نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16373 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: المخدرات آفة العصر 10/10/2010, 4:56 pm | |
| المخدرات آفة العصر أن خطر المخدرات بات يهدد مستقبل البشرية، إلى درجة لاتقل عن خطر أسلحة الدمار الشامل.
أرقام ووقائع
تشير إحصاءات حديثة نشرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن الوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات باتت تتصدر قائمة الوفيات الناجمة عن الإصابة بأي مرض آخر، وأن معظم هذه الوفيات ينجم عن تعاطي جرعات زائدة من المخدرات الصناعية الحديثة وخصوصاً الهيروين. كما تشير هذه الإحصاءات إلى أن مئات الألوف من ضحايا المخدرات أصبحوا في حالة عجز عقلي أو جسدي دائم بسبب تلف جهازهم العصبي أو قصور في أداء الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى لوظائفهم الطبيعية. وفي كل هذه الحالات، فإن أكثر من (80) بالمائة من هؤلاء الضحايا هم من فئة الشباب دون سن الخامسة والعشرين من العمر ومن كلا الجنسين. أما في الجانب الاقتصادي، فإن عديد من الهيئات الدولية المعنية بمكافحة المخدرات تؤكد أن حجم ما ينفقه متعاطو المخدرات في العالم سنوياً يبلغ عشرات المليارات من الدولارات، وهي مبالغ تكفي لحل ومعالجة مشكلات الجوع والفقر والجهل التي تفتك بمئات الملايين من البشر على كوكبنا الأرضي. أما ما تنفقه الدول المختلفة على أجهزة مكافحة المخدرات والمؤسسات الصحية المعنية بمعالجة المدمنين فيبلغ عدة مليارات من الدولارات سنويا!!
أنواع المخدرات
المخدرات عدة، وتقع في أربعة أنواع هي: 1- مواد النشوة والارتياح: وهي المواد المستخرجة من الأفيون ومشتقاته، كالمورفين والهيروين. وبالإضافة إلى هذا النوع من المخدر، هناك مادة الكوكائين، المستخرجة من شجرة "الكوكا" التي مهدها البلاد الحارة. وكل المعتادين على هذا المخدر يشعرون بالنشوة والارتياح، ولكن لفترة محددة، إذ يليها اكتئاب وسأم وضياع. ولكن متعاطي هذا المخدر سرعان ما يطلب المزيد منه، بصورة تصاعدية؛ وعندما يتعذر عليه الحصول على شئ منه، فقد يلجأ إلى أعمال عنف وإجرام وعدوانية؛ كالسرقة والاغتصاب. وفي حال إعطائه المزيد من هذه المواد، يصبح بحاجة ماسة إلى سواها؛ وهكذا دواليك، حتى يصل إلى حالة من التسمم الدموي التام، فالانهيار، ثم الموت المفاجئ. وعلى الرغم من المساوئ التي يتركها الأفيون والكوكائين ومشتقاتهما على عقل وصحة متعاطيها، فإن هاتين المادتين مازالتا مستعملتين في عالم الطب لتخفيف وإزالة الآلام، خصوصاً عند المصابين بالأورام والتشنجات الخبيثة، كالسرطان. 2- المواد المهلوسة: وأهمها حشيشة الكيف، والماريجوانا، وهما - عادة - يستخرجان من نبات القنب، الذي ينمو في المناطق المعتدلة، ويتعاطى المدمنون هذه المادة - عادة - في حلقات جماعية. وكما في الكحول وسائر العقاقير، يختلف مفعول الحشيشة على متعاطيها، بحسب بنيته السيكولوجية، وكمية المخدر ونوعيته، وطريقة تناوله، والجو النفسي الذي يسود في لحظة استخدامه. ومن أشهر المواد المهلوسة، أيضاً، (ال.إس.دي)؛ و(ا.س.ت.ب)؛ وهي كلها مصنعة من أسير الليزرجيك. ومادة (ال.إس.دي) مسحوق عديم الرائحة واللون؛ تكفي مائة غرام منه لتسميم مدينة بأكملها ! وله تأثيرات مختلفة بالنسبة للذين يتعاطونه وذلك تبعاً لخصائص كل إنسان، فواحد، مثلاً ينتحر في نهاية رحلة هلوسته، وآخر ينشرح فيها وينتشي.
