بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
وبعد :
فإنّ الأمور لها مراتب ، وليست كل الأمورفي حكم الشرع بنفس المرتبة.
فيوجد الفرض العينيّ والفرض الكفائيّ والمندوب والمكروه والمباح ، والمحرم ، والمحرّم منه الكبائر ومنه الصغائر ، والكبائر منها الكفر ومنها
ما دون الكفر.
فأما بالنسبة للباس المرأة فالأفضل لها الجلباب وذلك لورود النص القرآني فيه قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }" سورة الأحزاب " ويأتي بعده القميص أي العباءة والأفضل لها أن ترتدي سروالا تحت الجلباب أو تحت القميص.
لقوله عليه الصلاة والسلام : { رحم الله المتسرولين من الرجال والمتسرولات من النساء}
ولو ارتدت المرأة سروالا غير ضيّق ولم ترتد عباءة أو جلبابًا وكانت ساترة لجميع بدنها ما عدا الوجه والكفين لم يحرم . ودخلت تحت الحديث :
{ والمتسرولات من النساء}فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يذكر هنا العباءة ولا الجلباب.
وفي المذاهب الأربعة لم يشترطوا على المرأة لصحة الصلاة لبس الجلباب ولا لبس العباءة إنما اشترطوا سترجميع بدنها ماعدا الوجه والكفين وعند بعضهم والقدمين . ولو خرجت من بيتها هكذا لم ترتكب معصية .
والغريب أنّ بعض الناس يجعلون الجلباب أو العباءة في المقدمة ويعتبرونه
الأساس قبل العقيدة وقبل تطهير القلب من الرياء والكبر والعُجب .
والرسول عليه الصلاة والسلام قال : { ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب }
ونسأل الله العفو والعافية وحسن الختام
والحمد لله رب العالمين