ورد في كتب التفاسير عن تبرج الجاهلية الأولى، وسبحان الله ! لحكمةٍ أرادها الله عزَّ وصف هذه الجاهلية بأنها جاهليةٌ أولى، ومن وصف الجاهلية بأنها أولى يستنبط أن هناك جاهليةٍ ثانية
، ربما كانت أشد من الأولى، نساءٌ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:(( كاسيات عاريات )) إما لأن الثوب شفاف يشفُّ عما تحته، أو لأنه ضيق يصف حجم أعضائها، فهن كاسيات لكنهن عاريات، مائلاتٌ مميلات، فالعنوهن لأنهن ملعونات..
(( سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ، لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ، كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ ))[مسند أحمد
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو] إذاً:﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ (33) ﴾ لا تظهرن الفتنة أو الجمال الذي أودعه الله فيكُنَّ، هذا الجمال يجب أن يظهر للزوج، وأن يختفي عمن سواه، أما إذا فسقت المرأة، وفجرت قُلبَت الآية، فكل جمالها في الطريق، وكل جمالها للأجانب، وكل أنوثتها ولطفها، ورِقَّتها لغير زوجها، وكل ما يستوحشُ منه لزوجها، هذا من الخروج عن منهج الله عزَّ وجل
.﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (33) ﴾ بعضهم قال: إن للحشمة جمالاً، وإن للتبذُّل ولكشف الأعضاء جمالاً، لكن الإنسان كلما ارتقى يعجب بجمال الحشمة لا بجمال التبذُّل، كلما ارتقى ذوق الإنسان يعجبه في المرأة حياؤها وحشمتها، هكذا
ا، ومن علامات قيام الساعة أنهُ ينزع الحياء من وجوه النساء ـ وقحةً تُحِدُّ النظر إليك ـ وتُرفعُ النخوة من رؤوس الرجال، وتُنزع الرحمة من قلوب الأمراء ـ لا حياء في وجوه النساء، ولا نخوة في رؤوس الرجال، ولا رحمة في قلوب الأمراء.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]