3- المهيجات:
وتعرف بالامنيتامينات أو بحبوب الموت، وهي مركبات عضوية تؤثر على مراكز الدماغ بحيث يشعر متعاطيها بأنه أكثر نشاطاً - بعد أخذها - جسدياً ونفسياً. ومن أثرها أن متعاطيها لايعود يشعر بالجوع، أو يحتاج إلى النوم، بل يشعر بالقلق والتهيج ويتعرض المتعاطي إلى احتمالات أسوأ. ويصنف في باب المهيجات، أيضاً: القات، والدخان، والقهوة والشاي ... الخ. 4- المسكنات: وتعرف بالمواد البربيتورية، وهي مركبات كيميائية عضوية أيضاً تؤخذ في حالات طلب النوم، وتخفيف الألم وإزالة الغمة والاكتئاب .. ومن مساوئ هذه المواد أيضاً أنها تضعف الذاكرة وتسبب الانهيار. الجوانب السلبية للمخدرات إن لظاهرة تعاطي المخدرات مجموعة من الجوانب السلبية على الفرد والمجتمع نذكر منها:
{1} الجانب الاقتصادي:
لظاهرة تعاطي المخدرات جانب اقتصادي، وهو على قدر كبير من الأهمية بالنسبة للفرد من ناحية، وبالنسبة للمجتمع من ناحية أخرى. فتعاطي المخدرات ينجم عنه خسارة للنفس البشرية وللمجتمع، على اعتبار أن عملية التخدير تستلزم السهر والجهد، مما يستنفذ قدراً من طاقة الفرد؛ وبالتالي يتأثر مستوى الإنتاج، من حيث الكم والكيف، كما يتأثر على مر الأيام مستوى الطموح عند المتعاطي؛ فإذا به يقوم بالحد الأدنى من الجهد والمنافسة اللازمين للإبقاء على عمله، دون تقدم أو رقي أو نماء، وفي هذا كله خسارة للفرد، وتعطيل لإمكاناته وقواه الابتكارية المختلفة، وخسارة للمجتمع، أيضاً وتعويق لرقيه وتقدمه. وتعاطي المخدرات بحاجة إلى أموال كبيرة مما يقلل من دخل الأسرة بشكل هائل إذا لم يكن معدوماً في هذه الحالة، والأسرة بحاجة إلى مصاريف كثيرة لتأمين مستلزماتها من الطعام والتعليم والكساء مما يتركها ضحية لهذه المادة المسمومة، كما يؤثر على الدخل القومي للبلد، إذ إنها تكلف الدولة أموالاً طائلة تنفقها لمكافحة هذه الآفة، في الوقت الذي يجب أن توظف فيه هذه الأموال في نواح إيجابية وإنتاجية، ترفع من مستوى الفرد، وتسهم في تحريره من الفقر والمرض والجهل.
