نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16144 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: . هناك فرق 27/10/2010, 1:48 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله كانا في نفس المكان و لكن في اتجاهات مختلفة احدهم كان معتاد ان يحتسي قهوته الصباحية يوميا بهذا المكان و الاخر كان منتظر احدهم فاضطر الى دخول هذا المكان لاول مرة بحياته كان ينظر الى ساعته كانه يقول لها سيري اتوسل اليك لا تضعيني بورطة كبيرة و كان يراقب جدران المكان يبحث عن لائحة تضم الاسعار لانه يعلم كم في جيبه و لا يريد ان يورط نفسه حتى بفنجان القهوة الاخر كان يمسك بجريدته و يقرأ عن الاقتصاد و الحال العام للبرصة و اسعار العملات فهذا ما يهمه و كان يجد في هذا المكان الراحة اليومية التي يبحث عنها بيعدا عن صخب الشركة و العمال و الموظفين و الهواتف التي اعتادت الا تسكت ابدا كنت جالسا بينهم و كنت استطيع ان اقرا اعينهم صاحبنا الاول كانت نظراته معتدلة فيها من الكبر ما فيها و فيها من الثقة ما فيها و كان لا يلقي لأحد بال و كان عامل المكان لا ينفك يتركه ابدا في كل مرة يسأله هل هو مرتاح هل يريد شيء ... و كانت اجوبته معينة و مدروسة و دونما حتى التفات ام صاحبنا الثاني فكانت حالة الارتباك ظاهرة عليه للجميع و نظرة الخوف و الحيرة واضحة بشكل جلي لاي شخص يراه صاحبنا الاول تلقى على جواله مكالمة فاجاب : نعم ... بكم .... لا انه قليل ... لا تبيعه . و انهى المكالمة و بنفس الوقت صاحبنا الثاني تلقى مكالة على جواله نعم و عليكم السلام يا طويل العمر و الله من الصبح انتظر و لا اعلم ما افعل اين انت بالله عليك لا تتاخر و هل كلمته بموضوعنا لا استطيع ان انتظر اكثر قول لي هل وافق .؟ هل سيمنح ولدي تلك الفرصة يا عمي الو الو الو .... هكذا انتهت مكالمته صاحبنا الاول انهى قهوته و ومئ بعينيه للعامل فكان كالبرق امامه اخرج مبلغ من المال و وضعه على الطاولة و تناول معطفه و جواله و نظارته السوداء و غادر الى الخارج حيث كان السائق ينتظره و هو فاتح له باب السيارة التي تشبه المركبة الفضائية و غادر صاحبنا الثاني كان يحرك ساقيه كانما يرتجفان و يتلفت يمنا و شمالا و ينظر الى ساعته و ساعة الجدار و يمسك جواله و يضعه ثم يمسكه هكذا حتى ظهر الفرج له و اتى من كان ينتظره فوقف على طوله و صرخ مؤهل به و تناوله من اول المكان بالترحيب و الدعاء حتى جلس على طاولته و قال له للأسف لن يفلح موضوعك كم كانت نظرة البؤس و الاسى و الالم على عينيه و هو مغادر كانما يجر ذيول الهزيمة و انا لازلت على طاولتي ممسكا بقهوتي و انا اراقب هذين المشهدين المتناقضين يا سبحان الله كم تختلف احوال البشر و كم تتغير من شخص لاخر يبكي احدهم على فراق انسان و الاخر لا تذرف له دمعة على فراق البشر يتالم احدهم على قلة الحيلة و الاخر يشكو ملله من كثرة الحيلة ينصدم احدهم بغدر البشر و ظلمهم و الاخر يتفنن بتعلم انواع الغدر يقال له غبي من شدة الطيبة و الاخر يقال له فهلوي من شدة الخبث يرمى على الهامش و لا يلقى له بال من فقره و الاخر ينحنى له صباحا و مساء يقبل ايدي البشر و يقلل من شانه في سبيل اولاده و خدمتهم و الاخر يحتار البشر كيف يريضي اولاده فيتحولوا امامهم الى مهرجين و ممثلين و احيانا يجعلون من انفسهم لعبة لهم ليرضوا السيد المحترم والدهم يتلقى الصدمات و الكوارث و البلاوي بحمد و شكر لله و الاخر كل ما جاءه نجاح جديد ازداد نمردة و قال على علم عندي ينظر إلى الأسعار قبل الأنواع ليبقى على حالة معتدلة فلا يزيد فيحتاج و لا يقل فيجوع و الأخر ينظر إلى الأسعار أيضا و إلى ( made in … ) فان لم تكون أغلى السلع و من اكبر الدول صناعة فلا حاجة له بسلعة يستخدمها كل البشر فهو فوق مستوى البشر . هذه احوال الناس و هذه اختلافاتهم تتراوح دائما بي مستويين و لله الحمد على خلق البشر مختلفي الاجناس و الطبقات و هذه ليست دعوة مني لرفض مشيئة الله ابدا و لا اعتارض على حكمه ابدا و لكني اردت ان اعرض الاختلاف و اعتقد ان اكثركم يستطيع ان يرى تلك الفرووق و لكن ما اردت الوصول اليه من حديثي السابق هو يا اخي يا اختي ان كنت مثل صاحبنا الاول لا تجعل المال اكبر همك و لا تجعل الدنيا مبلغ علمك و تذكر دائما انك بنعمة من الله و فضل و هو القادر على يجعل النعمة هباء منثورا و ان كنت لا تعتقد ذلك و تظن انك قادر فاقرأ بسورة الكهف قصة صاحب الجنتين . و يا أخي يا أختي ان كنت مثل صاحبنا الثاني فلا تجعل الحقد و الغل يتسلل إلى قلبك على من هو أفضل حال
منك و قو ل دائما الحمد لله و اسأل الله ان يرزقني خير منه و لا تنظر إلى الناس الأكثر مالا نظرة الحسد أو
التمني لتكون مكانهم و ان كنت لا تعتبر فاقرأ بالقرآن قصة قارون .
| |
|