أكثر 5 دول تقدمًا في مجال الإلكترونيات

تُعد صناعة الإلكترونيات واحدة من أكثر الصناعات تطورًا في العالم، على مدار الخمسين عامًا الماضية، وتشتمل على مجموعة واسعة من المنتجات الأساسية في يومنا، من أجهزة الهواتف الذكية والتلفزيون والكمبيوتر ومشغلات الموسيقى والساعات وغيرها الكثير.

ويكمن مستقبل الإلكترونيات في الرقائق الإلكترونية، والتي تمثل القطع الأهم في المنتج، ولهذا، اتجه العديد من الشركات مثل شركة Intel و Advanced Micro Devices، كذلك في هذا الاتجاه، حيث ابتكرت شركة إنتل معالجات خاصة بالمهام مثل Xeon، وهي بنية مصممة للذكاء الاصطناعي.

إلا أن الصناعة تواجه أزمة كبرى بسبب نقص إمدادات الرقائق، منذ بداية جائحة كوفيد-19، والتي تفاقمت مؤخرًا مع الحرب الروسية الأوكرانية، ويشعر مراقبو الصناعة بالقلق إزاء التأثير المحتمل للتضخم ونقص الرقائق على المنتجات الإلكترونية على مدى العقود المقبلة.

ومع ذلك، يرى محللون أن التضخم المصحوب بالركود الحالي، قد يؤدي إلى تراجع الطلب المرتفع على الإلكترونيات الاستهلاكية، والتي تسارعت وتيرتها خلال فترة تفشي الوباء، حيث تعلم المستهلكون وعملوا ولجأوا لوسائل الترفيه رقميًا في المنازل أثناء عمليات الإغلاق. ومن المتوقع أن يؤدي ضعف الطلب إلى تخفيف مشاكل سلاسل التوريد والنقص.

في السطور القادمة، تعرف على أكثر 5 دول تقدمًا في مجال الإلكترونيات بحسب تقرير لموقع Insider Monkey.

1. الولايات المتحدة

يمكن القول إن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تقدمًا في مجال الإلكترونيات، نظرًا للكم الهائل من شركات الإلكترونيات التي تعمل في التقنيات المتطورة في البلاد.

وتتضمن هذه الشركات Nvidia و Intel و AMD و Apple. علاوة على ذلك، تعتبر مؤسسة FDI Intelligence ، مدينة نيويورك سادس أفضل مكان في العالم، من حيث القدرات الإلكترونية والبنية التحتية، حيث حصلت على درجة عالية تصل إلى 180. كما أنها تتقدم على البلدان الأخرى في مجال البحث في الإلكترونيات، من خلال معاهد مثل MIT وجامعة ستانفورد وجامعة هارفارد.

2. كوريا الجنوبية

حصلت مدينة سول على أعلى درجة، وهي 288، في تقرير FDI Intelligence لكونها أفضل مدينة في العالم لأبحاث الجودة والتطوير في مجال الإلكترونيات.

وتعتبر موطنا لشركة سامسونغ، ثالث أكبر شركة إلكترونيات في العالم بعد شركتي أبل و إنفيديا بالولايات المتحدة. وتعد سامسونغ أيضًا المنافس الرئيسي لشركة أبل في الهواتف الذكية.

تشمل الشركات الكورية الجنوبية البارزة الأخرى LG و SK Hynix، و يوجد كذلك منظمات متخصصة في أبحاث الإلكترونيات مثل معهد أبحاث الإلكترونيات والاتصالات (ETRI).

في عام 2019 ، كانت الدولة مسؤولة عن 6% من إنتاج KTI العالمي، حيث شكلت الإلكترونيات 9% من إجمالي حصتها من KTI لهذا العام.

3. تايوان

تمثل تايوان أحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة الإلكترونيات العالمية وهي متطورة للغاية في هذا القطاع. تتحكم الشركة المصنعة للرقائق، TSMC، في أكثر من نصف سوق الرقائق العالمية.

TSMC هي شركة رائدة تخطط لدفع قانون مور إلى 2 نانومتر بحلول عام 2025. وهي تصنع حاليًا شرائح 5 نانومتر المستخدمة في أجهزة شركات مثل أبل.

