: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم
عذاب أليم في الدنيا و الآخرة و الله يعلم وأنتم لا تعلمون
بقلم
فضيلة الشيخ علي بالراس علي
الحمد لله رب العالمين الرحمن
الرحيم مالك يوم الدين و الحمد لله مغيث المستغيثين ومجيب المضطرين ومسبغ
النعمة على العباد أجمعين لا اله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا
اله إلا الله الولي الحميد لا اله إلا الله الواسع المجيد لا اله إلا
الله الذي عم بفضله وإحسانه جميع العبيد وشمل بحلمه ورحمته ورزقه القريب و
البعيد {فما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا
يابس إلا في في كتاب مبين }
[لأنعام 59] واشهد أن لا اله إلا الله
وحده لا شريك له اله الأولين و الآخرين وأشهد أن محمد عبده ورسوله أفضل
النبيين المؤيد بالآيات البينات و الحجج الواضحات و البراهين صلى الله عليه
على آله وأصحابه ومن تمسك بهديهم إلى يوم الدين وسلم تسليما
أما بعد :
فيا عباد الله إذا كانت أعراض المسلمين خطر إذا كانت الفاحشة تشيع في
الذين آمنوا إذا كانت روائح الفضائح تزكم الأنوف إذا هتكت الأعراض وعمت
البلايا واخترقت الحرمات فمن هو المسؤول ؟
وماذا نفعل في هذا الحال ؟
نشكو إلى الله تعالى ظلم الظالمين
قال الله سبحانه وتعالى : إن الذين
يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة و
الله يعلم وأنتم لا تعلمون ( النور 19).
أن تشيع : أن تظهر وتنتشر,
يحبون ذلك ويعملون له , ويختارون ويقصدون ظهور القبيح , تهور الفاحشة ,
يحبون أن يذيع الزنا في المجتمع كما قال قتادة رحمه الله :" أن يظهر الزنا
وفعل القبيح " ومن أعان على نشرها فهو كالذي يقود النساء و الصبيان إلى
الفاحشة وكذلك كل صاحب صنعة تعين على ذلك . عباد الله إن الله يغار ,
وغيرة الله أن تنتهك حرماته , يحبون أن تشيع منه ما يكون بالقول ومنه ما
يكون بالفعل قال شيخ الإسلام رحمه الله : و أما ما يكون الفعل بالجوارح فكل
عمل يتضمن محبة أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا داخل في هذا ,بل يكون
عذابه أشد فأن الله قد توعد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيع الفاحشة , فكيف
بالذي يعمل على ذلك ؟ فإذا كان الذي يحب فقط أن تشيع له عذاب أليم في
الدنيا وفي الآخرة , وليس فقط في الآخرة , فكيف إذا أقترن بالمحبة أقوال
وأفعال لإشاعة الفاحشة في الذين امنوا ؟ حشر الله امرأة لوط مع قومها في
العذاب لأنها رضيت بفعلهم .
عباد الله إن هذه صفات المنافقين , ولماذا
نهى العلماء , لماذا نهو عن الشعر الفاضح و الغزل الذي فيه التشبيب بالنساء
و وصفهن ؟ لأنه يثير الغرائز ولأنه يدعو إلى إشاعة الفاحشة ماذا لهم ؟
عذاب أليم موجع في الدنيا و الآخرة و الله يعلم وانتم لا تعلمون الله
يعلم ولذلك شرع الأحكام , الله يعلم المفسد من المصلح الله يعلم شدة العذاب
و أنتم لا تتخيلونه ولا تقدرون أن تتصوروا عذاب الله في الآخرة
(يا
أيها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه
يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من احد
أبداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم) ( النور 21 )
لا لطرق
الشيطان , لا لخطوات الشيطان , التي يدخل فيها العباد في المعاصي
تصور النساء في الأعراس و
الحفلات و المدارس و الكليات وتركب على صور خليعة من الشبكة ثم يحدث
الابتزاز وإرادة هدم البيوت , وهذه انتحرت , وهذه أصيبت بمرض مستمر ,
وتلك اعتزلت في بيتها ستة أشهر , وأخرى طلقها زوجها وبعضهن بريئات , وبعضهن
ظالمات مفتريات . فالبريئة من الذي يصدق براءتها و أن هذه مركبة و أنها
التقطت بغير علمها ونحو ذلك ؟ تخرب البيوت , و تعطل النساء عن الزواج ,
وتحصل الفضائح في المجتمع .
