عبارة قالها السحرة للطاغية فرعون، حين توعدهم بالعذاب الأليم في الدنيا، غير مبالين بعذابه، وغير خائفين من وعيده، بعد أن ملأ الإيمان قلوبهم، وعمر اليقين نفوسهم، وهي عبارة تصلح لتكون شعارًا للمؤمنين في كل زمان، وفي كل مكان، يرفعونه في وجه كل طاغية مستبد، مهما كان العذاب شديدًا: **قال آمنتم به قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابًا وأبقى}.
إنه عذاب قد تفزع منه نفوس خلت من الإيمان، وفقدت اليقين، لكن النفوس الممتلئة إيمانًا ويقينًا تقول: "لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات، والذي فطرنا، فاقض ما أنت قاض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا"، فهذه الحياة الدنيا تبقى محدودة، مهما امتدت أيامها، وقصيرة مهما طال زمانها، وهينة مهما عظم سلطانها.
هكذا المؤمنون يصبرون على عسف الطغاة، ووعيد المستكبرين، وتسلط الحاكمين، وسياط الجلادين.
إنهم يتأملون، ويكابدون، ويؤذَون، وقد يُحرقون ويصلبون، ويُسجنون ويُنفون، لكنهم يرون هذا كله محصورًا في هذه الحياة الدنيا، محدودًا بأيامهم فيها، فلا الطغاة باقون، ولا عذابهم مستمر، ولا حكمهم أبدي: "إنما تقضي هذه الحياة الدنيا".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]