دروس التنمية البشرية وطرق التفكير الإيجابي والبحث عن الذات ( دروس متواصلة )

بداية سوف أنقل لكم كتاب (طريق النجاح والنهضة ) للمؤلف والمحاضر أ/ أحمد سمير عبد الحق وهو من مواليد الأسكندرية وهذا الكتاب تم نشره بأبريل عام 2008 .. ولاقى كثير من الأستحسان وأنا شخصياً قرأت هذا الكتاب ومافيه من يسر وسهولة فى الأستيعاب الكامل .. فتحيه له منى بشخصى على هذا الكتاب ... وبداية مع مقدمة الكتاب وسنتناول بقية أجزاءه سوياً بإذن الله تعالى .

مقدمة الكتاب

ألم يحدث لك من قبل إنك كنت متحمساً تماماً لإنجاز أمر من أمور حياتك وخلال سعيك لتحقيق هذا الإنجاز أصابك إحباط نتيجة بعض العوائق التى واجهتك ؟؟
أصادفتك مرة بعض المشكلات التى جعلتك ترى العالم من منظور سلبي ومحبط ؟؟
أكثيراً ما عانيت من ضيق نفسي وتوتر ولم تعلم مصدرهما ؟؟
كم مرة صادفتك مشكلات فى حياتك اليومية ظننت خلالها أن الحياة قد ضاقت بك وأنك لن تستطيع الصمود والنجاح ؟؟
أظن أننا جميعاً قد مررنا بتجارب مماثلة أو أكثر شدة وصعوبة , ولكن هنا يبرز للذهن عدة أسألة ملحة : هل هناك حلول لمثل تلك الحالات ؟ هل هناك قواعد ثابتة ومحددة للنجاح ؟ هل يمكن للفرد التحكم فى حالاته النفسية والمزاجية والأنفعالية ؟
والإجابة بمنتهى البساطة هي : " نعم [size=16][size=21]" فلقد خلقنا الله جميعا على فطرة سوية , وحالاتنا النفسية ولإنفعالية على بساطتها وفطرتها هي __ فى نفس الوقت __ شديدة التعقيد والتشابك , وكل عامل جديد هو عامل مؤثر على أفكارنا وأنفعالاتنا وقدراتنا .ولإثبات هذه النظرية لابد لنا من الأطلاع على نماذج لأفراد نجحوا فى تلك المهمة وحققوا نجاحهم فى الحياة , وسيلي خلال فصول الكتاب سرد عشرات النماذج للنجاح من داخل مجتمعاتنا العربية .
ولكن تلاحظ أن كل الناجحين على أختلاف أعراقهم ومعتقداتهم الدينية وجنسياتهم وظروفهم بل وأزمنتهم أيضاً , كان بينهم قاسم واحد مشترك وهو[size=21]التفكير الإيجابي .
تلك الطريقة الرائعة التى تمكن معتنقها من رؤية العالم من منظور أخر منظور الأمل , منظور التحمل والسعي , دون أحباط ولا ملل , بل يشعر بلذة شديدة فى كل مشكلة تصادفه ويستمتع بأجتياز معوقاته .
وقد يسئل سائل : " ومدام الأمر بهذه البساطة واليسر فكيف لم ينتشر بين الناس ؟ "
والإجابة على هذا السؤال بسيطة للغاية وتتلخص فى أن خبراتنا السابقة وطريقة حياتنا ومصادر برمجتنا السابقة لعقولنا قد حكمت علينا بطريقة تفكيرنا , فالأنسان يفكر دون وعي منه أنه يفكر , بل تتم هذه العملية دون أدراك من العقل الواعي .
وعليه لو أفترضنا أننا سويا نجحنا فى زيادة وعينا بعملية التفكير وكيفية التفكير السليم , وقمنا ببعض التدريبات العملية التى تساعدنا على التعود على التفكير الإيجابي , قبهذا نكون قد نجحنا فى تغيير أفكارنا إلى الأفضل وتغيير إدراكنا للواقع بما يسبب نجاحنا فى الحياة بإذن الله تعالى .
ولتحقيق هذه الأهداف السامية قمت بتحديد خطة الكتاب كالتالى :
1- شرح للنظريات المختلفة التى تدعم وجهة النظر القائلة بأن التفكير الإيجابي هوسبيل النجاح فى الحياة .
2- سرد أمثلة حية لنجاحات البشر فى المجتمع العربي خصوصا ومناقشتها علمياً لتحقيق الأستفادة القصوى من ورائها .
3 - فى نهاية الكتاب سوف نقوم بعرض تدريبات عملية تساعدنا على الأستفادة من النظريات المطروحة خلال سطوره .
وعلى هذا فقد قمت بالأستغناء عن الطريقة التقليدية فى طرح الكتاب بتقسيمه لفصول وأجزاء ولكن تم تقسيم الكتاب إلى وسائل محددة للنجاح .
فعرضت فى الوسيلة الأولى أسباب السلبية فى الأفراد والمجتمعات , وماهية الأفكار السلبية .
وعرضت فى الوسيلة الثانية ديناميكية التفكير سواء كان إيجابياً أو سلبياً , والغرض هنا هو دراسة كيفية التفكير حتى نتمكن من تعديله .
أما الوسيلة الثالثة فأختصت بعرض تعريف التفكير الإيجابي وصفات وخصائص الإيجابيين وعلاقة الإيجابية بالنجاح فى الحياة .
والوسيلة الرابعة أقتصرت على عرض الطرق الفعالة للتحول من الفكر السلبي للتفكير الإيجابي السليم , وتدريبات عملية شيقة لتحويل الأفكار السلبية للإيجابية .
وقبل أن أبدأ فى سرد وسائل هذا الكتاب لابد أن نقتنع سوياً أنه لا يمكن لأقصى قوة فى الكون أن تؤثر فيك دون أذنك , ومن المستحيل أن يساعدك أحد دون موافقتك , ولن تستفيد من شئ مالم تعطه الفرصة لإفادتك .
لذا , خذ القرار فى هذه اللحظة بفتح أبواب عقلك لإدراك المفاهيم الجديدة وأعط لحياتك الفرصة لكى تتحول للأفضل , ولنبحر معاً فى الوسيلة الأولى .

