Verdana;}
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، له النعمة وله المنة وله الفضل وله الثناء الحسن.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وآله وصحبه.
وبعد:
فإنّ الله سبحانه وتعالى موصوف بالقدرة ، وهي صفة أزلية أبدية لله تعالى .
قال الله تعالى : { وهو على كل شيء قدير}و قال تعالى : {وهو القاهر فوق عباده}
وقال تعالى : { وهو الواحد القهّار}.
فالله تعالى قادر على كل شيء ، ولا يُعجزه شيء ، وكما نعلم أنّ الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام لكنّه قادر أن يخلق السماوات والأرض وما فيهما وما
بينهما وما فوقهما في لحظة واحدة، لكن لحكمة أرادها خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
والأدلة على قدرة الله سبحانه كثيرة ، منها أدلة نقلية ، أي من الكتاب والسنة ،ومنها أدلة
عقلية . فمن الأدلة العقلية على قدرة الله أنه لو لم يتصف بالقدرة لَوُصف بالعجز والعجز
على الله محال ، والعجز صفة نقص ، والله موصوف بالكمال ومنزه عن النقصان .
فمن نفى عن الله القدرة فقد نسب لله العجز والعياذ بالله ، والعجز محال على الله تعالى. إذًا : من نسب لله العجز أو نفى عن الله القدرة ( وهما بمعنى واحد ) .أو وصف الله بصفة نقص ، بأيّ صفة نقص .فقد كفر، فيلزمه أن يدخل في الإسلام فورًا وذلك بالنطق بالشهادتين . بنية الدخول في الإسلام ، والتّبرّوء من الكفر الذي صدر منه ،
ويجب عليه الندم ، وأن يعزم في قلبه أنه لا يعود لمثله. وهكذا الحال فيمن نفى أيّ صفة من صفات الله الواجبة له إجماعًا، كالوجود ، والوحدانية، والسمع والبصر والعلم ، والإرادة والكلام والحياة ، والأزلية والأبدية ، وتنزهه المشابهة للمخلوق ، واستغناؤه
عن جميع خلقه، وأنّ جميع خلقه مفتقرون إليه سبحانه وتعالى .
سيدناعليّ رضي الله عنه قال: إنّ الله خلق العرش إظهارًا لقدرته ولم يتخذه مكانًا لذاته)
ومعنى إظهارًا لقدرته أي ليظهر ذلك للملائكة .
فالعرش هو أكبر المخلوقات على الإطلاق والله خالقه أي هو قادر عليه ، إذًا الله قادر على كل شيء، لأنّ كل المخلوقات غير العرش هي أصغر من العرش بكثير ،
فبما أنّ الله قادر على أكبر المخلوقات إذًا هو قادر على كلّ المخلوقات.
فقد ورد في الحديث : { ماالسموات والأرض بجنب الكرسيّ إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة، وفضل العرش على الكرسيّ كفضل الفلاة على الحلقة }
أي أنّ السموات والأرض بالنسبة للكرسي( وهو مخلوق غير العرش)كالحلقة في الصحراء الواسعة . معناه أنّ الكرسيّ كبير جدًا أكبر من السموات والأرض بكثير.
والكرسي رغم كبره هو بالنسبة للعرش كحلقة ملقاة في صحراء واسعة.
فالمعنى أنّ العرش كبير كبير كبير . والله قادر عليه ،أي أنّ الله قادر على كل شيء .
قدرة الله تتعلق بالممكن العقليّ ، لاتتعلق بالمستحيل العقليّ ، ولا بالواجب العقليّ .
فالممكن العقليّ هو ما يقبل العقل السليم وجوده أوعدمه .( كالإنسان وكل المخلوقات )
والمستحيل العقليّ هو مالا يقبل العقل السليم وجوده .( كشريك لله )
والواجب العقليّ هو ما لا يقبل العقل السليم عدمه . (وهو الله وصفاته )
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ، أن يوفقنا وإيّاكم لما يحب ويرضى
وأن يختم لنا ولكم بصالح الأعمال
آمين ، والحمد لله رب العلمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته