اللقاء................رقم (67)
لشرح رياض الصالحين
..........................................
5- باب المراقبة
هذا الباب....من أخطر الأبواب....
......إذ به يتم صﻻح العبد......
قال الله تعالى...( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين )..... ( وهو معكم أينما كنتم ).... ( إن الله ﻻ يخفي عليه شيء في الأرض وﻻ في السماء ) .....
( إن ربك لبالمرصاد ) ........ ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) ......
واﻵيات في الباب كثيرة ومعلومة
المراقبة.................لها وجهان.....
الوجه الأول................ أن تراقب الله عز وجل
الوجه الثاني..............أن الله تعالي رقيب عليك
( وكان الله علي كل شيء رقيبا )
أما مراقبتك.....لله أن تعلم أن الله تعالي يعلم كل ما تقوم به من أقوال......وأفعال.......واعتقادات
(الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين)
أي في الليل حين يقوم الإنسان في مكان خال ﻻ يطلع عليه أحد
ولو كان في أعظم وأحلك ظلمة.......فإن الله يراه وكذلك...وأنت تتقلب في الذين يسجدون في هذه الساعة....فإن الله يري الإنسان حين قيامه وحين سجوده......
وذكر القيام......والسجود.....
لأن القيام في الصﻻة أشرف من السجود...بذكره لأن فيه....قراءة القرآن وهو أفضل الذكر....وهو كﻻم الله
والسجود أشرف من القيام بهيئته.......لأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.......لذلك أمرنا الله أن نكثر من الدعاء فيه...
ومن مراقبتك لله....أن تعلم بأن الله يسمعك..بأي قول قلته..كما قال تعالي
( أم يحسبون أنا ﻻ نسمع سرهم ونجواهم بلي ورسلنا لديهم يكتبون ) .....
وﻻ تنسي..أن ما تتكلم به من خير أو شر فإن الله يكتبه لك أو عليك.......( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ....فأمسك لسانك.....لأن الكلمة إذا خرجت لن تعود أبدا ويبقي...إثمها........أو خيرها فانتبه..
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "
وراقب الله في سرك....وفي قلبك....
فانظر في قلبك...من الأشياء التي ﻻ يرضاها الله عز وجل.....من وﻻء ومحبة للكافرين.....من رياء من شرك......من حقد.....من غل......من كراهية وبغض للمسلمين وللإسلام........
راقب قلبك فإن الله....يقول ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه )
فراقب الله في فعلك....وفي قولك.....وفي قلبك حتي يتم لك المراقبة....
ولما سئل النبي صل الله عليه وسلم...
عن الإحسان قال ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
اللهم ارزقنا اﻹخﻻص في السر والعلن
........................................................