[/size][/size][/size]

الوسيلة الأولى

( السلبية )

تعريف السلبية :-

تنوعت التعريفات العديدة – وأغلبها صحيح – للسلبية , ولكن السلبية ببساطة هى كل فكرة هدامة تقتحم عقلك وتتسبب فى ضياع فرصة منك أو تجعلك فى حالة نفسية محبطة أو تصيبك بالتوتر وإحساس بالفشل .

وللفكرة السلبية خصائص عديدة أهمها :

تهاجمك فى أى لحظة سواء أكنت فى موقف سعادة أو حزن :

فمن المؤكد أنه فى أحدى المرات كنت تقضى وقتا تمارس فيه هواية أو عملاً تحبه وفجأة تذكرت بعض الأمور التي يجب عليك إنجازها , وأنت تأخرت فى الإنجاز فسيطرت فكرة فشلك فى الأنجاز فسيطرت فكرة فشلك فى الأنجاز فوق فكرة أستماعك بالهواية
تجتز عليك ذكريات من الماضى من نفس تصنيفها : فحينما تهاجمك فكرة سلبية مثل عدم توافر فرص العمل المناسبة , يقوم عقلك بشكل تلقائي تماماًَ بتذكيرك بكم المقابلات الشخصية التى قمت بها ولم توفق فيها , وكم نسخ من سيرتك الذاتية الذى قمت بتوزيعها على المؤسسات المختلفة دون جدوى .
تضفى على حاضرك مسحة من نفس أنفعالاتك : بمعنى أنه لو حدث لك فى العمل موقف تسبب فى إحباطك , ثم غادرت العمل فوجدت أن سيارتك معطلة , ستنظر للأمر على أنه زيادة لك فى إحساس الإحباط , وهكذا فى حوارك مع زوجتك أو صديقك أو أبنك , ولكن لو فرضنا أنك فى يوم أخر زف إليك خبر سعيد بخصوص العمل كترقية مثلا , ثم خرجت من العمل فوجدت سيارتك معطلة ستقول فوراً أن سيارتك تحتفل معك , أو ستلتمس لها العذر ( كما لو كانت بشرا حيا ) هنا يأتى لك البرهان على أن انفعالاتك هي التى تحدد رؤيتك للأمور .
تلون مستقبلك بلون أنفعالك :
فبحسب أنفعالك يسير تفكيرك فى الغد , فلو كنت اليوم مصاب بالإحباط وعندك موعد مهم غداً كيف ستفكر فيه ؟؟ أعتقد أن الإجابة أوضح من كتابتها .
الفكرة السلبية تضيف لنفسها أرتباطات متشعبة :
بمعنى أن الأنفعال السلبي يبحث لنفسه عن أحاسيس متشابهة فى عقلك الباطن ويرتبط بها فيدعمها ويقويها , وبالتالى تزداد صعوبة مواجهة الأفكار السلبية مع مرور الوقت . ويلاحظ هنا أن كل الخصائص سالفة الذكر – وغيرها الكثير – تصلح للتطبيق على العقل الباطن بصفة عامة , ولكن وجب سردها فى وسيلة التعريف بالتفكير السلبي لأنها أكثر أنتشاراً هناك .

» 10 كتب من أقوى كتب التنمية البشرية وتطوير الذات
» تحميل مجاني لكتب في التنمية البشرية
» خبراء بنغازي يناقشون واقع ومستقبل التنمية البشرية بليبيا
» حزمة التنمية الذاتية والنجاح
» قوة الاعتقاد الإيجابي