في أواخر مارس/آذار 1980، وعلى متن أحد القوارب الفارهة بجُزر "فيرجن آيلاند"، كان السيد "جون بيركنز" برفقة مساعدته الشابة "ماري" يمضي إجازته التي اقتنصها لتهدئة أعصابه من ضغوط وظيفته غير الاعتيادية. وفي إحدى رحلاته، وتحديدا في قناة سير "فرانسيس دريك" التي تفصل بين الجزأين: الأميركي والبريطاني من الجُزُر، حملت التأملات الساحلية لهذا الرجل الأربعيني قرارا مصيريا، وخطيرا، وبسيطا بالقدر نفسه.
في قناة "دريك"، ذلك الاسم الذي أُطلِق تيمُّنًا بالسير "فرانسيس دريك" نائب الأميرال الإنجليزي، تاجر الرقيق والسياسي والمدني ومهندس العصر الإليزابيثي، نتيجة لما ألحقه من هزيمة بالأساطيل الإسبانية التي تحمل ذهب الأرض الجديدة، هناك حيث واجهت "بيركنز" ذكريات المستعمرين القدامى وهم يقتاتون على ثروات الشعوب الأدنى، تماما كما يفعل هو وأقرانه -بوصفهم قراصنة اقتصاديين- في شركة "Main"، في قصة طويلة سيُنهيها ألم الضمير.
يقول "جون": "تذكَّرت حينها بعض الأمور التي تعمّدت تجاهلها في الماضي حتى لا تُؤرِّق ضميري.. لم تفارقني تلك المشاعر. كنت غاضبا من الأصوات التي تأتيني من الماضي والطريقة التي طالما برَّرت بها جشعي" (1). يمر "بيركنز" بقاربه على جزيرة أخرى، يترك قاربه لـ "ماري" ويستقل زورقا بسيطا ليرسو على شاطئ "سانت جون"، يتسلق جبلها البسيط وينظر إلى زورقه الشراعي بالقُرب منه.
"أنا أيضا استرققت العبيد. لعشر سنوات، كنت خلفا لهؤلاء السلف من الرجال الذين سحبوا العبيد من غابات أفريقيا إلى السفن المنتظرة على الشاطئ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]