عالم الذر
أو عالم الميثاق، وهي اللحظة التي سبقت ولادة الإنسان، وفيها أُخذ عليه العهد والإقرار بربوبية الله تعالى وتوحيده، قال تعالى: ﴿وإذ أخذ ربُّك من بني آدم من ظُهورهم ذُرِّيَّتهم وأشْهدَهم على أنفُسهم أَلَسْتُ بربِّكم قالوا بلى شهِدْنا أَن تقولوا يومَ القيامة إنَّا كنَّا عن هذا غافلين﴾ [الأعراف: 172]. يستصعب المرء تذكر هذه اللحظة ويغفل عنها، ولولا إخبار الله عنها لما تصورها، لكنها جزء أصيل من كينونة الإنسان، وهو عقد حقيقي بين العبد وربه وليس متخيلًا، ولأهميته التأسيسية جعل منه الدكتور طه عبدالرحمن منطلقًا معرفيًا في بناء فلسفته الائتمانية في كتابه "روح الدين".
عالم الأجل والأمل (الدنيا)
ثم يأتي على الإنسان عالم آخر يسمى بعالم الأجل والأمل، حياته في الدنيا من الولادة إلى الوفاة والوفادة، وهو عالم خاص بكل إنسان حطّ رحاله في هذه الدنيا، وعامّ لكل البشرية منذ خرج آدم عليه السلام إلى الدنيا إلى قيام الساعة. وقد تحدث القرآن كثيرًا عن هذه الفترة، بل تكاد تكون نصف القرآن، حيث تدخل فيها قصص الأنبياء وأنباء الأمم السابقة، وحوادث السيرة النبوية، وما ورد من قراءات استباقية لمستقبل الزمان، حتى لحظة النهاية التي يأذن الله فيها لإسرافيل بالنفخ في الصور