Fakher Kayyali {2} الجانب الاجتماعي:
إن تعاطي المخدرات ظاهرة غير مرغوب فيها في أي مجتمع نظراً لانعكاساتها الأخلاقية والعدائية على السلوك العام في المجتمع. والمرحلة الحرجة التي يمر بها الشباب تتميز بالاضطراب العاطفي، الذي يؤثر على تماسك وتكامل شخصيتهم فيشعر بالاكتئاب والقلق النفسي فيلجؤون إلى تعاطي المخدرات. ففي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة ورد "أن السبب الرئيس لتعاطي المخدرات لحوالي (50%) من الشباب المتشرد ول (80%) من الشباب الذين لم يتركوا منازلهم، يعود إلى الجو الأسري السيء". ويعتبر الطلاق من العوامل المسببة للتصدع الأسري، وجنوح الأحداث، لأن الطلاق معناه - بالنسبة للحدث - الحرمان من حنان وعطف أحد الوالدين أو كليهما، والحرمان من الرقابة والتوجيه والإرشاد السليم. ومتعاطي المخدر يحرم أطفاله وأسرته من كل احتياجاتهم، ليتسنى له شراء هذه السموم، مما يخلف وراءه الأبناء الأميين والمتشردين المعرضين لكثير من مظاهر الفساد، لأن تعاطي المخدرات يشكل في حد ذاته عدواناً على الفرد والمجتمع، في آن واحد. فهو قاعدة انطلاق للكثير من مظاهر الفساد والانحلال (جريمة - سرقة - انحراف .. إلخ) وهذه المظاهر ناجمة عن تفكك الأسرة وضياعها. وهناك بعض الأسر تدفع بأبنائها للإدمان. يقول الدكتور سيد عويس، خبير علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بمصر: "بالطبع فأسرة المدمن لها شكل وملامح خاصة، فهي أسرة مفككة منهارة، بسبب الطلاق، أو الوفاة، أو الهجر، تعاني أسرة المدمن من العداء والصراع بين الوالدين، وتكون الأم غالباً هي الشخصية الرئيسة التي تلعب دوراً أو تدفع الزوج والأبن إلى إدمان المخدرات، والملاحظ أن الأب يكون غائباً معظم الوقت حيث يمارس دوراً صغيراً في حياة الأسرة في أغلب الأوقات، ولا يصلح أن يكون قدوة للابن حيث يكون الأب منشغلاً عن بيته، نتيجة عمله ليلاً ونهاراً أو للسفر بعيداً عن بلده من أجل الحصول على المزيد من المال". وهكذا يتضح لنا وبوضوح دور الأسرة في وصول أبنائها إلى درجة الإدمان مما يشكل خطورة على الأسرة والمجتمع في الوقت نفسه.
{3} الجانب النفسي:
مشكلة تعاطي المخدرات ليست فردية بل هي مشكلة متعددة الجوانب، لكل جانب منها خطورته على حياة الفرد ومعنوياته وتوافقه مع نفسه ومع غيره من الناس. فإذا تأملناها في نظرة تكاملية عامة، كان لها من الخطورة ما يجعلها تستحق الكثير من العناية والعلاج. فتعاطي المخدرات مشكلة صحية، تتعلق بالجانب البدني من ناحية، وبالجانب السيكولوجي، من ناحية أخرى. فالمخدر أياً كان نوعه لاشك أنه يؤثر على أجهزة البدن المختلفة، من حيث القوة والنشاط، ومن حيث المسلك الوظيفي لأعضاء الجسم. لقد أثبتت الدراسات أن المخدرات مجموعة من العقاقير التي تؤثر على النشاط الذهني والحالة النفسية لمتعاطيها إما بتنشيط الجهاز العصبي المركزي، أو بإبطاء نشاطه أو بتسببها للهلوسة والتخيلات. وتسبب هذه العقاقير الإدمان؛ حيث يستمر الإنسان في تناول المخدر حتى يصل إلى درجة الإدمان، التي يعاني فيها الإنسان من وجود رغبة ملحة في تعاطي مادة ما، بصورة متصلة أو دورية، حيث يكون وراء هذا التعاطي رغبة في الشعور بآثار نفسية معينة. فتعاطي المخدر والإدمان عليه يؤدي إلى حالة من الاضطراب العقلي للفرد، حيث الإدراك والتذكر والتصور والتخيل كما يؤثر على الجانب الانفعالي للشخص، وما يترتب على ذلك كله من تكيف أو توافق بالنسبة للفرد مع نفسه، وبالنسبة له مع غيره من الناس. ومن هنا فالمدمن لايمكن أن يمارس دوره الاجتماعي بشكل إيجابي، وأن يشارك بشكل فاعل في المهام اليومية للأسرة، فهو عالة عليها وعلى المجتمع.
