إسرائيل تتجاهل مطالب الأسرى وتصعد قمعها للمضربين عن الطعام

واجهت إسرائيل الاضراب المفتوح عن الطعام الذي تخوضه نسبة كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، بمزيد من التصعيد، ضاربة مطالبهم بعرض الحائط، فعمدت الى نقل الأسرى المعزولين المضربين عن الطعام في زنازين سجن عسقلان من زنزانة إلى أخرى عدة مرات يوميًّا، لارهاقهم والضغط عليهم نفسيًّا . وقالت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان إن إدارة سجون الاحتلال في إسرائيل مددت العزل الانفرادي للأسير القيادي في حركة حماس عبد الله البرغوثي المضرب عن الطعام لليوم 20 على التوالي. وأوضحت المؤسسة بلسان الباحث أحمد البيتاوي، أن إدارة سجن عسقلان تقتحم يوميا زنازين الأسرى المعزولين في ساعة متأخرة من الليل وتنقلهم من زنزانة إلى زنزانة أخرى تفتقر لأي مقومات من دون أن تسمح لهم بنقل أي شيء من متعلقاتهم. ولفت إلى أن جنود الاحتلال في السجن المذكور واصلوا استفزازهم للاسرى المضربين عن الطعام من خلال اقامتهم حفلات شواء بجانب زنازين الأسرى في ساعات الليل وفي ذات الوقت واصل ممثلون عن ادارة السجون التفاوض مع الأسرى المعزولين المضربين كل على حدة "أربعة أسرى" في محاولة لكسر إضرابهم والالتفاف عليه من خلال إغرائهم بالاستجابة لمطالبهم في حال أوقفوا الإضراب، الأمر الذي رفضه الأسرى وطالبوا بالتفاوض مع الأسير محمود عيسى ممثل الأسرى المعزولين في سجن عسقلان. ونقلت مؤسسة التضامن عن الأسير المعزول إبراهيم حامد وهو أحد الأسرى الأربعة المعزولين في سجن عسقلان قوله "إن المعركة التي تخوضها الحركة الأسيرة ضد ممارسات الاحتلال طويلة، ولكن عزيمتنا وإرادتنا قوية وصلبة، وواثقون من انتصار عدالة مطالبنا على عنجهية الاحتلال وممارساته السادية". وطالب حامد في رسالة نقلها محامي مؤسسة التضامن الشعب الفلسطيني وكافة المتضامين مع قضية الأسرى بحشد طاقاتهم للمشاركة في جميع الفعاليات الداعمة للأسرى في إضرابهم معتبرا أن تضامن الشعب الفلسطيني مع الأسرى هو تضامن مع نفسه، لأن الأسرى جزء من هذا الشعب. في غضون ذلك انضم امس 60 متضامناً ومتضامنة غالبيتهم من الاسرى المحررين وذوي الاسرى وكوادر تنظيمية من المشاركين في خيمة الاعتصام المقامة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة للاضراب عن الطعام تضامنا مع الاسرى المضربين في سجون الاحتلال. وأعلن الاسير المحرر تيسير البرديني احد المضربين عن الطعام أن خمسين فلسطينيا وعشر نساء انضموا امس للإضراب عن الطعام حيث اقيمت الى جانب خيمة الاعتصام الرئيسية خيمة خاصة بالمتضامنين المضربين عن الطعام ضمت 50 شخصا والى جانبها اقيمت خيمة اخرى للنساء المتضامنات اللاتي اعلن امس اضرابهن عن الطعام تضامنا مع الاسرى في سجون الاحتلال. وقال البرديني في كلمة ألقاها باسم لجنة القوى الوطنية والإسلامية للأسرى "جئناكم من أرض غزة لنقسم أمام شعبنا إننا في القوى والوطنية والإسلامية سنقف خلفكم ولن نترككم تخوضون المعركة لوحدكم ولن نجعل عدونا يتفرد بكم فنحن أخوة لكم نعلن مشاركتنا بمعركتكم والبدء الفوري في الإضراب المفتوح عن الطعام واننا سنطرق كل الأبواب الحقوقية لنقص عليهم الكارثة الإنسانية التي يحياها أسرانا في السجون الذين يساومون على مائهم وهوائهم". ودعا البرديني الى تدويل قضية الأسرى في المحافل الدولية مطالبا الفصائل بالعمل على إطلاق سراح الأسرى. وارتدى المضربون عن الطعام ملابس سوداء وأقسموا على مواصلة الإضراب حتى تتحق مطالب الأسرى