يقوم شباب مسعورون من الذين
يريدون أن تشيع الفاحشة بالتصوير و النقل و الفضح دون مراعاة لحرمات الله
إنهم ينتهكون حدود الله وقد قال عليه السلام و الصلاة (( إن الله فرض
فرائض فلا تضيعونها , وحد حدودا فلا تعتدوها , وحرم حرمات فلا تنتهكوها ))
لقد
كان عليه الصلاة و السلام يبطش متى كان يبطش ؟ ما انتقم لنفسه قط إنما كان
ينتقم عندما تنتهك حرمة الله , لقد أمر بإخراج من كان يصف النساء من
البيوت وحذر من الدخول قال : (( لا يدخلن هذا عليكن )) فحجبه مع انه مريض
ليس فيه شهوة النساء أصلا لكن لأنه صار يلتفت إلى معالم الجمال في المرأة
وينقل ذلك الوصف
وتأتي الفتاة الخبيثة الموكلة بأخذ الصور لتجلس بين
المدعوات وقد امتلأ قلبها حقد على هذه العائلة المحترمة بيدها الجوال لتصور
وتنقل للعروس وغيرها من النساء الحاضرات و تنقل الصور وتوزع في الأسطوانات
وفي مواقع الإنترنت ليفاجأ هذا بصورة زوجته قد أخذت خلسة و الآخر بصورة
زوجته أو ابنته أو أخته ونساء أهل بيته أسفرت القضية عن قطيعة للأرحام
أسفرت القضية عن ترك بعض المخلصين لحضور الزواجات وفعلا انه قرار صائب
عندما لا تكون هناك الاحتياطات فأعرض العدد من الرجال عن اتفاقهم مع نسائهم
على عدم حضور حفلات الزفاف مع أنها لأقارب خشية هذه القضية
وكذلك صارت
هناك حاجة حقيقة للاحتياطات الكثيرة إذا كان الكفار يحتاطون مخاوف_ هم
يقولون : مخاوف لدينا في مراكز اللياقة البدنية من لوس انجلوس إلى تورنتو
من قضية الهاتف المحمول وامتدت المخاوف إلى الشركات التي تخشى عملية
التجسس الصناعي ومنعت شركة " تويوتا "ضيوفها وزائريها من حمل الهواتف ذات
الكاميرات وكذلك اشترطت حكومة كوريا الجنوبية على الشركات أن يصدر الجهاز
المزود بكمرا صوتا عاليا عند التقاط أي صورة فإذا كان البوذيون عندهم شيء
اسمه الاحتياط و العمل على منع ما ينتهك الخصوصية نحن عندنا قضية أعلى من
الخصوصية لأن خصوصيتنا في هذه الشريعة في هذه الأحكام في هذا الدين في
الأمانة التي حملناها
إن هذا الأمر الذي يخشون منه لأجل السرقات
الرقمية نحن عندنا أغلى من الأشياء العلمية و المعلومات و المستندات التي
يخشون تصويرها عندنا أعراضنا أثمن من ذلك
عندما
تقوم جمعية حاملي أجهزة الاتصالات و النشر اليابانية بتوزيع 300 ألف ملصق
في مكتبات البلاد تحذر من القيام بالسرقات الرقمية فان عندنا ما يدعو إلى
أكثر من ذلك لأنه أثمن و أشد حرمة من تلك الأشياء العملية و إذا كان
يساورهم القلق في برك السباحة و أندية اللياقة وغرف تبديل الملابس فعندنا
القضية شرعية دينية مرتبطة برب العالمين وبكتابه وبنبيه مرتبطة بالفضيلة
مرتبطة بشرف المسلم
يا عباد الله مطاعم تمنع
دخول الجوالات لمنع الإزعاج مطاعم راقية في باريس ومساجدنا تنتهك حرماتها
بالجوالات الموسيقية
عباد
الله صارت القضية إذا بحاجة إلى حارسات عند أبواب المدارس و الكليات و
الصالات و الاستراحات وتفتيش المدارس إن القضية حتى في الحرم . إن مسألة
التصوير الذي يقوم به هؤلاء شيء عجيب
إن إنسانا في الصلاة لما رن
جواله و أخرجه رأى الذي بجانبه صورة ساقطة على الشاشة داخل المسجد يضعون
صور الفنانات وذوات الفسق و الفجور لتظهر إن ولاءه لهذه المجرمة وذلك
الفاسق و تلك الداعرة وهذا الخبيث ولاء شبابنا كثير من هؤلاء المراهقين و
المرهقات لماذا توضع هذه الصور المحرمة ؟ لماذا توضع في واجهات الجوالات ؟
السلام
مسك الختام