نور الهدى المشرفة العامة
عدد المساهمات : 16373 تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 41
| موضوع: موانع الدعاء 6/10/2010, 5:27 pm | |
| إخوتي الأفاضل الدعاء هو العبادة، وقد قال الله جل ذكره: ({وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة)وقال أيضاً({وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر) يتساءل البعض عن عدم استجابة الدعاء أذكر أنني كتبت موضوعا عن الدعاء لا أذكر عنوانه كما أن هذا الموضوع كان محور حديث لي في الإذاعة الأردنية في رمضان 1424هـ وعموماً: نحن نلمس أن الله لا يستجيب لنا وهذا واقع والسبب نحن وذلك لأننا نستعمل الإسلام عند الضرورة فقط، ونلجأ إلى الله عند الضرورة والمطلوب من الإنسان أن يتعرف على الله في الرخاء ليتعرف عليه في الشدة فقد روى أحمد بن حنبل بسنده عن ابن عباس ولا أحفظ حديث بعضهم عن بعض انه قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا غلام أو يا غليم ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن فقلت بلى فقال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله قد جف القلم بما هو كائن فلو ان الخلق كلهم جميعا أرادوا ان ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه وان أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه واعلم ان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا (مسند أحمد بن حنبل [ جزء 1 - صفحة 307 ] والمستدرك3/623 كما أن الدعاء له شروط من أهمها التمسك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفقد روى الترمذي بسنده عنحذيفة عن اليمان : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم قال أبو عيسى هذا حديث حسن(سنن الترمذي [ جزء 4 - صفحة 468 ح2169] وروى ابن ماجه بسنده عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مروا بالمعروف وانهوا عن المككر . قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم(سنن ابن ماجه2/1327ح4004 كما أن تحري الحلال من الطعام سبب في إجابة الدعوة وأكل الحرام سبب في عدم الاستجابة وروى الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن الله طيب ولايقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } وقال { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } قال وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك(الترمذي 5/220ح2989) وضعف اليقين على الله وإساءة الظن به سبب في منع الإجابة
فقد روى البخاري بسنده عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي""(صحيح البخاري تحقيق: البغا، ح رقم5981) ومع ذلك فغن الله جل وعلا يستجيب بما هو أنفع للعبد بإحدى الطرق التالية: 1. أن يعطي العبد ما سأل وهذا أقل أنواع الإجابة 2. أن يصرف عنه من السوء أضعاف ما طلب، فمثلا طلب من الله ألف دينار، وقدر الله عليه ان يصاب هو أو أحد أفراد عائلته بمرض سيكلفه علاجه عشرة آلاف دينار فيعافيه الله من هذا المرض 3. أن يدخر للعبد أضعاف أضعاف ما طلب من الأجر والثواب وهذا من أفضل أنواع الإجابة إذ يتمنى العبد يوم القيامة لو أن الله لم يستجب له في الدنيا لما يرى من عظم الأجر والثواب الذي يدخره الله على الدعاء ثم إن الله جل وعلا عندما يتخذ شهداء فهذا إجابة للدعاء لأن المسلم يسعى لإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة يقول الله تبارك وتعالى: ({وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (140) سورة آل عمران) فلنتفقد أنفسنا ونعيد حساباتنا مع الله لعل الله يغير هذا الحال بأحسن منها ويستجيب لنا دعاءنا فإن الله عز وجل يقول: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (11) سورة الرعد). والله المستعان وعليه التكلان. كتبه د. محمد الزعبي | |
|