قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن ربنا سبحانه تعالى يقول وهو يعلم المؤمنين إلى يوم الدين، ويصف أولئك الذين يسمعون الكذب من الداخل في الجبهة الداخلية، ومن الخارج في الجبهة الخارجية، ويتبعون مناهج لا يرضى عنها الله ورسوله ولا المؤمنون، يصفهم فيقول: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} وهنا يربط سبحانه وتعالى بين الانحراف القولي وهو الكذب، والانحراف السلوكي وهو أكل السحت.
يكذب على نفسه وعلى مجتمعه وعلى الناس فإن هناك استدراجاً من الله له أن يصل الكذب من مقاله إلى فعله وأعماله، ويصل إلى أن يأكل السحت، وأكل السحت هو أكل الحرام الذي يأتي من السرقة، ويأتي من الرشوة، ويأتي من الاختلاس، ويأتي من اغتصاب مال الغير، ويأتي من الربا، ويأتي من كل بيعٍ فاسد أو أجر النجس، سحت كلمةٌ جامعة لأكل الحرام، وماذا يعني أكل السحت؟ أن جسده نبت من الحرام «كل جسدٍ نبت من حرام فالنار أولى به»، ويقول في شأن انقطاع آكل الحرام عن الله يقول: «يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومأكله حرام، ومشربه حرام، وغُذي بالحرام أنى يستجاب لذلك» فيدعو فلا يستجيب ربه له فينقطع ويعرض عن الله- والعياذ بالله