وتعهدوا بعدم مغادرة خيمة الاعتصام، وعدم تناول أي شيء باستثناء الماء والملح. ميدانيا أصيب أكثر من 20 فلسطينيا بالأعيرة المعدنية وتعرض العشرات لحالات اختناق جراء استنشاق قنابل الغاز المسيل للدموع وذلك خلال مواجهات اندلعت ظهر امس في محيط سجن عوفر غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية. وكانت مسيرة طلابية انطلقت من جامعة بيرزيت واستقرت قبالة سجن عوفر وذلك تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام لليوم 16 على التوالي حيث فرقت قوات الاحتلال المسيرة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة المعدنية والقنابل الصوتية باتجاه المتظاهرين الذين ردوا على قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة. وفي سياق متصل بأوضاع المشاركين في خيمة الاعتصام في غزة نقلت أمس فلسطينية تدعى أمل سبيتان مضربة عن الطعام لليوم العاشر على التوالي تضامنًا مع الأسرى إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، بعد تدهور حالتها الصحية وتعرضها للإغماء. من جهته وجه وزير الأسرى عيسى قراقع رسالة عاجلة الى بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة وقال قراقع في رسالته "أخاطبك باسم الأسرى والأسيرات الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال وأهاليهم وأطفالهم من أجل التدخل لإنقاذ حياة المعذبين في السجون من أسرى الشعب الفلسطيني، حيث يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام من أجل كرامتهم وحقوقهم ورفع الظلم الواقع عليهم، والعمل على وضع حد لممارسات لا إنسانية تخالف كل الشرائع السماوية والدينية تمارسها حكومة إسرائيل بحق الأسرى فتحرمهم من أبسط حقوقهم التي نصت عليها القوانين والشرائع وحقوق الإنسان". وجاء في الرسالة "أن الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة ورفاقهم الأسرى حسن الصفدي وعمر أبو شلال وجعفر عز الدين ومحمد التاج وهم معتقلون إداريا دون محاكمة عادلة وبدون تهم واضحة يمرون في ظروف صحية خطيرة للغاية بعد أن تجاوز إضرابهم الـ 66 يوما، وقد دخلوا في حالة غيبوبة وأصبح شبح الموت يحلق فوقهم في ظل استهتار إسرائيلي بحياتهم وصحتهم". وأضاف "من منطلق موقعكم الروحي والديني والإنساني، كراعين للحق والعدالة نتمنى تدخلكم السريع لإنقاذ أرواحهم والإفراج عنهم وإعادتهم الى عائلاتهم وأطفالهم سالمين، ومنع أي مأساة أو كارثة قد ترتكب بحقهم في أي لحظة وأنت القائل أن نور الله أقوى من أي ظلام ومن أي شر في العالم". بدوره أكد محامي نادي الأسير الفلسطيني جواد بولص في حديث إذاعي امس أن النيابة العامة الاسرائيلية لم تقم حتى الآن بأي اتصالات مع هيئة الدفاع عن الأسيرين بلال و ثائر فيما من المفترض أن تعقد اليوم "الخميس" جلسة استئناف لكل من الأسيرين في المحكمة العليا، للرد على مطالبهما بالإفراج عنهما. وقال بولص "عادةً ما تقوم النيابة بالاتصال مع الدفاع وتقديم عروض وسماع خيارات الدفاع، والتفاوض للوصول الى حلول وسط، ولكن في حالة بلال وثائر لا اتصال ولا تواصل من بعيد ولا من قريب". واعتبر بولص أن ذلك يدل على أن هناك قرارا اسرائيليا بعدم تكرار ما حدث مع خضر عدنان، وما تقوم به مدروس بدقه وليس عفويا،" فإسرائيل غير مهتمة إن سقط شهيد، بل على العكس هي تسعى لذلك، وإلا لماذا لا تنقلهم سلطات سجن الرملة إلى مستشفى مدني كما فعلت في حالات سابقة".

المشكلة ما بتجي إلا أخبار بتسم البدن

رباه ارفع هذا الضر عنهم

ولا رافع لهذا الضر إلا الله