بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد :
قال الله تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين )وقال تعالى :
( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ) أي ما أصابكم من القتل والجراحات في معركة أحُد فبمشيئة الله وتقديره أي أنّ الله قدّر ذلك في الأزل .
وقال تعالى : ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن )
أي كل ما أراد الله حصوله لابد من حصوله ، وما لم يشأ الله حصوله فلن يحصل أبدًا ، فلا يدخل شيء في هذا الكون إلا بمشيئة الله وتقديره ، مهما كان هذا الشيء . وسواء في ذلك الخير والشرّ والطاعة والمعصية والكفر والإيمان . قال صلى الله عليه وسلم : ( وتؤمن بالقدَر خيره وشرّه ) وقال أيضًا : ( كلّ شيء بقَدَر حتى العجز والكيس )
فالخير بأمر الله ومحبته ورضاه ومشيئته وتقديره وعلمه وخلقه .
أما الشرفليس بأمره ولا بمحبته ولا برضاه ولكن بتقديره ومشيئته وعلمه وخلقه . قال تعالى : ( من شرّ ما خلق )
ومشيئة الله تعالى ثابتة ونافذة لا محال ، ولا أحد يمنع من نفاذ مشيئته سبحانه قال تعالى : ( والله غالب على أمره )
ومشيئة الله لا تتغير لدعوة داع . فلو كانت تتغير لدعوة داع لغيرها لدعوة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم . قال صلى الله عليه وسلم : ( سألت ربي لأمتي ثلاثاً فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة ، سألته أن لا يهلك امتي بالسنة فأعطانيها ، وشألته أن لايهلك أمتي بالغرق فأعطانيها ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ) "ويوجد روايات أخرى فيها سألت ربي لأمتي أربعًا "
السنةأي المجاعة . أن لا يجعل بأسهم بينهم أي أن لايحصل اقتتال بين المسلمين . فهذا السؤال لم يستجبه الله للرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام
لأن الله شاء ذلك في الأزل والله لا يغير مشيئته . وهذا ما نشاهده في أيامنا
كاقتتال إخواننا الفلسطينيين ، وكذلك ما جرى بين الصحابة ، سيد نا علي وجماعته ، ومعاوية وجماعته. سبحان الله . وإن كانت هذه الأمور مؤلمة
نحن نقول " قدّر الله وما شاء فعل " .
سئل إمامنا محمد بن إدريس الشافعي عن القدر فأجاب شعرًا :
ما شئتَ كان وإن لم أشأ و ما شئتُ إن لم تشأ لم يكن
خلقتَ العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسنّ
على ذا مننتَ وهذا خذلت وهذا أعنتَ وذا لم تعن
فمنهم شقيٌّ ومنهم سعيد وهذا قبيحٌ وهذا حسن
ما شئتَ : أي ما شئتَ أنت يا ربّ .
خلقتَ العباد على ماعلمت :أي أنّ الله خلق الخلق على حسب علمه الأزليّ .
الشقيّ : من خُتم له على الكفر ،والعياذ بالله تعالى ، وهذا يكون بعلم الله الأزليّ ومشيئته وتقديره وخلقه .
السعيد : من خُتم له على الإيمان ، وهذا يكون بعلم الله ومشيئته وتقديره وخلقه
سبحانه وتعالى .
نحن نؤمن بالقضاء والقدر : فالقضاء هو الخلق، والقدر هو تقدير الله لهذا الشيء .ولكن في هذه العبارة تقديم وتأخير .فالله قدر الأمور في الأزل ثم يخلقها في أوقاتها التي قدّرها لها . فكل شيء يحصل بقضاء وقدر .
أي بتقدير الله ومشيئته ثمّ بخلقه .
فإذا قتل إنسان نفسه عمدًا،هذا بقضاء وقدر ، أي أنّ الله قدّر ذلك في الأزل ثمّ خلقه الآن . ولا يجوز ان يُقال "هذا ليس بقضاء وقدر "
وكذلك الخطأ هو بقضاء وقدر ، فلو قُتل إنسان بالخطا فهو بقضاء وقدر .
بعض الناس يعتبرون الخطأ بقضاء وقدر ، والعمد عندهم ليس بقضاء وقدر .
وهذا مخالف للعقيدة السنية . والحقيقة: هذا بقضاء وقدر وهذا بقضاء وقدر .
ولكن لو انتبه المسلم لمعنى هذه الكلمة لما قالها . هو يقصد بها " أرجو أن لا يكون الله قد قدّر ذلك " هذا ما يفهمون منها .
ولكن معناها الحقيقيّ " نفي تقدير الله لهذا الأمر " هذا من حيث اللغة .
ولا يدخل شيء في هذه الدنيا ولا يحصل أمر إلا بتقدير الله سبحانه . كما أسلفنا وهذه عقيدة المسلمين . فلذا ينبغي التنبّه ،