نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16373 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: سلسله جديدة من نداءات الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه رضي الله عنهم 3/11/2010, 8:27 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم سلسله جديدة من نداءات الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه رضي الله عنهم .....
** عليكم بالأمانة وإياكم والخيانة...
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أرعى لعقبه بن أبي معيط، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: ((ياغلام هل من لبن ؟)) .
قال : قلت : نعم ولكن مؤتمن .
قال : (( فهل من شاة لم ينز عليها الفحل ؟)) قال فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في إناء
فشرب وسقى أبو بكر، ثم قال للضرع: ((اقلص)) فقلص.
فأتيته بعد هذا فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا القول،
فمسح رأسي وقال : (( يرحمك الله ، فإنك غلام معلم ))..
وقفة مـع هذا النــداء...
هذا النداء المبارك من الرؤوف الرحيم بأحبابه وأتباعه على صحابي جليل يوم أن نادى عليه الحبيب، وكان غلاماً يافعاً يرعى الأغنام أجيراً ... ولما فتح الله قلبه للإسلام ،أصبح سادس ستة ، ماعلى ظهر الأرض مسلم غيرهم ...غلام سار ملازماً لمعلمه ، ملازمة الظل لصاحبه ،بل كان يرافقه في حله وترحاله، كان يوقظه إذا نام. ويستره إذا اغتسل ،ويلبسه نعله, ويحمل له عصاه وسواكه ..إنه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه . ذاك الذي قال عنه حذيفة : "" ما أعرف أحداً أقرب سمتاً ولا هدياً ودلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد )) رواه البخاري..
يناديه وهو غلام ليعلم الأمة درساً في الأمانة، في المراقبة في الإخلاص، وهذا النداء المبارك يكشف لك النقاب عن معجزة معجزات الرسول عليه السلام حيث حفل الضرع باللبن، ولم يعهد به لبن قبل ذلك، ويشبهها ماحدث أثناء الهجرة النبوية حين مر الرسول وصاحبه أبو بكر بأم معبد ....
** والأمانة أعم وأشمل من رد الودائع أو حفظها ، قال الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}
قال العلماء : الأمانة هي: الفرائض التي اؤتمن الله عليها العباد، فالصلاة أمانة، والزكاة أمانة، والعمل الذي كُلفت به أمانة، والسر أمانة ...
وعندما أراد الله أن ينبه إلى الأمانة ويحذر من الخيانة نادى بنداء الإيمان ،فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} في هذه الآية جاءلفظ الأمانة جمعاً، ليدلك على أنها ليست أمانة واحدة، ولكنها متعددة ومتنوعة ..
وإن أول مايرفع من هذه الأمة الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة، ولا خير في من لا أمانة له . والإسلام دين الأمانة، ورسوله هو الأمين , وقد جاءنا بالأمانة ...
قال أنس بن مالك رضي الله عنه ما خطبنا رسول الله إلا قال: (( لاإيمان لمن لاأمانة له ولا دين لمن لا عهد له))
**والخيانة ضد الأمانة وهي من النفاق . ولها في القرآن عدة معاني ...
1) بمعنى المعصية ..قال تعالى: {عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ} أي تخونوها بالمعصية
2)بمعنى نقض العهد .قال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء}
3) بمعنى ترك الأمانة وهي التي نقصدها هاهنا .قال تعالى: {و َلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً}
4) المخالفة في الدين ,..قال تعالى: {كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا}
5) بمعنى الزنـا .. قال تعالى: {وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}
** وقد عدها الإمام الذهبي من الكبائر وكذا ابن حجر الهيثمي في الزواجر ...لماذا؟
أولاً .. لأن الخيانة من صفات المنافقين... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان))
ثانياً.. لأن النبي عليه السلام كان يستعيذ بالله من الخيانه...فعن أبي هريره_ قال : كان رسول الله يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة ، فإنها بئست البطانة))ثالثاً .. قد أخبرنا رسول الله أن الخيانه من علامات الساعه ...قال رسول الله :. ((ومن أشراط الساعة: أن يؤتمن الخائن، ويخون الأمين ))
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك . وبمعافاتك من عقوبتك . ونعوذ بك منك لاأحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ..... | |
|