السلام عليكم ورحمة الله وبركـاتـة ,,
اعزائي,,
قال الله تعالى : (( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )) (23) سوره يوسف..
وقال تعالى :
((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ )) (33) سورة يوسف..
كثيراً ما تستوقفني هذه الآيات الكريمه,,
وغالباً ما يتنابني شعور قوي جداً بالبكاء,,
كلما سمعتها,,
اتعلمون لماذا؟؟؟
والله يا أخواني,,
لا أعلم ماذا يصيبني عندما استمع أو أقرأ
هذه الآيات,,
اتدبر في معاني هذه الكلمات الكريمه,,
واترقب العالم من حولي,,
فأتسآل : ( كم من الرجـال كـ سيدنا يوسف عليه السلام)
فقد تعرض سيدنا يوسف عليه السلام لفتنه من أشد
الفتن,, وهي "فتنة النـساء"
حيث كان يوسف عليه السلام صارخ الجمال، فتنت بجماله امرأة العزيز مع فارق السن الكبير بينهما، ولم تستطع أن تكتم عشقها وتعلقها، وهي السيدة وهو العبد حتى أقدمت بعد أن بلغت شهوتها الذروة إليه وقالت:} وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ...[23]{ بعد أن غلقت الأبواب، وتأكدت من خلو القصر فقال:} ...مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ[23]{ [سورة يوسف].
◄ إن فتنة النساء التي فتن بها يوسف عليه السلام هي من أعظم الفتن التي واجهها في حياته، وحتى نعرف عظم هذه الفتنة لابد أن نعرف ما هي العوامل التي تدفع الرجال للزنا بالنساء، لا شك أنها كثيرة، وكثيرًا من الأحيان يكون توفر عامل واحد منها كافيًا لحدوث الزنا، فكيف إن تجمعت جميعها في موقف يوسف مع امرأة العزيز؟!
جمال الرجل: يدعوه إلى التقرب للنساء غرورًا بجماله، غير ذلك القبيح الذي يعلم سلفًا أنه غير مرغوب فيه.
طلب المرأة لذلك: وهو من أقوى العوامل، ويكون هذا العامل أقوى عندما يكون طلبها لحبها لقضاء الشهوة مع ذلك الرجل، وليس للمال، أو لأمر آخر، وهو ما حدث ليوسف عليه السلام.
غربة الرجل: فالغريب لا يعرفه أحد، مما يسهل القيام بعملية الزنا بعيدًا عن رقابة المعارف .
العبودية: والعبد رهن لأمر سيده، لا يستطيع ردها؛ لأن من عمله الطاعة دون تردد؛ لأنه لا يملك قرار نفسه .
الفتوة والشباب: فيوسف كان شابًا صغيرًا، بخلاف الكبير بالسن الذي انقطعت شهوته، أو كادت أن تنقطع .
تهيؤ المرأة للزنا: وهذا يختلف عن طلبها للزنا وهو يعني أنها وضعت وفعلت كل المغريات التي تغري الرجل بالمرأة } وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ...[23] {[سورة يوسف].
إغلاق الأبواب: وهذا أدعى للأمان لفعل الفاحشة، وبعيدًا عن رقابة عمال القصر، أو الأقرباء لهذه المرأة :} وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ...[23] {[سورة يوسف].
المنصب: فامرأة العزيز كانت زوجة رئيس الوزراء في عهد الفراعنة، ومنصبها يجعلها قادرة على إخفاء الجريمة، حتى وإن انكشف أمرها، وهذا عامل أمانٍ آخر يغري الرجل بالإقدام .
دياثة الزوج: ومن الآيات يتبين أن العزيز زوجها كان ديوثًا بدليل قوله تعالى:} وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[25]{ [سورة يوسف]. وبعد المحاكمة وظهور الحق بجانب يوسف عليه السلام؛ ما زاد على قوله ليوسف عليه السلام :} يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا...[29]{ وقال لزوجته:}...وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ[29]{ .وهذا دافع من أكبر الدوافع لاقتراف هذه الفاحشة مادام الشخص الذي له هذه المرأة لا يمانع بذلك .
التهديد بالسجن: وقد يضعف الإنسان ويرضخ لمثل هذا التهديد، وهو أيضًا من العوامل الفاعلة والمؤثرة في الكثير من الناس، وهذه العاشقة قد هددته أمام النساء- بعد أن قطعن أيديهن إكبارًا لجماله الفتان- وقالت:} فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا ءَامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ[32]{ [سورة يوسف]. إن الكثير من الجرائم الخطيرة ترتكب إذا استعمل التهديد بالسجن، فكيف إذا كانت الجريمة مما ترغب به النفس وتتهالك عليه، ومن امرأة القصر صاحبة السلطة والمنصب .
◄ هذه العوامل جميعها تحققت في هذه الفتنة التي خاضها يوسف عليه السلام، فإذا كان عامل واحد من هذه العوامل يتساقط بسببه الرجال، فكيف وقد تجمعت جميعها ليوسف عليه السلام ؟!
◄ هذا يقرب لنا طبيعة الثبات الذي ثبت به يوسف عليه السلام، ويعطينا أيضًا الزاد والتربية الأصلية التي تربى عليها، فكانت سببًا من أسباب الثبات؛ لأنه لا يمكن أن يثبت في مثل هذه المواقف الذين يتركون نفوسهم ترتع حيث شاءت ثم يتمنون الثبات.. كلا لا يثبت إلا من تعب على نفسه وزكاها، فيثبته الله تعالى في أعظم المحن والبلايا
يا ســبحاااان الله,,
الله أكبر,,
مثـال للطهاره والعفه,, فكم من الرجـال كـ يوسف عليه السلام..
وكم رجل يصون نفسه ولا يلقي اللوم على الفتاه!!
فما نراه في وقتنا الحالي من الكثير من الرجال,,
انه يلقي اللوم على الفتاه ويتعذر بأنها هي التي أغرته,,
فأين أنت من قصة يوسف,,أين انت من طهاره يوسف,,؟؟
هذا هو مثال للرجوله,, فليكن قدوه لكل الرجال,,,