قال الرسـولُ مُبلغـاً ومُكَرِّمـااني بُعثتُ الـى الانـامِ معلمـا |
يا بانيَ الاجيالِ جُهْـدُكَ خالـدٌأحْسِنْ بناءك كي تكون مُكَرَّمـا |
دَوْرُ المعلم ان يكون مُصححـاًما اعْوجَّ مِنْ خُلُقٍ لهمْ وَمُقَوِّمـا |
اثــاره اخـلاقـه مَنْحـوتَـةٌفي القلب لا تُنْسى وتبقى بَلْسَما |
اخباره تبقـى حديثـا يُشْتَهـىبمجالسِ الزُّمَلاءِ أو مَنْ عَلَّمـا |
ما أُسْـرَةٌ إلا لـهُ فضـلٌ بهـاوَتُكِـنُّ حبـاً للمعلـم مُفْعَـمـا |
فَتَّشْتُ عنْ مَنْ للرجولةِ صانـعٌفَوَجَـدتُ أمّـاً أو أَبـاً ومعلمـا |
فإذا الثلاثةُ لـم يُرَبّـوا نَشْأنـاسيكون نَشْئاً بائسـا وَمُحَطَّمـا |
العلـم نـور والمعلـم مصـدرٌان غابَ مصدرُه تَحَوَّلَ مُظْلمـا |
ما كل علم في الزمـان بنافـعدَوْرُ المعلم ان يُمَيِّزَ مـا سمـا |
يا خيبة الاجيال مـن تعليمهـمان كان مصدر نورهم قد أُعْتِمـا |
هيهات من احـد تَرَقّـى دونـهفي مهنةٍ او منصبٍ قد أسْهَمـا |
من علمه كل البريـة أشرقـتوالارض تحيا بعد غيث قد همى |
والعز منـه لدولـة بلغـت ذُراًأو أُمَّةٍ صَعَدَتْ تُحاذي الأ نْجُمـا |
والنصر بعـد الله مـن ثمراتـهِفي عدة وصناعـة قـد صَمَّمـا |
في دعوة يدعو الشباب خلالهـاقُوموا تنالوا جنةً فاحموا الحِمى |
هيا ابذلـوا لله مـن طاقاتكـموَلْتَغْسِلوا عارَ المذلـةِ بالدِّمـا |
نِعْمَ المعلمُ مـن يكـون مُربيـاًجيلا على الاسلام لن يستسلمـا |
والضرب للتعليـم دون فَظاظـةٍفاضْرِبْ بعطف وَلْتكنْ مُتحكمـا |
والضرب يأتي في العلاج مُؤَخَّراًوَعْظُ النساءِ وَهَجْرُهُـنَّ تَقَدَّمـا |
هو كالطبيب معالـج لمريضـهبرجو الشفاء وإن قسا أنْ يَكْلُما |
هو والدٌ لا يَجْرَحَـنَّ شُعورَهـمطلابـهُ ابنـاؤهُ كـي يرحمـا |
من حسن اخلاق المعلـم رِفْقُـهُيَحْنو عليهم لن يَضِجَّ ويسأمـا |
يبدو سعيدا إن بَـدَوْ ا بسعـادةٍوتراه إن حزنو ا بـدا متألمـا |
اخلاصـه لله فــي تعليـمـهفَتَحَ القلوبَ وأعْيُناً بعد العمـى |
وَصَلاتهُ مَعَهُمْ يَكـونُ إمامَهُـمْولسانـهُ لا يلفظـنَّ مُحَـرَّمـا |
هو قدوةُ الطلابِ فـي اخلاقـهِوالحرص كل الحرص ألاّ يأثمـا |
وَيَبُثُّ فيهـم نخـوةً وشجاعـةًومحبةً حتـى يُحِبّـوا المسلمـا |
هُوَ قائدٌ والجيـشُ هـمْ طُلاّبُـهُلا لن يخادعَ جيشَـه أو يظلمـا |
يَهْدي لخيـرٍ للجِنـانِ مُرَغِّـبٌوَيَصُدُّ عن شرٍ حَـذارِ جَهنَّمـا |
هـذا المعلـم يستحـق مَحَبَّـةًلو كان فينا مِثْلُـهُ لـن نُهْزَمـا |
إِسْمـعْ كـلامَ معلـمٍ ومجـربٍومجرباً فاسْـألْ فلـنْ تتنَدَّمـا |
هذا قصيدٌ فيـه نفـع فاغتنـمْما كُلُّ مَنْ ألقى الكـلامَ تَكَلَّمـا |
تهذيـبُ أهـلٍ واهتمـامُ معلـمٍبعضٌ لبعضٍ واجبٌ أنْ يخدمـا |
أخلاقُ طـلابٍ وصفـوُ مناهِـجتُثْري المدارِسَ عِـزَّةً وَتَقَدُّمـا |
خيرُ المدارسِ في الزمانِ مدارسُقد خَرَّجَتْ خيرَ الأنـامِ وَأَعْلَمـا |