كما تعد Foxconn و Quanta Computer شركتين أخريين من مصنعي الإلكترونيات البارزين في تايوان.

4. اليابان

اليابان في حد ذاتها، شركة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا، وهي واحدة من أكثر الدول تقدمًا في مجال الإلكترونيات، وتضم شركات عالمية مثل توشيبا وسوني وباناسونيك وهيتاشي.

كما أن اليابان هي أكبر مُصنِّع للروبوتات

كما أن اليابان هي أكبر مُصنِّع للروبوتات الصناعية، حيث تصنع طوكيو 45% من الروبوتات في العالم.

تُعد قيمة إنتاج الإلكترونيات في اليابان من أعلى المعدلات في العالم، وقد نمت أكثر بنسبة 11% العام الماضي، بحسب Statista.

وتضم معاهد أبحاث في مجال الإلكترونيات مثل جامعة طوكيو ومعهد طوكيو للتكنولوجيا.

تعتبر طوكيو، التي حصلت على 234 درجة، ثاني أفضل مكان من حيث جودة البحث والتطوير في مجال الإلكترونيات من قبل FDI Intelligence.

5. هونغ كونغ

تتمتع هونغ كونغ بصناعة إلكترونيات مزدهرة. في عام 2020، كانت أكبر مصدر للأجهزة الذكية وثاني أكبر مصدر للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والكاميرات، وزادت صادراتها بنسبة 28% في العام التالي.

هونغ كونغ هي أيضًا موطن لعدد من المؤسسات البحثية والجامعات، التي تعد من بين المعاهد الرائدة في مجال البحث في الإلكترونيات، وعلى رأسها، جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الصينية في هونغ كونغ.

تسبّب نقص الرقائق في إحداث دمار في العديد من الصناعات، لذلك تبذل الولايات المتحدة جهودا واضحة للاستثمار في صناعة أشباه الموصلات التي يعدّها البعض "النفط الجديد".

وتدخل رقائق الحاسوب في الصناعات المختلفة، ابتداء من الهواتف الذكية وأفران المايكرويف إلى السيارات والصواريخ والطائرات.

ونقل تقرير نشره موقع "فوكس" (Fox) عن بات غيلسنجر، الرئيس التنفيذي لشركة "إنتل" (Intel)، قوله إن الرقائق "حاسمة لكل جانب من جوانب الوجود البشري"، وأضاف "كل شيء أصبح رقميا أكثر فأكثر وكل شيء رقمي يعمل بأشباه الموصلات. لذلك، هذا أمر بالغ الأهمية لكل جانب من جوانب الوجود البشري. احتياطيات النفط حددت الجغرافيا السياسية على مدى العقود الخمسة الماضية، ووجود سلاسل توريد التكنولوجيا وأشباه الموصلات سيحدد الجغرافيا السياسية للأعوام القادمة".

ولكن ما الرقائق الإلكترونية؟ ومم تتكون؟
الرقائق الإلكترونية قطع صغيرة مصنوعة من السيليكون، يتم تغليفها في حاوية من البلاستيك أو الخزف تسمى الحزمة، وتعمل الرقائق الإلكترونية على تضخيم الإشارات الكهربائية، أو تعمل كمفتاح تشغيل/إيقاف في تطبيقات الحاسب الآلي، ومن الممكن أن تكون الرقاقة عبارة عن ترانزستور واحد، أو دائرة متكاملة تضم مجموعة مترابطة من الترانزستورات.

والترانزستورات تعدّ أهم عنصر في الدائرة الإلكترونية، وتعمل كصمامات تسمح بتدفق التيار في اتجاه واحد، وتتكون الدائرة الإلكترونية من عناصر أخرى بجانب الترانزستورات مثل المكثفات والمقاومات، حيث تعمل المقاومات على توفير كمية محددة من المقاومة للتيار بينما تقوم المكثفات بتخزين الشحنة الكهربائية، وهناك عنصر في الدائرة الإلكترونية يعمل على تخزين الطاقة في شكل مجال مغناطيسي يسمى بالمحرّض.

وتتميز الرقائق الإلكترونية بأنها تحوي مجموعة من الأبواب الكهربائية التي يمكن التحكم فيها للسماح بتدفق التيار الكهربائي أو حجبه.