فتوى دينية خلدها التاريخ
استفتى الملك المظفر سيف الدين قطز مفتي بلاده في ذلك الوقت سلطان العلماء العز بن عبدالسلام ، وقد كان قطز حينها حديث المجيء إلى الحكم وهولاكو وجيشه من المغول على مقربة من بلادهم لغزوها ، وكانت الدولة تمرّ بأزمة اقتصادية شديدة ، فاستفتى قطز العزّ بن عبدالسلام أن يفرض على شعبه ضرائب لتجهيز الجيش لمحاربة التتار ، فماذا كان رد العزّ ؟
"مع العلم بأن الضرائب كانت ستفرض لوضع حرج وهو وضع حرب طاحنة وتهديد بالغزو والتدمير " !
قال الشيخ العزّ بن عبد السلام :
«إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم (أي العالم الإسلامي)، وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم (أي فوق الزكاة) بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء» هذا هو الشرط الأول !
أما الشرط الثاني فكان أصعب!
قال الشيخ: وأن تبيعوا مالكم من الممتلكات والآلات ((((أي يبيع الحكام والأمراء والوزراء ما يمتلكون)))))، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، وتتساووا في ذلك أنتم والعامة، وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي قادة الجند من الأموال والآلات الفاخرة، فلا!»
وفعلا قام قطز (رحمه الله) بتنفيذ الفتوى فورا ، وبدأ بنفسه ، وبدأ بمن حوله من حاشيته من أمراء ووزراء ، ولم يضطر بعدها لفرض أي ضريبة على شعبه لأن ما كان في حوزة أصحاب المواقع والمناصب كان كافياً لسد العجز الحاصل يرحم الله العالم الفقيه!!
فهل من مدكر فهل من عالم فَقِيه
فهل من يحذو حذو هذا الحاكم المملوك الذي هزم التتار واوقف زحفهم عندما احترم راي العالم الفقيه وبدء بنفسه ومن حوله قبل الشعب .