قَدْرُ المعلمِ لمْ نُحِطْ وَصْفـاً لَـهُهـذا الـذي لله عـاشَ مُعَلِّمـا |
هو شمعةٌ يَذْوي يُنَـوِّرُ غيـرَهُهو نحلةٌ كَمْ قَـدْ تَكِـدُّ لِتُطْعِمـا |
لِلْعِلْمِ كم سهر الليالـي طالبـاًأهـداهُ للطـلابِ منـهُ تَكَرُّمـا |
هُمْ زَرْعُهُ كـم يعتنـي بِنَمائِـهِيا فَرْحَةَ الأستاذِ لَمّـا قـد نَمـا |
ما أسعدَ الطلابَ عنـد تَخَـرُّجٍالكـل إن لَقِـيَ المعلـمَ سَلَّمـا |
والكـلُّ يَبْقـى ذاكـراً لِجَميلـهِفي كلِّ أرضٍ مَنْ يَـراهُ تَبَسَّمـا |
حتـى وَإنْ لَقِـيَ المعلـمُ رَبَّـهُفالعلمُ يَبْقى لَنْ يَمْوتَ وَيَهْرَمـا |
إعْمَلْ لوجـهِ اللهِ خيـراً تَلْقَـهُذِكْراً بِدنيـا أو بِأُخْـرى مَغْنَمـا |
مهما ذكرنـا مادحيـن لفضلـهلم نَجْزِهِ مهما مَنَحْنـا الأَوْسِمـا |
وتراهُ في دُوَلِ الحضـارةِ قمـةًفاقَ الجميـعَ كَرامـةً وَتَقَدُّمـا |
أفَما عَلِمْتُـمْ إنْ نَقَصْتُـمْ حَقَّـهُالجِيْلُ ضاعَ وَكُلُّنا لـنْ نَسْلَمـا |
إنْ أُمَّةٌ فَقَدَتْ مَواهـبَ شَعْبِهـاصَلِّ الجنازةَ وابكهـا مُتَرَحِّمـا |
وَمَهِمَّةُ التعليمِ ليسـتْ سهلـةًفَيُضاعِفُ الرحمنُ أجْراً أعْظَمـا |
طوقانُ لمْ يَصْبِرْ على تعليمهـمْقد لامَ شَوْقي وَالهُدى أنْ يَحْلمـا |
عَمليَّةُ التعليـمِ قـالَ مُصيبـةٌوالعلمُ في الإسلامِ كـان مُقَدَّمـا |
كلُّ الخلائقِ للمعلـمِ قـد دَعَـتْقالَ الرسـولُ لَعلَّنـا أنْ نَفْهَمـا |
ما مهنةٌ تنـوي الإلـهَ بِفِعْلِهـافهـي العبـادةُ إنْ أردتَ تَعَلُّمـا |
قَدْرُ المشَقَّةِ في العبادةِ أجْرُهـالم ينس ربي بل يكونُ الأَكْرَمـا |
يـوم القيامـةِ ذَرَّةٌ مَـوْزونـةٌيُعْطيكَ ربي أجْرَها لَنْ يَهْضِمـا |
أما المعلمُ عنـد شوقـي كامـلٌوالنقصُ في الإنسانِ كانْ مُحَتَّما |
كادَ المعلـمُ لَـمْ يُميِّـزْ بينهـمْاني أرى في قَوْلـهِ قَـدْ عَمَّمـا |
كَـادَ الـذي لله ينشـرُ عِلْمَـهُأنْ يُشْبِهَنَّ بِفِعْلِهِ رُسُـلَ السَّمـا |
أو كالذي بِالعِلمِ عاش مُجاهـداًوهو التقي على النصيحة أقْسَما |
بعضٌ على الإسلام رَبّى نَشْأنـامنهم عقولَ الجيلِ كانْ مُسَمِّمـا |
هل يستوي حُلْوُ الكـلامِ وَفِعْلِـهِمعَ مَنْ يَكونُ مرارةً أو علقمـا |
هل يستوي من كان يعبد ربـهمعَ مَنْ يكون لنفسهِ مُستسلمـا |
شَتّـانَ بيـن معلـمٍ مُتواضـعٍتلقـاهُ دَوْمـاً لَيِّنـاً مُتبسـمـا |
ومعلـم مُتطـاول فـي كِبْـرِهِيقضي الحياةَ بِغَيْظِـهِ مُتَجَهِّمـا |
هل مثلُ هذا كا لرسولِ صِفاتُـهُهـل مِثْلُـهُ حقاًيكـون مُعَظَّمـا |
يـا حسـرةً لمعلـمٍ مُتَقاعـسٍلـم يبـغِ الا سمعـةً وَدَراهمـا |
الطفلُ إنْ رَضَعَ المكارمَ والتُّقـىرُدَّتْ مَحاسِنُهُ على مـن أنْعَمـا |
أما إذا رَضَعَ الخيانـةَ والخَنـارَجَعَتْ جرائِمُهُ على من أجْرَمـا |
العِطْرُ صانِعُهُ يَفوحُ مِن الشَّـذاوالفَحْمُ صانِعُـهُ تـراهُ أسْحَمـا |