المواجهة والحل
إن المخدرات سلاح قاتل، يقتل ببطء، ولكن بشراسة، يقتل العقيدة والعقل والفكر، ويقتل الانتماء والمواطنة ويقضي على كل الروابط التي تربط الفرد بدينه ومجتمعة، لذا تعتبر المخدرات سلاحاً فتاكاً، لايترد العدو "أي عدو" في استعماله ونشره وترويجه وضمان تدفقه إلى البلاد التي يستهدفها لنشر سمومه بين شعوبها واستدراجها إلى حروب مهلكة تستهلك طاقاتها كلها وإغراقها في دوامة المخدرات، ليدمنها الشباب وتتسع دائرة الإدمان وتتصاعد الجرائم في ظل الحاجة إلى السم الرعاف وتشيع الفوضى في المجتمع. لذا نرى أن الحل يكمن في التالي: 1- أن المشكلة هي مشكلة اجتماعية، يعاني منها المجتمع ككل، وبالتالي يجب مشاركة جميع الهيئات في إيجاد الحلول لها. 2- أن لظاهرة تعاطي المخدرات أسبابها المتعددة (الاقتصادية، الاجتماعية .. ) وهي التي أدت إلى انتشارها، الأمر الذي يتطلب معالجة جذرية لهذه الأسباب. 3- تشكيل لجنة متخصصة من شتى الجهات الرسمية والشعبية (صحية - اجتماعية - اقتصادية - حقوقية - فكرية .. إلخ)، وذلك للمشاركة في الكشف عن الأسباب الحقيقية للمشكلة وفي وضع الحلول بشكل جماعي، بحيث تتناول مختلف جوانب المشكلة، وتوفير التسهيلات والضمانات لنجاح عمل اللجنة في القيام بمهماتها، حتى يتم القضاء النهائي على المشكلة في المجتمع. 4- الاهتمام بالتعليم التربوي، واتباع الأساليب التربوية العلمية المتطورة في المناهج التعليمية، لبناء جيل المستقبل على قاعدة متينة من الوعي والتربية. 5- توعية أفراد المجتمع - عبر أجهزة الإعلام المختلفة - بالأضرار الجسيمة: الصحية والاجتماعية الناجمة عن تعاطي المخدرات. 6- توفير العلاج الصحي والاجتماعي للمدمنين والمتعاطين الذين يتم ضبطهم، على أنهم مرضى يجب علاجهم وليسوا مجرمين وذلك بتوفير المصحات النفسية ومراكز التدريب المهني والتوعية لإكسابهم مهناً توفر لهم شروط معيشتهم المادية ومعيشة أفراد أسرهم بعد فترة العلاج. 7- التوسع في إنشاء العيادات النفسية وتزويدها بالاختصاصيين النفسانيين والاجتماعيين والعمل على تشجيع إقبال المرضى والمتعاطين للعلاج بها.
8 - التأكيد على دور الأسرة في تهيئة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية لتربية الأبناء على أسس وأخلاقيات سليمة تقيهم من شر السقوط في تعاطي المخدرات وغيرها من الأمراض الاجتماعية الأخرى. 9 - العمل على ملء الفراغ القاتل الذي يعاني منه قطاع الشباب؛ وذلك بوضع البرامج الاجتماعية الثقافية الجديرة بتنمية وعي الشباب وفتح مداركهم، وتوفير كل فرص الإبداع لديهم من خلال النشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية عبر المؤسسات والجمعيات والأندية والمسارح وغيرها. 10- اتخاذ عقوبة الإعدام بحق المتاجرين بالمخدرات، مما يساعد على الحد من انتشار هذه الظاهرة أيضاً. وقد تكون هذه المقترحات لاتفي بشكل كامل لحل المشكلة، إلا أننا نرى بأنها تشكل الحد الأمثل للحد من انتشار ظاهرة المخدرات واتساعها في المجتمع والقضاء عليها
اللهم احمي شباب المسلمين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]-- | |
|