منها لأمكنه التأثير في بعض مجريات ظروفها، ولكن استضافته جاءت بعد موافقته على ما يشبه "الموت السياسي".
- السعودية تتبرأ من ضيفها!
- وهذا ما دفع الكاتب في صحيفة "الرياض" شبه الرسمية الدكتور مطلق
المطيري، إلى تناول مسألة استضافة بن علي بالتحليل، وقال "مثل أي مواطن عربي، كنت أتابع الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وهو في طائرته تتجه إلى مالطا مرة وإلى فرنسا مرة، وكنت أترقب في أي أرض سوف تحط، بصراحة لم يدر بخلدي أن تحط بأرض المملكة، على الرغم أني كمواطن سعودي استوعب موقف المملكة الذي تمليه عليها مكانتها، فهي دائما تفتح صدرها للقريب والبعيد، ومن كل أطراف الدنيا حين يتوجهون الى المناسك المقدسة لأداء الفريضة، وتقدم لهم كل أشكال الدعم والمساندة.. وهي في كثير من المواقف الإنسانية لا ترد يد طالب أمان التجأ إليها بغض النظر عن جنسيته أو انتمائه، هو بالنسبة إليها إنسان وهي نزاعة لكل ما هو انساني".
- وتابع بالقول "استقبال المملكة للرئيس بن علي لا يعني أنها تنتصر له ضد
شعبه، ولا يعني أنها تتخذ موقفا مساندا له، وفي البيان الرسمي للديوان الملكي تعبير واضح عن الرأي الرسمي والشعبي لموقف المملكة من هذه القضية، تعبير ينطق بصراحة جلية تعكس قيمنا التاريخية العربية والاسلامية، قيم ثابتة لا يتجاوزها إلا إنسان فرغت نفسه من مضمون هذه القيم وقدم حسابات المصالح السياسية على القيم الانسانية والتاريخية، ولعل المقام هنا لا يحتاج إلى أن نقدم استشهادات وهي كثيرة على استقبال المملكة لزعماء أخرجتهم ظروف أوطانهم الاستثنائية من بلدانهم وبدون سلطة ولا حرس ولا حتى حقيبة ملابس، رؤساء منكوبون خالون من الصلاحيات والمصالح، يطلبون السلامة لأنفسهم وأهليهم، فتاريخ الشعب السعودي يضمن لهم السلامة والأمان".
- بينما يجزم عثمان البدراني من مدينة جدة، بأن الرئيس الفار إلى "بحيرة
المسك" لن يجد من يرحب به، وسيبقى معزولاً. وبحيرة المسك عبارة مشفرة عند السعوديين، تشير إلى "بحيرة للصرف الصحي"، كانت أسوأ ما في جدة قبل تجفيفها، فظل الناس يطلقون عليها هذا اللقب، وهم يقصدون العكس تماماً، وكأن الكاتب يقول إن تلك البحيرة هي المكان اللائق برئيس كهذا!
- وأضاف البدراني: "تم في الماضي استقبال عائلة الإمام حميد الدين،
والرئيس الأوغندي السابق عيدي أمين، ورئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، وغيرهم .. والآن زين العابدين بن علي! الذي رفضت فرنسا استضافته، برغم أنه يعد وكيلها، أو عميلها، في تونس، وكان التبرير المعلن هو الرغبة في عدم إثارة التونسيين الذين يعيشون في فرنسا، ولكن في اعتقادي أن السبب الحقيقي هو رغبة فرنسا في المراهنة على المستقبل لا على الماضي، حيث إن استضافتها للرئيس المنتهية صلاحيته سيحرمها من لعب دور في المستقبل في تونس، ويجعلها خصما لإرادة الشعب التونسي.. الذي يتمنى محاكمة الرئيس لا حمايته".
- وختم بالقول "الحقيقة أنني لا أدري سر المراهنة على المنتهية صلاحيتهم
من الزعماء، وما المكسب الذي يمكن أن يتحقق لبلادنا من استضافتهم، في مقابل الخسائر التي ستلحق بنا نتيجة ردود فعل الشعوب الغاضبة على ذلك، حيث تتمنى الشعوب محاكمة هؤلاء على جرائمهم وما ارتكبوه في حق بلادهم، إلا إن كنا نراهن على الحكومات الزائلة، في مقابل الشعوب الباقية! أو أن الهدف هو إشعار من هم في سدة الحكم الآن بأن من مصلحتهم الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع بلادنا، لأننا على أي حال سنكون خط رجعة لهم في المستقبل، إن لفظتهم شعوبهم".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
القرش مدير المنتدى
عدد المساهمات : 11377 تاريخ التسجيل : 21/03/2009 العمر : 35
| موضوع: رد: "بن علي" يتسلل ليلا لأداء العمرة... وشؤمه يغرق "جدة" بالطوفان! 18/1/2011, 3:21 pm | |
| | |
|