تعتبر رواية الشوك و القرنفل للسنوار توثيقا لنصف قرن من القضية من 1948 الى 2000.
نصف قرن بمخيماته و انتهاكاته و سجونه و تجارب المقاومة و الانقسامات و التخوين و التشكيك و التردد و الخسائر و الألم و دروسه المستخلصة.
كأن شخصا قال له : كيف وصلتم الى 7 أكتوبر 2023 .
فأجاب : تعال أروي لك قصة كل ذلك.
و القصة لا تتحدث عن خوارق و جبابرة بل عن بشر اقتنعوا بأنهم غير قادرين على دفع فاتورة الانهزام و الاستسلام فخيروا دفع فواتير المقاومة.
ليس أنهم كانوا أبطالا .
مجرد أنهم لم يطيقوا الحياة كأنذال.
ارتكبوا اخطاء و قاموا بمراجعات و تخاصموا و تصالحوا لكنهم لم يطرحوا أبدا الهزيمة كفرضية.
لم استسغ في البداية أسلوب الكتابة لأنه أبعد ما يكون عن الجمالية او التفرد لكني في النهاية شعرت أن الامور يجب ان تروى هكذا بكل بساطة، دون البحث عن البلاغة او تكلف فجاءت بليغة مبدعة بصدقها لا بشكلها.
ذلك الوضع السليم للحياة و للبشر.
يعيشون الأزمات و الاستهداف و الشك و العطب لكن يواصلون المحاولة لأن للذل عارا أطول بكثير من الاعمار.
يعلمون أنهم سيموتون حتما فلا يقدسون الحياة و متعها بشكل يفقدها مغزاها و ماهيتها.
يعيشون من اجل ما يستحق العيش لأجله و يموتون من أجل ما يستحق الموت لاجله.
و يروون قصصهم في الأثناء لتبقى عبرة و قطرة عطر و رصاصة.
كلمات شائكة تفوح منها رائحة القرنفل.